اختيارات: مــــــنار العــــــدوية -
من لوازم المؤمن الكلمة الطيبة
«الكَلِمَةُ الطَّيبَةُ صَدَقَة»
فإن كان عندك عامل أو خادم وسألته بابتسامة
كيف حالك يا بنيَّ.. هل أنت مرتاح.. هل أهلك بخير؟
قد يبقى لشهر طربًا بهذه الكلمات.
بالكلمة الطيبة تؤلف القلوب،
والكلمة الطيبة يستطيعها كل إنسان
فالمؤمن منضبط في لسانه،
ولا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه
ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.
اللطيف
هل لديك أمانٍ بعيدة المنال، بينك وبينها أهوال ؟
هل أخبرك الأطباء ألا أمل في شفاء قريبك ؟
هل تشعر باليأس لأن ما يمكنك أن تفعله لن يأتي إليك بما تتمنى حصوله ؟
إذن تعال معي لنتعرف إلى اسم الله «اللطيف» الذي ستكتشف إذا ما تأملته ألا مستحيل في هذه الحياة، وأن الله قادر على كل شيء، وأن أحلامك المستحيلة ستغدو ممكنة التحقق إذا ما طرقت باب اللطيف .
خفي الألطاف، في اللغة اللطيف: البر بعباده، المحسن إلى خلقه بإيصال المنافع إليهم برفق ولطف. وتقول «لطف الله لك: أوصل إليك مرادك بلطف، واللطف أصله خفاء المسلك ودقة المذهب..
فلن يوصل إليك إحسانه برفق إلا من يصل علمه إلى دقائق الأمور وخفايا النفوس..
فالله سبحانه هو المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون، ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون.
فهو ذو لطف وخفاء ودقة في إكرامه وأحسانه، وفي عصمته وهدايته، وفي تقاديره وتصاريفه.
«خليك طبيعي»
ما يبدأ شيء حتى ينتهي وكل شيء إلى زوال وفناء، ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.. حقيقة من حقائق الكون الخالدة، وما نقول شيئًا جديدًا ولا اكتشفنا حقيقة مخفية عن البشر، فإنما هي من المسلمات أو حقائق الحياة، وكلنا يدركها ويعيها تمامًا، أو على أقل تقدير يفهمها بدرجة وأخرى.
إن كل شيء إلى زوال لا محالة، والمسألة كلها ليست أكثر من مجرد وقت يمر فقط، ابدأ وانظر إلى نفسك وحولك من بشر وجمادات وأحياء أخرى، مرورًا بدوائر أوسع وصولًا إلى الكون نفسه، فإن الله ما خلق شيئا ليخلد ويبقى فهذه طبيعة هذه الحياة الدنيا وما فيها، حيث تم انتزاع صفة الخلود عنها، باعتبار أنها صفة خاصة بحياة أخرى قادمة لا ريب فيها.
أمام هذه الحقائق لا يجب أن نقف ونتساءل: لماذا زال هذا أو فني ذاك ؟ بل علينا أن نعيد الأمور والأحداث إلى حقيقتها الدنيوية، حيث الزوال والفناء، فنعمل وفق ذلك المفهوم على استمرارية عجلة الحياة وبإيجابية أكثر، لا الجلوس والبكاء على ما فات وانتهى.
هكذا الحياة تسير، وهكذا حقيقتها، وقس على تلكم الحقائق ما يحدث لك في حياتك لتتضح الصورة أكثر فأكثر.. فاليوم قد تكون في منصب وظيفي رفيع ومكانة عالية يشير إليك الجميع بالبنان، وفجأة تجد نفسك بين عشية وضحاها خارج دائرة الاهتمام، وإذا بالذين كانوا يشيرون إليك قبل أيام، قد مالوا عن خطك واتجهت أبصارهم إلى غيرك..
لمواجهة مثل هذه المواقف الحياتية الصعبة، عليك أولا ألا تجزع لذلك؛ لأن سنة الزوال وعدم الخلود قد حان وقت تفعيلها معك في الأمر الذي كنت عليه، مثلما تم مع غيرك فيما مضى ومثلما سيكون مع من سيأتي في قادم الأيام أيضًا، وإن اختلفت الطرق والوسائل لكن النهاية واحدة.
لهذا كله وبناء على هذه الحقائق والمعطيات، لا يجب أن يفرح أحدنا بأمر دنيوي أكثر من اللازم والمعقول أو ما يستحق من الاهتمام، ولتكن طبيعيا في تعاملك مع تلك الحقائق، فلا المناصب ولا الكراسي ولا الزينات ولا البشر يبقون .. الكل إلى زوال، ومن الإيجابية ها هنا، أن نتعظ ونتعلم ونبدأ البناء على الفور، إن انتهى أمر وفني، فهكذا سنة الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..