بشفافية: وطن عظيم وشباب طموح

26 أكتوبر 2021
26 أكتوبر 2021

تؤمن السلطنة قيادة وشعبا بأهمية الشباب في بلورة خطط التنمية والنهوض بمقومات الوطن والرقي بها لمراتب أسمى تعانق الأمجاد العمانية الخالدة، والاحتفال بيوم الشباب العماني هذا العام يأتي وسط تأكيد مستمر من لدن عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على أهمية الحوار مع الشباب وفتح قنوات التواصل معهم لتلمس نبض أفكارهم و تطلعاتهم المستقبلية باعتبارهم ركنا أساسيا من أركان البناء للمستقبل وتأسيس قاعدة قوية من الشراكة ليكون الشباب شركاء في صناعة القرار خصوصا القرارات والخطط والبرامج المستقبلية .

لذلك فإن تأكيدات القيادة الحكيمة من لدن جلالته ـ أبقاه الله ـ على ضرورة الاهتمام بالشباب، يفتح المجال لبدء مشاريع شراكة حقيقية وواقعية تعمل عليها المؤسسات والأفراد والقطاعات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لوضع الشباب ضمن الخطط والبرامج والاستراتيجيات القادمة، ومنحهم المكانة التي يستحقونها كونهم أساسا مهما في التقدم ، كما يضيف هذا الاهتمام بعدا هاما لدى الشباب وثقتهم في قدراتهم وإمكانياتهم، ويدفعهم إلى المزيد من الإبداع في مختلف أوجه الحياة والتنمية والسعي إلى تحقيق المزيد لخدمة وطنهم وقيادتهم وحكومتهم ومجتمعهم بشكل عام .

تمضي السلطنة نحو تحقيق رؤية عمان 2040، وهي رؤية شاملة يتطلع إليها جميع أبناء المجتمع بتفاؤل، بالتالي فإن إشراك الشباب في تحقيق أهداف هذه الرؤية مهم جدا و يدخل في عمق مرتكزات الرؤية، لذلك فإن إشراك الشباب في تحقيق الرؤية يتطلب العمل على الحوار معهم والاستماع إلى أفكارهم وأطروحاتهم وتطلعاتهم ومن ثم تدارس هذه التطلعات والأفكار ووضعها ضمن الاستراتيجيات، ومناقشتها على مستويات عدة بصورة حضارية تعكس ثقافة المجتمع العماني ومدى تمكن شبابه ووعيهم الفكري .

من هنا تأتي أهمية تجسير الثقة بين منظومة صناعة القرار والشباب وإيجاد مزيد من جسور التفاهم وتبادل الآراء للوصول إلى نقطة انطلاقة حقيقية نحو تحقيق تطلعات الشباب على أرض الواقع خصوصا وأنهم يمثلون الشريحة الواسعة في المجتمع، وفي واقع الأمر فإن الشباب قد أثبتوا كفاءتهم وقدراتهم العالية على الإدارة والمشاركة في الدفع بدفة التنمية في كافة المجالات والنهوض بها ، إذ إن وطن نهضته الحديثة عمرها يناهز الـ 51 عاما وتستند على ثقل تاريخي يمتد على مدى آلاف السنين لا بد وأنه قد وصل إلى مرحلة يستطيع فيها أن يولي ثقة أكبر في عقول شبابه وأفكارهم وتطلعاتهم والإيمان بفكرهم والاستماع إلى همومهم وما يتمنونه من تقدم لمستقبل وطنهم .

وبالعودة إلى الثقة في الشباب و قدراتهم، فإن هذا الأمر لا يقتصر على ثقة الحكومة في الشباب فالجانب الحكومي قد اعطى للشباب المكانة المناسبة في كثير من المواقع، وكذلك بعض مؤسسات القطاع الخاص، وهنا تأتي الدعوة إلى المؤسسات التي لا تزال تتخلف عن الركب في ثقتها بالشباب وقدراتهم وأفكارهم، إذ عليها أن تؤمن بعماد المستقبل وركنه القوي في إيجاد المكانة المناسبة له وإعطائه المساحة التي من خلالها يستطيع أن يبرز إمكانياته وقدراته ويثبتها للجميع، كما أثبتها في شتى المواقع التي وضع فيها .

السادس والعشرون من أكتوبر والذي احتفلت فيه السلطنة أمس بيوم الشاب العماني هو يوم يتجدد فيه العطاء من أجل غد مشرق للشباب العماني، في ظل نهضة متجددة تضع الشباب في سلم أولوياتها وتفتح لهم آفاقا أرحب للمساهمة في بناء المستقبل والمشاركة بروح إيجابية تتطلع بثقة في مكتسبات الوطن والحفاظ عليها .

وعلى كل شباب أن يكون صمام أمان لخدمة وطنه ودرعا يحمي الوطن عبر فكر مستنير ومشاركة بالرأي والحكمة ، والأخذ بزمام المبادرة بالمحافل والمواقع والثبات عند كل ما يخدم الوطن والرقي به .

suhailnahdy@yahoo.com