تأثير الضغط
يرى البعض أن ما يُكتب في مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يقال في وسائل الإعلام وسيلة ضغط على اتحاد الكرة من أجل كسب المتابعين أو إثارة قضية ليس لها معنى حتى يلفت الانتباه له.
خروج منتخب الشباب من التصفيات الآسيوية، وعدم التأهل لنهائيات كأس آسيا أصبحت قضية يجب أن نفتح النقد اللاذع على الاتحاد والجهاز الفني والإداري واللاعبين عن نواتج هذا الإخفاق دون معرفة الأسباب وما آل إليه، وكان منتخب الشباب في كل عام يتأهل لنهائيات كأس آسيا، وقد يجهل الكثيرون أن منتخب الشباب لم يتأهل سوى مرتين لنهائيات كاس آسيا، الأولى عندما تم استضافتها في مسقط عام 2012م، والثانية عام 2017م.
لم نبحث عن الأسباب ولم نتطرق إلى الواقع الذي نعيشه، وكان قطاع المراحل السنية بشكل عام يولي أهمية ويعطي الأمر اهتمامًا بالغًا، ونتجاهل وضع أنديتنا التي ليس لديها من الإمكانيات لإحضار مدربين متخصصين لهذا القطاع، ولا تتوفر لديها الإمكانيات في توفير بنية محفزة للاعبين من منشآت وملاعب وصالات وتغذية ومعسكرات وغيرها من الأمور التي تسهم في صقل اللاعب وتنمية مهاراته ليكون معدًا بشكل سليم، وعندما يصل للمنتخبات الوطنية يكون جاهزًا وليس كما هو الحال حاليًا بأن يتولى مدربو مراحل السنية التأسيس وتعليم أساسيات اللعبة من البداية.
وبما أننا نعرف واقع أنديتنا وإمكانياتها حيث إنها لا تستطيع أن تضم أكثر من فريق بسبب ضعف إمكانياتها وعدم وجود ملاعب للتدريبات، أضف إلى ذلك أن بعض أولياء الأمور يطالبون بعقود ورواتب لأبنائهم مقابل تمثيل النادي.
خروج منتخب الشباب برغم ما توفر له من إعداد مع ذلك يبقى ناقصًا؛ لأن العمل من البداية غير صحيح، وقد يتكرر نفس المشهد مع منتخب الناشئين ومع المنتخب الأول أيضًا؛ لأن العمل لا يسير وفق منهج صحيح، ولهذا فإنه من المهم أن تلتفت وزارة الثقافة والرياضة والشباب لواقع الأندية وما تعانيه؛ فهي الأساس في كل مكونات الألعاب الرياضية، ومتى ما توفر لها الدعم المناسب سنشاهد فنجاء والعروبة وصور والسويق والطليعة والمصنعة وغيرها من الأندية التي كانت يومًا من الأيام الرافد الأساسي لمنتخباتنا الوطنية.
نقدم الشكر للأندية التي تشارك في مسابقات المراحل السنية، وقد لا يعلم البعض المعاناة التي تعاني منها في تجميع هؤلاء اللاعبين وتجهيزهم وفق إمكانيات محدودة. واقعنا نعرفه جيدًا ونعرف إمكانيات الأندية وقدرتها ولا ألوم الجماهير الوفية في انتقادها، ولكن هل يجوز هذا الأمر مع الناقد ومع المحلل ومع الإعلامي؟