خطة تسديد ديون
لا شك أن القروض نعمة عظيمة، فبها نستطيع مساعدة من حولنا على قضاء حاجة في وقت يعاني فيه من ضيق حال، وكمستدينين تساعدنا الديون في قضاء حوائجنا أيضا من علاج مريض، إلى تسديد أقساط تعليم إلى آخره، وهي بهذا تعزز أواصر العلاقات الإنسانية فيما بيننا، وبهذا هي مثل أي شيء آخر من حولنا تأخذ معناها من خلالنا، مشاعرا وعملا.
فهي تتحول إلى (هم بالليل وذل بالنهار) كما تقول الحكمة الدارجة، وتحول الحياة إلى كابوس مزعج، وتخرب بيوتا، وتدمر أسرا، وتحطم أفرادا و تسلبهم حريتهم، كل ذلك في حال أسيء استغلالها، فالديون اليوم أصبحت تستخدم للتظاهر والمباهاة، لأناس يعيشون فوق مستواهم المادي، ويحمّلون أنفسهم فوق طاقتهم من أجل مجاراة من حولهم، فيعجزون عن سدادها، حتى تتراكم عليهم، وإن كانت أغلب الديون نتجت عن فشل محاولات تجارية، لم تدرس بشكل كاف، ولم تكن عند الأفراد دراية بالأعمال التجارية عندما بدؤوها.
أيا كانت أسباب تعثر الديون فإن وضع خطة سداد لها قد تقيك من عواقب الأمور، وأولى خطوات هذه الخطة هي تغيير السلوك والمشاعر تجاهها، ووضع نية صادقة لتسديد الدين، وعوضا عن النظر إليه على أنه معضلة كبيرة، ننظر للجانب الإيجابي منه، ونتذكر أن من أداننا المبلغ أعطانا إياه عن ثقة فينا، ورغبة في مساعدتنا، من باب الأخوة وربما الجيرة أو الزمالة، فالنية الصادقة وحدها أحيانا كفيلة بفتح أبواب رزق من حيث لا نحتسب.
وعلى العكس من ذلك فإن مشاعر الغضب، والاستياء تجاه الدين، والاستياء من الدائن، ولوم نفسك وتأنيبها على الدوام، وغيرها من المشاعر السلبية المرتبطة بالمال، من شأنه أن يبقيك في هم الدين، ويعمي بصيرتك عن الحلول التي قد تكون بسيطة أحيانا، إلا أن الغضب، وجلد الذات يجعلنا نركز على المشكلة ولا ننتبه للحل.
اليأس أيضا يجعلنا نشعر بالعجز وأننا مكتوفي الأيدي، وبالتالي لن نحاول، لكن لو تعاملنا مع الموضوع بإيجابية، فعلى أقل تقدير نحن سنحاول البحث عن حل للمشكلة، أحيانا فتح حوار صادق مع من تدين له، ومواجهته بالأزمة التي تمر بها كفيلة بحل المشكلة، وكثير من المشاكل المتعلقة بالديون نتيجة تهرب الأفراد من المواجهة ومصارحة الطرف الآخر.
الإنسان الذي كان مستعدا أن يدينك، لن يتردد في الصبر عليك، فما أدراك، قد يعفيك حتى من الدين إن لم يكن بحاجة له، وإن أظهرت له حسن نواياك، فالدنيا بخير فعلا.