إعداد: مروة حسن -
الحمد لله الذي يكرم الإنسان بلا انقطاع، رغم تقصير النفوس، وانشغال الأجساد والعقول، لتبقى رحمة الله فوق كل شيء، عندما أكرمنا بمساحات كبيرة للقرب منه. فقد أكرمنا في هذه الأيام المباركة بشهر كريم عظيم، تطمئن فيه الأرواح وتستقر به الجوارح، وتقبل النفوس إلى الله تائهة معطية راجية رحمة الله ورضاه.
لذلك وجب علينا استغلال أيامه أفضل استغلال ففيه تتضاعف الأجور، وتكون النفس قابلة للترويض، ويعطي الإنسان بلا كلل أو ملل، وتتسابق الخطوات إلى إقامة حدود الله، والعمل الجاد لما فيه رضاه، فلزم التنويه إلى أن هذا الشهر الكريم هدية من الله من ضيع أيامه فقد ضيع الكثير. فباب الخير مفتوح ومستقبلي الخير كثيرون، ويبقى توفيق الله للإنسان هو التوفيق الأكبر لمثل هذه الأجور، ومشاركة أبنائنا فيها.
تحدثنا المرشدة الدينية بوزارة الأوقاف عدوية بنت علي الحبسية عن أهمية الأعمال الخيرية والطوعية في شهر رمضان المبارك، والحديث في هذا المجال أكبر من أن يتم احتواؤه، فباب الخير مفتوح، وأن هذه الأعمال الخيرية والتطوعية تكون بقناعة النفس ولا يخوض غمارها إلا من استشعر لذتها وبركتها. لذلك لا بد من الإشارة إلى أن الأجر لا يكون إلا إذا أخلص الإنسان نيته لله تعالى بعيدا عن المن والأذى، فهي لا تشترط مبالغ طائلة أو جهد أكبر من طاقة الإنسان، فقد تكون لكلمة أو دفع أذى أو ما إلى ذلك مما يقضي به الإنسان حوائجه. ومن هذه الأعمال تذكر العدوية:
- تقديم مجموعة من وجبات الإفطار «إفطار صائم» إلى الفقراء الذين لا يجدون ما يطعمون به أنفسهم أو أولادهم، والمنقطعين عن أهلهم وعابري السبيل وغيرهم. ففي الإفطار فرحة كما قال الرسول الكريم : «للصائم فرحتان، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه».
- الإكثار من الصدقة المادية كالمال أو الطعام أو الملابس والصدقة المعنوية كالتصدق بابتسامة في وجه الآخرين أو فك كربة الآخرين أو الإكثار من الزيارة للمرضى أو المساجين. فإن في الصدقة الأجر الكبير والبركة في المال وتحقيق التكافل الاجتماعي في المجتمع، فتسود المحبة ويتماسك المجتمع.
- شهر رمضان فرصة عظيمة في تعليم الأطفال والكبار علوم القرآن وعلوم الدين تطوعًا لوجه الله، وذلك من خلال إقامة بعض الملتقيات الرمضانية واستغلال أوقات الأطفال فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
- لليتيم باب من الإحسان إليه وكفالته خلال هذا الشهر الكريم من خلال التعامل معه بلطف والجلوس معهم واحتوائهم والسعي إلى كفالتهم ليس بالمال فقط بل بتعليمهم الأخلاق وأمور دينهم، ففي شهر الخير يكون للأسرة النصيب الأكبر من التجمع واليتيم قد يشعر بأنه يفتقد هذا الأمر فاحتواؤه باب عظيم من الأجر.
- كما أن العمل الخيري مرتبط بأي وظيفة ومهنة فقد يعلم المعلم الطلاب تطوعًا خاصة، وأن رمضان يصادف هذه السنة امتحانات الطلاب، ويتطوع الطبيب للعلاج لأفراد مجتمعه مجانا لوجه الله في بعض الأيام خلال الشهر الكريم، والبائع قد يتعاون في تخفيض بعض السلع التي يحتاجها المجتمع بكثرة خلال شهر رمضان لوجه الله. وأصحاب المحلات الكبيرة والمشاريع الضخمة عليهم أن يساهموا كل في مجاله بما يخدم به مجتمعه. فالجميع يملك بذرة الخير فقط يحتاج لأن يجاهد نفسه ويعمل لآخرته، فبالخير تدوم الأعمال وبالإخلاص يتقبل العمل. وهناك غيرها الكثير من الأعمال الخيرية التي يمكن للمسلم أن يقوم بها قاصدا بها رضا الله وتحقيق التكافل الاجتماعي، ونشر الفرح في قلوب الناس، فليبحث كل إنسان في نفسه عن بذرة الخير ويرويها فكل إنسان أدرى بنفسه وقلبه، ويجب أن لا نغفل أبناءنا وأن نجعلهم يتشاركون معنا في هذا الأجر الكبير والثواب العظيم. ونسأل الله العظيم ان يوفقنا جميعا لما فيه الخير فلا موفق إلا من وفقه الله، وأن يجعلنا صالحين مصلحين أينما كنا ونسأل الله أن يتقبل منا «ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم».