الفكرة كانت حلما وأضحت واقعا ملموسا ودائما نبحث عن الجديد -
كتب: عبدالله بن سالم المانعي -
أكد هاشم بن عبدالله بن هاشم الشريف أن الفرد تغمره السعادة عندما يستطيع أن يحقق طموحه في المجال الذي يستهويه ويعمل على السير بخطى ثابتة نحو الارتقاء والتطور وإحداث النقلة النوعية المطلوبة.
ويمتلك هاشم الشريف مكتبة تراثية بمحافظة شمال الباطنة تقع تحديدا في بلدة العقر بولاية شناص وقد تمت المواءمة فيها بين القديم والحديث لتشكل المناخ الذي يوفر آفاقا رحبة لخدمة جوانب مضيئة في خدمة الدارسين والمهتمين بشؤون التراث ونطاقه الواسع.
وكان لملحق روضة الصائم محطة توقف لسبر أغوار المشروع الذي بات يعني لمالكه الشيء الكثير.
وقال الشريف إن المكتبة تحتوي على مجموعة من الكتب في شتى المجالات العلمية التي تساعد القارئ على الاطلاع والتوسع في العلم وتعين الباحث على التقصي والبحث بطريقة سريعة عبر توفر المصادر والاستعانة بنظم المكتبات الإلكترونية من خلال الحاسب الآلي وبين فترة وأخرى هناك مراجعة لما يتوجب توفيره من الكتب وفق منظومة عمل ونهج يعتمد في الأساس على التحديث وكل ذلك من أجل المضي قدما مع الطفرة التي غزت المجال المكتبي.
كتب تراثية
وحول ما تزخر به المكتبة من جوانب تراثية ومخطوطات قال: توجد في المكتبة كتب تراثية اقتنينا بعضها من وزارة التراث والثقافة عبر مجموعة من الكتب القيمة التي لها طابعها الخاص ورونقها وأخرى جمعناها من أهل العلم بالولاية وبالنسبة في جوانب المخطوطات فإن هناك عددا ضئيلا على هيئة صكوك قديمة متنوعة لها مشهدها المستوحى من الزمن الغابر وكان بودنا أن يكون العدد أكبر من ذلك لكن لم نتحصل على ذلك والأهم في جانب المخطوطات هو جمالية الخط ورونقه .
وتابع قائلا : قد لا تختلف المكتبة عن المكتبات الأخرى بشكل كبير إلا أنها مهيأة تهيئة تامة للقراءة والبحث بصورة مناسبة وهادئة مع وجود صف دراسي متكامل في حالة قيام دورة عن فنون العلم تكون لها طبيعتها الخاصة.
وفي مطلع رده على الاستفسار حول نظام التصنيف المتبع لمحتويات المكتبة قال: النظام مدرج ضمن برنامج بالحاسب الآلي بالإضافة إلى أركان المكتبة وتقسيماتها كلا على حدة وفق طبيعة الكتب التراثية والدينية والعلمية والثقافية والمجالات المهنية الأخرى وهذا الشيء سهل استذكار أي معلومة يطلبها مرتادو المكتبة أو حتى العاملين بها عندما تطلب جهة بعينها أو مؤسسة خاصة ما يخدم مجالها العملي وهناك تعاون وثيق وهذا ما نسعى لتوطيده والحمدلله العلاقة طيبة.
استفادة
وأبدى هاشم الشريف الارتياح الكبير عن الجهود التي تكللت بالنجاح في الاستفادة من التقنية الحديثة وقال: نعم كانت الاستفادة كبيرة في هذا المجال من خلال توفير أجهزة حاسوب وطابعات رقمية حديثة وتوجهنا في توفير قدر كبير من التقنية الحديثة في الفتة المقبلة وهذا يعتمد على ما يتوافر من أمور مالية قائمة على جهود شخصية وتطوعية والتطور يزداد يوميا وكل هذا من أجل توفير الراحة والارتقاء بالعمل المكتبي نحو آفاق أرحب.
حاجة ملحة
وذهب هاشم الشريف للحديث إن كانت هناك حاجة ماسة للمخطوطات في حياة الأفراد والمجتمعات فقال: نعم توجد حاجة ماسة للمخطوطات وذلك أنها تمثل تراثا علميا وتشكل في مضمونها نفعا غزيرا من خلال هذه المخطوطات وتحقيقها في كتب تكون متاحة للباحثين والمثقفين وهي تمثل اعتزازا بماض تليد للآباء والأجداد امتزج بالحاضر المشرق.
توسع
وذهب هاشم الشريف للإشارة إلى أن هناك خطة مستقبلية وضعها للتوسع في المكتبة فقال: نولي هذا الجانب الاهتمام الكبير وهو شيء لا بد أن يكون حاضرا عطفا على المتغيرات التي حدثت وطرقنا باب البحث عن التبرع لتوفير الدعم من خلال الشركات الكبرى العاملة بالسلطنة وننتظر أن تكون مساهمتها فعالة وأن يتم التوفير الدعم المالي حتى نستطيع تشييد مبنى متكامل يحتوي المكتبة ومرافقها بحيث يستوعب حركة الارتياد المتزايدة للمكتبة من جانب أبناء الولاية والولايات المجاورة بالإضافة إلى توظيف عدد من الشباب الطموح للعمل في المكتبة من باب التزامنا بخدمة المجتمع.
مساهمة
وأشار الشريف إلى أن هناك من يسانده من أفراد أسرته في دعم العمل بالمكتبة عبر بعض الأخوة الذين لهم الاهتمام الجلي والكبير بالمكتبة من حيث التأسيس أو من حيث العضوية
وقال: كيان المكتبة تطلب المساندة للارتقاء بخطة الأهداف الطموحة المرسومة وهذا وجدته صراحة من خلال التشجيع من محيط الأسرة وتوفير الدعم وأي مشروع يحتاج لتضافر الجهود وإلى لبنات لتحقيق النمو فيه.
خدمة الباحثين
وفي مطلع رده على استفسار إن كانت المكتبة ساهمت في خدمة الباحثين والقائمين على رسائل الماجستير والدكتوراه أو لا أفاد: نعم ساهمت المكتبة في ذلك من خلال توفر المصادر الكثيرة أمام طلاب الدراسات العليا وهو هدف أسمى وضعناه نصب أعيننا وحرصنا على توافر المصادر في شتى المجالات العلمية والبرامج الإلكترونية والموسوعات التي تبحث عن جميع الكتب ودائما نأخذ بالملاحظات التي ترد إلينا من جانب مرتادي المكتبة بشأن توفير المزيد من الكتب التي تخدم مجالات البحث وتعمل على التوسع فيه.
وحول ما تمثله المكتبة له والدافع الذي كان وراء إنشاءها: قال المكتبة كانت بالنسبة لي حلم راودني كثيرا حتى أضحى واقعا ملموسا وهي تمثل صرحا علميا في ولايتي شناص حيث أنها المكتبة الوحيدة بالولاية مما دفع المؤسسين للمكتبة من المبادرة وتحدي الصعاب من أجل نفع الناس وإفادتهم.
تشجيع
وحول رأيه بشأن تشجيع المجتمع بإقامة مثل هذه المكتبات قال: نعم أشجع كثيرا على هذا الجانب لأنه هناك نمو في أعداد البشر وتطور التعليم وتوافر الجامعات والمكتبات وبالتالي زاد الاهتمام كثيرا في مجالات البحث العلمي ولكن هناك مجموعة من المجتمع مشغولة في مشاغل الحياة فلا تهتم بإقامة مثل هذه المكتبات في حين أنها تشكل لدى السواد الأعظم من أبناء المجتمع مطلبا في تواجدها.