د. طلال البلوشي الملحق الثقافي بواشنطن وكندا لـ «عمان» :-
حاوره: بشير الريامي -
أكد الدكتور طلال بن محمد البلوشي الملحق الثقافي العماني بواشنطن وكندا أن عدد المبتعثين من الطلاب العمانيين الدارسين في الجامعات الأمريكية والكندية يزيد عن ٣٥٠٠ طالب وطالبة ١٠٪ منهم في الدراسات العليا الماجستير والدكتوراة والبقية في الدراسات الجامعية. جاء هذا في حوار خاص لجريدة $ أشار فيه الى أن الملحقية الثقافية بواشنطن تبذل قصارى جهدها في متابعة الطلاب العمانيين المبتعثين والدارسين في الجامعات الأمريكية سواءً الجدد او الذين يدرسون في مراحل الدراسة المختلفة حيث يخصص لكل طالب مشرفان أكاديميان أحدهما في الملحقية والثاني في الجامعة التي يدرس بها وهناك تواصل بين الملحقية والجامعات التي يدرس بها الطلاب العمانيون مؤكدا أن الطلاب العمانيين يعتبرون ضمن الطلاب الدوليين الذين يحققون مستويات ونتائج عالية في دراستهم نتيجة لاهتمامهم بالوصول الى الأهداف التي يصبون إليها ومن ضمنها تشريف اسم بلادهم خارجيا.
استمرار البعثات الخارجية
وقال الدكتور طلال بن محمد البلوشي: إن العمل التربوي هو عمل متواصل ومثمر ومن الخبرات التي اكتسبتها منذ عملي السابق بجامعة السلطان قابوس ثم في مجلس البحث العلمي ثم وزارة التعليم العالي، وكل هذه المؤسسات الحكومية يتعلق عملها ومهامها بشكل مباشر بالعملية التربوية والتعليمية وبالطالب العماني ورفع مستواه العلمي والفكري الى أعلى؛ من خلال الدراسات الجامعة وبعد ذلك الدراسات العليا وجوانب البحث العلمي. وأشار الملحق الثقافي بواشنطن وكندا إلى أن وزارة التعليم العالي ما زالت تخصص أكثر من ألف بعثة، وتبتعث طلابا للدراسات الجامعية في الخارج بشكل سنوي وفي شتى المجالات العلمية ولا تقتصر البعثات والدراسة فقط في العلوم الحديثة ولكن أيضا في العلوم الإنسانية، كعلم المتاحف والاقتصاد وغيرها من العلوم لأن السلطنة لا تزال بحاجة الى مخرجات متفاوتة في تخصصات مختلفة تنهل العلم والمعرفة من أرقى الجامعات العالمية.
وأضاف: في السابق كانت هناك بعثات كثيرة في تخصصات الهندسة ولكن لتوفر هذه التخصصات محليا فقد تم تقليص الابتعاث في هذا التخصص، وفتحنا تخصصات أخرى مثل إدارة الأعمال والمالية والعلوم الطبية. وكما تعلم أن السلطنة الآن تعمل على الانتقال الى الاقتصاد العالمي والمجتمع الاقتصادي المبني على الشركات الصغيرة والمتوسطة وبناء جيل متخصص في هذا الجانب، والذي نعتبره الثروة الوطنية وكل طالب ينهل العلم في الخارج يأتي ليضيف إلى الاقتصاد المحلي من العلوم التي درسها في فترة دراسته في الخارج.
مضيفا :إننا كملحقيات ثقافية نكلف الطلاب الذي يدرسون في الخارج في الجامعات الأمريكية والأسترالية والكندية وغيرها بأن يأخذوا خبرة فصل أو فصلين والعمل في الشركات هناك كتدريب تطبيقي؛ لاكتساب المزيد من الخبرة سواء خلال سنوات الدراسة أو بعد التخرج وهذا بكل تأكيد يفيدهم في تطبيق ما درسوه وبالتالي يفيدون به مجتمعهم سواءً في بيئة العمل أو المجتمع المحلي بعد عودتهم ونحاول أن نرتقي بفكر الطلاب والأسلوب الذي نتعامل به عالميا؛ كون العالم أصبح قرية صغيرة.
وأكد الملحق الثقافي ان الطلاب العمانيين يبدعون أينما كانوا سواء درسوا في الجامعات الخارجية أو المحلية وهم يقودون حركة التغيير والنشاط في الاقتصاد، من خلال تأسيس شركاتهم الخاصة والتي تعالج تحديات ومشاكل في سوق العمل المحلي وهذا يعطيهم الثقة في أنهم قادرون على العطاء من خلال الأفكار التي يعملون بها في شركاتهم، ونعتمد عليهم بدلاً من الاعتماد على شركات عالمية.
حرص وتخوف الأهالي من فكرة الابتعاث
وأكد الدكتور طلال البلوشي على تخوف الأهالي من ابتعاث أبنائهم للدراسة بالخارج وخوض غمار هذه التجربة وهذا شيء طبيعي جدا وسيبقى، ونقدر حرص وتخوف بعض أولياء الأمور، ولكننا نؤكد ان هناك متابعة للطالب من الملحقيات منذ وصوله الى بلاد الابتعاث ووزارة التعليم العالي حريصة بأن يدرس أبناؤنا في جامعات عالمية وعريقة نثق بها وتتصف بالأمانة بالدرجة الأولى ثم بالمستوى الجامعي المرموق.
وأضاف: توجد لدينا علاقات جيدة مع هذه الجامعات سواء، في أمريكا أو كندا ولدينا اتفاقيات معها بمعنى انه عندما يصل الطالب الى أمريكا لأول مرة فهناك ترتيبات من الجامعة في استقبال هذا الطالب وتوفر له من يستقبله ويأخذه الى السكن المخصص له ويتم بالتالي توفير المعلومات الكاملة له عن المرافق التي يحتاج إليها سواء في الحرم الجامعي أو خارجه فالحياة الطلابية معروفة في أمريكا وكندا.
ولا يوجد هناك خوف على الطالب ان يتضرر أو يذهب الى مكان لا أحد يعرف عنه شيئا، ونحن نحرص في الملحقية على ألا نسجل أي طالب في أية جامعة لا يوجد بها عمانيون، وفي نفس الوقت لانريد ان يتكدس الطلاب العمانيون في جامعات معينة بحيث يكون العدد من خمسين الى ١٠٠ طالب في جامعة معينة، ونفتح مجالا للتسجيل في جامعة أخرى معروفة لدينا وعلى مستوى عالمي لأننا نريد استفادة قصوى للطلاب العمانيين من دراستهم في هذه الجامعات وبالتالي يخدمون بلدهم عند عودتهم.
عدد المبتعثين في أمريكا وكندا ومتابعة أحوالهم الدراسية
وأضاف الملحق الثقافي: إن عدد المبتعثين في الجامعات الأمريكية والكندية يفوق ٣٥٠٠ طالب وطالبة مبتعثين في مختلف التخصصات ١٠٪ منهم طلبة دراسات عليا والبقية في الدراسات الجامعية.
مستجدات الابتعاث هذا العام
وعن مستجدات شروط الابتعاث والتخصصات هذا العام أشار الدكتور طلال بن محمد البلوشي الملحق الثقافي بواشنطن وكندا إلى أن وزارة التعليم العالي حريصة على تحديث التخصصات بشكل سنوي حسب متطلبات السوق المحلي بالإضافة الى أسماء الجامعات، فالطالب يستطيع الحصول على كافة المستجدات من خلال موقع الوزارة على شبكة الإنترنت والتأكد من الجامعات والإجراءات.
وقال: أنصحهم بعدم التسجيل في الجامعات الوهمية التي تقدم شهادات غير معترف بها من الوزارة فهناك البعض من الطلبة أو الموظفين دخلوا في هذه المتاهات ودفعوا مبالغ لجامعات وهمية من اجل الحصول على مؤهل وأنا أؤكد ان الوزارة هي المصدر الحقيقي والموثوق في تصنيف الجامعات الحقيقي والصحيح، وغير ذلك فإن الكثير من أولياء الأمور وصلوا الى معرفة جيدة وبإمكانهم تفادي هذه الأمور مع أبنائهم.
وأشار إلى ان الوزارة تقوم بعمل تحديث للتخصصات المتوفرة بشكل سنوي حسب متطلبات سوق العمل ونحن كملحقين ثقافيين نقوم بالبحث عن هذه التخصصات وتواجدها بالجامعات الأمريكية والكندية والبريطانية والأسترالية، وبالتالي نشارك الوزارة بتخصصات جديدة توجد في جامعات هذه البلدان، وما إذا كانت لها أهمية وقابلية في سوق العمل العماني. فهناك مثلا تخصص إدارة المطارات وحاليا السلطنة ومن خلال بناء وإدارة مطار مسقط الدولي وبناء مطارات أخرى بحاجة الى هذا النوع من التخصصات وتحتاج الى كفاءات متخصصة في هذا الجانب وبالتالي نقترح هذا التخصص على الوزارة، وفي حالة الموافقة عليه نبدأ بالبحث عن جامعات تدرس هذا التخصص وهكذا نعمل مع الوزارة على اقتراح تخصصات أخرى والتي تستحدث حسب المتطلبات العالمية مثل الاقتصاد الزراعي أو الزراعة الاقتصادية على أساس أنها تضيف الى الجوانب الاقتصادية في السلطنة، وبالتالي هناك تعاون وثيق بين الجهات المعنية بالسلطنة مثل وزارة القوى العاملة والبنوك ومؤسسات القطاع الخاص ووزارة التعليم العالي لمعرفة التخصصات التي يحتاج إليها سوق العمل.
وأضاف: لقد تشرفت خلال تواجدي في السلطنة هذه الأيام بحضور مجموعة من الفعاليات نظمها مجموعة من الطلبة المبتعثين وفي الحقيقة أبدعوا من خلال طرح الأفكار على أرض الواقع، وبذلوا جهودا طيبة لإخوانهم الراغبين في خوض تجربة الابتعاث وركزوا على الكثير من النقاط الهامة، نحن كوزارة ننظر إليها بعين الاعتبار مثل وضع الطالب المبتعث في الخارج واهتمامات وحرص ولي الأمر بالإضافة الى وضع منصات للدول التي يدرس بها المبتعثون العمانيون تقدم المعلومة الصحيحة. ووزارة التعليم العالي تساند هذه التوجهات وتقدم العون والمساعدة لكل معلومات يحتاج الطالب الراغب في الابتعاث وكذلك ولي الأمر.
استعداد الملحقيات لاستقبال المبتعثين الجدد
وأشار الملحق الثقافي بواشنطن وكندا إلى أن الملحقيات تبدأ العمل قبل ابتعاث الطلاب الجدد بشهور من خلال تحضير التخصصات الجديدة وكذلك تحديد كراسي معينة للطلاب العمانيين متفق عليها مع الجامعات حسب العقود ودليل الطالب يتم إعداده حسب المعلومات الواردة من الملحقيات، وبالتالي يكون عمل الملحقيات تم إضافته ويبقى بالتالي ان يقوم المبتعثون الجدد بدورهم في إنهاء الإجراءات حسب النظام المتبع بين وزارة التربية والتعليم ومركز القبول الموحد ووزارة التعليم العالي وكلها خطوات مثبتة وواضحة للطالب وولي أمره. وعن متابعة الطلاب الدارسين في الولايات المتحدة وكندا قال الملحق الثقافي: لدينا نظام معمول به منذ فترة طويلة وهو ان الملحقية لديها مرشدون أكاديميون يتابعون الطالب المبتعث قبل وصوله فيقومون بتقديم طلب الالتحاق بالجامعة المعنية الى ان يصل الى الدولة ويبدأ بإنهاء الإجراءات ويبدأ دراسته وتستمر متابعته الى ان ينهي دراسته ويتخرج وهناك أيضا متابعة فصلية للطالب ومتابعة حالته الدراسية ويحصل على إرشاد في حالة وجود ملاحظات عليه أين يذهب وماذا عليه ان يفعل بالإضافة الى وجود مرشد أكاديمي للطالب في الجامعة وبالتالي يوجد للطالب مرشدان أكاديميان ووجود الملحق والوزارة من خلال المتابعة يشكلان سندا أيضا لهذا الطالب. وفي ختام الحوار قال الدكتور طلال البلوشي الملحق الثقافي بواشنطن وكندا أتمنى التوفيق للطلبة المبتعثين الجدد في دراستهم أينما كانوا وان يكونوا خير سفراء لبلادهم والحمد لله سمعة الطلبة العمانيين جيدة في البلدان التي يدرسون بها وهذا نتاج للتربية الطيبة التي حصلوا عليها وكذلك المستوى التعليمي الذي حصلوا عليه في السلطنة والحمد لله الكثير منهم تخرجوا بمستويات ونتائج عليا وبإذن الله يفخر بهم الوطن بعد دخولهم سوق العمل.