د. صالح بن خلفان البراشدي -
قال سبحانه:( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله. وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون. وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون) سورة البقرة 278- 280.
هذا نداء للمؤمنين يحمل في طياته أمرين من الله تعالى لعباده المؤمنين، أولهما: الأمر بتقوى الله تعالى.
والثاني: ترك ما بقي من المعاملات الربوية بعد تحريمها، قال سبحانه:( وأحل الله البيع وحرم الربا) .
تتحقق طاعة الله تعالى بالعمل بأوامره واجتناب نواهيه، التي بينها الله تعالى في كتابه العزيز، وبينها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في سنته، وتقوى الله سبيل لرضى الله تعالى ومحبته.
ولأهمية الالتزام بالتوجيهين السابقين ذكّر الله تعالى المؤمنين بالإيمان ( إن كنتم مؤمنين)، فالإيمان الصحيح بالله تعالى يقتضي الالتزام بتقوى الله تعالى والابتعاد عن الربا الذي حرمه الله تعالى.
كما أن الله تعالى حذر المؤمنين من اتباع طريق الربا، فالربا حرب بين الله تعالى وبين عباده، لأنه يؤدي إلى ظلم النفس والآخرين باستغلال حاجتهم، وبالتالي أخذ أموالهم بغير حق، فاللهم احفظنا وعبادك أجمعين.
ثم أتبع الله تعالى هذين الأمرين ببعض الأحكام المترتبة على ذلك، فبين أن توبة المؤمنين من الربا تستدعي أن يأخذوا رأس مالهم بدون زيادة أو نقصان، بحيث لا يقعون في ظلم أنفسهم أو ظلم الآخرين.
كما نبهنا الله تعالى إلى أهمية مراعاة ظروف المدينين من حيث الإيسار والإعسار، فإن كان المدين معسرا فعلى الدائن أن يراعي ظروفه وينظره لحين تيسير الله عليه، وختم الله تعالى الآيات بالترغيب في الصدقة على المدين المعسر، واعتبار ما عنده صدقة ففي ذلك ثواب جزيل من الله تعالى، وبركة في النفس والمال إن كنتم تعلمون أيها المؤمنون.
فاللهم ارزقنا الكسب الحلال الطيب، وأعنا على أداء حقوق المال، واغفر لنا ولجميع المسلمين. اللهم تقبل منا ومن جميع المسلمين.