إدمان التعلم

15 أغسطس 2021
15 أغسطس 2021

إدمان التعلم على الرغم من غرابة الكلمة إلا أنها تعبر عن حالة الكثيرين ممن حولنا، ممن يلتهمون الكتب التهامًا، ولا يفوتون برنامجًا تدريبيًا دون التسجيل فيه، هذا فضلًا عن عشرات الساعات السمعية، في سباق لا ينتهي من أجل اكتساب المعارف والعلوم في شتى المجالات.

هذه الفئة ممن تستمتع بفكرة العلم ذاتها، تعيش على إحساس الإثارة من اكتساب مزيد من المعلومات. والمحزن عندما يتوقف الأمر عند اكتساب المعرفة، التي تخزن في أرشيف الذاكرة بدون فائدة تذكر، أذكر أنه قبل سنوات التقيت بإحدى الفتيات أثناء خروجي من قاعة المحاضرة فبادرتني بهذه العبارة: أنت تلهميني بشكل كبير، عندما أسمع لك أشعر بالحماس وبأنني قادرة على فعل المستحيل، لكن ما أن تنتهي المحاضرة حتى يخمد الحماس، ويبدأ عقلي في استحضار المشاغل التي تنتظرني، والمشاكل التي على حلها.

حال هذه الفتاة حال الكثيرين ممن مروا عليَّ، وقد أكون واحدة منهم في مرحلة من مراحل حياتي، المعرفة لا شك تثري، لكن ما هو أهم من هذه المعرفة تطبيقها، فالمبالغ التي تهدر سنويًا على الكتب والدورات التدريبية أنت أولى بها، وبإمكانك استثمارها في أنشطة كثيرة يمكن أن تثري حياتك، أو تدخرها للمستقبل، عوضًا عن إهدارها بهذا الشكل، مع الارتفاع الكبير في قيمك الكتب هذه الأيام.

أيضًا ما تعرف بأنك لن تستطيع تطبيقه لا تتعلمه من الأساس، حتى لا تتحول العملية لإدمان لا ينتهي، جرب أن تتوقف عن القراءة لمدة شهر، وعوضًا عنها ارجع للكتب التي شعرت بأنها لامستك، وأن فيها ما يمكن أن تطبقه في حياتك، وأنا هنا أتحدث عن كتب التنمية الذاتية، خذ ثلاث أفكار أو مقترحات من الكتاب، حاول تطبيقها لمدة شهر على أقل تقدير.

توقف عن صرف أموالك على دورات تدريبية، تعرف أنك لن تنفذ ما فيها، وقف وقفة صريحة مع ذاتك، لِمَ هذا الهوس بالتعلم؟ لا أنكر بأن المعلومات تثري أيضًا، لكن بإمكانك الاستفادة بشكل أكبر لو ركزت على كتاب واحد شهريًا، وقمت بتطبيق ما فيه، على قراءة خمس كتب تنساها ما أن تضع الكتاب جانبًا.

من المهم أن نتعلم قول (لا) للإغراءات أيا كانت، حتى لا نتحول إلى عبيد لعاداتنا.