إن أعظم ما يتفضل الله به على الإنسان أن يعلمه ..
( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) ..
الفضل العظيم لا أن تشتري أرضا فيرتفع سعرها مائة ضعف
ولا أن تحتل منصبا رفيعا ..
ولا أن تجمع ثروة طائلة ..
ولا أن يكون لك أولاد نجباء ..
ولا أن تكون وسيم الصورة ..
الفضل العظيم بنص القرآن العظيم ..
كلام خالقنا العظيم أن يعلمك الله تعالى علماً ينفعك في الدنيا والآخرة ..
فالعلم أحد أكبر أسباب الوصول إلى الله ..
الشافي
هل رضّتك الأوجاع ؟ وأتعبتك الآلام ؟ وأشعرك المرض أن الحياة رمادية اللون؟
هل كرهت مراجعة الأطباء، وتعبت من السير في ممرات المستشفيات، واختلطت في عقلك أسماء العيادات، بتواريخ المراجعات، بأوجه المرض؟
إذن ما رأيك أن أطلعك على شيء يغسل روحك من أوصابها وأتعابها؟
إنه اسم الله الشافي ..
اسمح لنفسك المنهكة أن تلتقط أنفاسها قليلا ، لتقرأ عن هذا الاسم الرحيم، هذا الاسم الذي ستعلم بعد أن تتفيأ ظلاله مقدار حاجتك إليه، ومقدار بعدك عنه أيضا ..
لا مرض بعد اليوم ..
الشافي من أسمائه سبحانه التي نحمده عليها، نحمده أن تسمّى بهذا الاسم، وأن اتّصف بصفة الشفاء، وأن كان هو وحده من يشفي ويعافي أجساد عباده، وهو اسم يُفصح عن معناه، ويعكس ظاهره خبايا باطنه.
ولأن المرض في حياة الإنسان عرض متكرر الحدوث، متنوع الآلام، متعدد الأشكال، لا تكاد تخلو منه نفس، فمن شفي من مرض عينه شعر بصداع رأسه، ثم إن سكن صداع رأسه آذته خشونة مفاصله، فإن هدأت تلك الأوجاع أخذته الحمى، فإن بردت الحمى ارتفعت التهابات القولون لديه، فإن خفت هجم عليه عصب الضرس، وهكذا لا يكاد يخلو يوم من ألم ..
الحياة حقل أمراض، وأوجاع، وتنهدات، لذلك فقد سمى الله نفسه الشافي، لتسجد آلامك في محراب رحمته، وتنكّس أوجاعك رأسها عند عتبة قدرته ..
المرض فضيحة كبرى تبتلى بها غطرسة البشر، ذبول مفاجئ يفقد فيه الإنسان ازدهاره! نكسة لحيوية ذلك الهلوع المنوع ..
قدر الله على هذا الجسد أن تنطفئ نضارته مؤقتا، حتى يقتنع الإنسان بضعفه. وبأنه لا حول له ولا قوة.
لسانك .. وما يفعل
لنبدأ في اختبار مهاراتك في الحديث والتعامل مع الآخرين وبشكل سريع ..
أي الكلمات أفضل في نظرك أن تقول لمن تحادثه أو تفضفض إليه مثلا: أريدك في حديث خاص حول شؤوني أم مشاكلي ؟
هل تقول لرئيسك في العمل: آسف لا أقدر على الاستمرار بهذا العمل لأنه صعب. أم تقول: المحاولة غير ناجحة وسأعيد الكرة مرة أخرى؟
هل تقول عن إنسان تصفه لآخر: هذا شخص غبي لا يفهم، أم تقل عنه: حاول ولم يصل إلى حل؟
هل تحب أن يقال عنك أنك إنسان لا تجيد التعبير أم أنك إنسان تخونك العبارة؟
لاحظ أنك بين اختيارين لا ثالث لهما، أحدهما سلبي والآخر إيجابي، وللأسف أن كثيرين منا يميل بحكم ثقافته المجتمعية إلى الجانب السلبي في حديثه واختيار كلماته.
من المهم أن تدرك بأن ترديد عبارات أو كلمات سلبية في أحاديثك مع الآخرين، لها معان ذات تأثير غير إيجابي على نفسك قبل الآخرين .. لماذا ؟ لأن عقولنا اللاواعية تستقبل تلك الكلمات السلبية على أنها حقائق ومن ثم تعمل على ترسيخها في النفس، فتكون سلوكياتنا تبعا لذلك ..
من هنا، كلما قمت بترديد عبارات إيجابية أو لها دلالات توحي بذلك، كلما تأثرت نفسك بها إيجابيا أولا، وتغيرت نظرتك للأمور ثانيا، واستطعت أن تفهم الأشياء والوقائع بأفق أوسع ونظرة أبعد ثالثا. فيما العكس صحيح لا شك فيه.
مناسبة هذا الموضوع هو انتشار الأحاديث ذات التأثير السلبي بيننا، سواء من حيث أدركنا ذلك أم لم ندركه، وهذا ما يدعوني دوما إلى بيان أهمية الكلمة وتأثير الطيبة منها على النفس، ودفعها لمزيد من الإيجابية والإنتاجية، فضلا ما للكلمة الطيبة من أثر بليغ على العلاقات وتعزيزها، وهذه حقائق ليست بالجديدة نقولها أو نكتشفها. لكن نوردها من باب الذكرى التي تنفع بها المؤمنين دوما.