أولويات لحصانة لا تنكسر..
جعلت سلطنة عمان سداد الدَّين العام أولوية أولى ومهمة جدا، فإذا بنا نشهد خلال أقل من خمس سنوات جعل الدَّين العام في أدنى مستوياته، ولا يزال ينخفض كل يوم، ولا شك عندي أن هذه الأولوية أتت لحماية وحصانة البلاد وسيادتها وأمنها وأمانها، فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من سداد هذا الدَّين، وسداد ديون الشركات الحكومية مثل أوكيو.
وهناك أولويتان تحتاجان إلى الاهتمام نفسه لخطورتهما، منها ضرورة تشغيل الشباب، وإيجاد الحلول السريعة حتى لا تتراكم الأعداد وتنفلت، ومعالجة التهديد الديموغرافي؛ فعدد المواليد العمانيين بحسب الإحصاءات بدأ في الانخفاض، وهو سيؤثر خلال سنوات قليلة على المنحنى السكاني الذي يعد معتدلا حاليا، ليعاني التشوهات ومشاكلها، فأكبر مشاكل الغرب اليوم بسبب تشوّه هذا المنحنى وما يسببه من أزمات ومشاكل بنيوية لها علاقة بالتهديد الديموغرافي في عالم فقد مكابحه، وظهرت عدوانية البعض بلا مواربة للاستيلاء والسيطرة والتحكم وكسر الآخر وإبادته، وصارت المنظمات الدولية وقراراتها بلا قيمة حقيقية أمام منطق القوة والاعتداءات الغاشمة.
وكذلك أولوية الأمن الغذائي للبلاد؛ فما أزال أتذكر حديث أجدادنا أنه لولا ما كان يجود به سهل الباطنة في السلطنة من غذاء لمات أكثر الناس جوعا على ساحل الخليج إبان الحربَين العالميتَين الأولى والثانية، وها نحن منذ ما يقارب العامين نسمع السياسيين وهم يحذرون من حرب عالمية ثالثة في العالم العربي والإسلامي، كالرئيس البيلاروسي لوكاشينكوف، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجوزيف إبستاين المحلل والباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، وطلال أبو غزالة وغيرهم، وليكون الجوع أحد مضاعفاتها ونتائجها.
بالنسبة لي لم يمر يوم من حياتي منذ طفولتي إلى اليوم دون أن يخلو من أخبار الحروب على العالم العربي وفيه، سنوات وسنوات والعالم العربي على صفيح ساخن، فليس ببعيد أو غريب أن يجد نفسه في معمعة الحرب العالمية الثالثة.
د. طاهرة اللواتية إعلامية وكاتبة عُمانية