تستهدف الطالب والمعلم وولي الأمر - كثفت مدارس محافظة الداخلية جهودها الحثيثة لدعم التعليم عن بعد في ظل الظروف الراهنة التي فرضتها جائحة كورونا (كوفيد-19)، ولاستمرار العملية التعليمية قامت المدارس بالبحث والتقصي حول بعض التحديات التي تواجهها والوقوف عليها بإيجاد مبادرات بعضها تدعم والأخرى تُقوّم التعليم عن بُعد، ومن ضمن هذه المبادرات «مبادرة الفصول الدراسية الرقمية» بمدرسة جبل شمس للتعليم الأساسي للصفوف (1-10) بولاية الحمراء. وقال هلال بن علي الريامي مدير المدرسة: إن فكرة المبادرة في توفير خدمة الإنترنت تبلورت بمدرسة جبل شمس كونها تقع في منطقة بعيدة تتعذر فيها خدمة الإنترنت بالمدرسة، وحيث إنها تطبق نظام التعليم المدمج أسبوعا بأسبوع، فقد اتجهت الهيئة الإدارية والتدريسية لتوفير خدمة الإنترنت بغض النظر عن التكلفة الباهظة والتي تكفلت بها المدرسة. مضيفا أن قيادة مبادرات المعلمين أمر مهم في العمل المدرسي، ولكون المدرسة تزخر بمعلمين ومعلمات لديهم الخبرة والتمكن في هندسة شبكات الإنترنت وإدارة منصات التعليم، يمثلها مجموعة معلمين: مبارك الخاطري مروة الناعبية ورحمة الناعبية وبدر الشكري وابتسام القصابي وإسماعيل الصبحي ومحمد الخاطري وسعيد العبري، حيث تم دعم جهودهم الفنية، فتم الاتفاق على أن يتم حصر خدمة الإنترنت في ثلاثة فصول دراسية تم تجهيزها بجهاز بروكسيما ونظام صوت وبأجهزة حواسيب حسب أعداد الطلبة المستهدفين ليسهل عليهم حضور الحصص المتزامنة وغير المتزامنة وإمكانية استخدام الطلبة للحواسيب في تنفيذ الواجبات لعدم توفر الإنترنت بمنازلهم. وتكمن خدمة الإنترنت التي وفرتها المدرسة في الاشتراك بخدمة هاتف نقال بباقة غير محدودة عبر استخدام جهاز راوتر يدعم الجيل الرابع من الشبكات. أما عن الفئة المستهدفة من المبادرة فقال الريامي: إن المبادرة استهدفت الطلاب والهيئة الإدارية والتدريسية وأولياء الأمور، وهي ليست محدودة بمدة معينة بل هي مستمرة على مدار هذا العام الدراسي. وهدفت مبادرة الفصول الدراسية الرقمية إلى توفير خدمة الإنترنت للمعلمين والطلبة وتدريبهم على كيفية استخدام منصة منظرة ومنصة جوجل كلاس روم، وكيفية إنجاز الواجبات أو مطالعة الدروس المرفوعة من قناة مورد التعليمية من خلال استغلال حصص الاحتياط، وتمكن المعلمون والمعلمات في المدرسة من تنفيذ التعليم المتزامن عن بُعد مع الطلبة في حالات الطوارئ التي تعيق استمرار العملية التدريسية المباشرة، مما ساهم في استغلال المعلمين التقانة في أداء حصصهم المباشرة داخل الفصول الرقمية. كما تهدف المبادرة إلى تدريب أولياء الأمور على كيفية استخدام المنصة التعليمية، وتوفير فصل خاص بطلبة الصف الحادي عشر كخدمة مجتمعية لاستخدام المنصة والإنترنت المتوفر بالمدرسة من مبدأ الشراكة الاجتماعية بحكم أن المنطقة بعيدة عن الخدمات ويوجد القليل من أولياء الأمور الذين يمتلكون أجهزة حواسيب. وتحققت العديد من النتائج الإيجابية من خلال تنفيذ هذه المبادرة، أبرزها تمكن جميع طلاب المدرسة من تفعيل واستخدام المنصة التعليمية، واستخدام الإنترنت لأول مرة بالمدرسة للبحث عن المواضيع المختصة بالجانب الدراسي، حيث إن موقع المدرسة لم تصل إليه خدمة الإنترنت الثابت بعد لخصوصية المنطقة، كذلك تم تدريب جميع المعلمين على المنصة وتفعيل الجانب التقني في الحصص المتزامنة وغير المتزامنة، وقيام بعض المعلمين من تنفيذ حصص عن بُعد للطلاب بسبب عدم قدرتهم من الحضور للمدرسة، وزيادة المحتوى التعليمي للمعلم وللطالب من خلال استخدام مواقع تعليمية كثيرة عبر الإنترنت، وتفعيل الشراكة المجتمعية لتوفير خدمة جديدة لطلاب الصف الحادي عشر. وقد واجهت تنفيذ المبادرة بعض التحديات والتي تم التغلب عليها بفضل إصرار المنفذين، تمثلت في قلة الأجهزة والأثاث لتوفير الصفين، وقلة الفترة الزمنية في تدريب الطلاب وأولياء الأمور، وانقطاع الإنترنت في بعض الأحيان بسبب عوامل خارجية، وعدم إمكانية توزيع الإنترنت على جميع المدرسة لضعف سرعته بعد توزيعها، ومشاكل الأجهزة المتكررة والتي يمكن حلها من خلال لجنة الدعم الفني. ودائما طموح الإنسان لا يقف عند حد معين، لذلك يسعى لتطوير أي عمل يقوم بإنجازه، ومن خلال هذه المبادرة هناك الكثير من الأفكار التطويرية التي يمكن تنفيذها في المستقبل منها توفير أجهزة حاسوب إضافية، وتعميم الفكرة في المناطق التي يمكن توفير شبكة إنترنت هاتفية خلوية وليست منزلية.