إعـــــــداد: مــــــيرفت عزت -
رسالة «وفد باهلة»
يقول الشيخ عبد الله بن محمد بن حديدة الأنصاري في كتاب» المصباح المضيء في كتاب النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ورسله إلى ملوك الأرض»، «باهلة» اسم القبيلة التي عرفت به منذ أقدم عصورها إلى هذا العهد، وهو مصدر اعتزاز لأبنائها، فالكثير من أسماء القبائل القديمة المنتشرة في بلاد العرب خفيت وتغيرت، وحل محلها غيرها سوى اسم باهلة. وهم أبناء مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وأعصر له ولدا هما مالك وعمرو، فمالك هو أبو قبيلة «باهلة»، وعمرو هو أبو قبيلة «غنى». وباهلة في الأصل اسم امرأة وهى بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج، وهى زوجة لمالك بن أعصر أبو القبيلة، وكانت الكثير من القبائل العربية تنسب إلى أمهاتها كبجيلة، ومزينة، وجديلة وعادية.
ومن أعلامها بعد دخول الإسلام، الكثير من الصحابة، ومن أشهرهم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وراوي أحاديثه النبوية الشريفة صدى بن عجلان، وسلمان بن ربيعة، وعمرو ابن أحمر الباهلي الشاعر المعروف، وقتيبة ابن مسلم الباهلى شيخ المجاهدين.
قبيلة باهلة موطنها الأصلي ومسكنها في الجاهلية كان في منطقة بيشة وتبالة وتثليث والعبلاء، وكانت بعض بطون باهلة تساكن قبائل بنى جعدة وقبائل هوازن وبني سلول وقبيلة بني جحافة.
يضيف،قال ابن سعد: وقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مطرف بن الكاهن الباهلي بعد الفتح وافدا لقومه فأسلم وأخذ لقومه أمانا وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه فرائض الصدقات ثم قدم «نهشل بن مالك الوائلي» من باهلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا لقومه فأسلم وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الإسلام وكتبه عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
نص الكتاب: «باسمك اللهم، هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لنهشل بن مالك ومن معه من بنى وائل، فمن أسلم وأقام الصلاة وآتى الزكاة وأطاع الله ورسوله، وأعطى من المغنم خمس الله وسهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأشهد لي إسلامه، وفارق المشركين، فإنه آمن بأمان الله، وبرى إليه محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الظلم كله، وأن لهم أن لا يحشروا ولا يعثروا، وعاملهم من أنفسهم وكتب عثمان بن عفان رضى الله عنه».
وعثمان بن عفان، الذي كتب هذا الكتاب، هو عبد الله عثمان بن عفان الأموي القرشي، ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تزوج رقية ثم بعد وفاتها تزوج من أم كلثوم.
رسالة «وفد عقيل بن كعب»
يقول شيخ الإسلام الإمام، أبو الفرج عبد الرحمن بن على في كتاب(رسائل ورسل رسول الله إلى الملوك والأشراف)، قال هشام بن محمد بن السائب أخبرنا رجل من بني عقيل عن أشياخ قومه قالوا وفد منا من بني عقيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ومطرف بن عبد الله بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة بن عقيل وأنس بن قيس بن المنتفق بن عامر بن عقيل فبايعوا وأسلموا وبايعوه على من وراءهم من قومهم فأعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم العقيق عقيق بني عقيل وهي أرض فيها عيون ونخل وكتب لهم بذلك كتابا في أديم أحمر.
نص الكتاب:
«بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعا ومطرفا وأنسا أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وسمعوا وأطاعوا ولم يعطهم حقا لمسلم». فكان الكتاب في يد مطرف قال: ووفد عليه أيضا لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل وهو أبو رزين فأعطاه ماء يقال له النظيم وبايعه على قومه قال وقدم عليه أبو حرب بن خويلد بن عامر بن عقيل فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وعرض عليه الإسلام فقال أما وأيم الله لقد لقيت الله أو لقيت من لقيه وانك لتقول قولا لا نحسن مثله ولكني سوف أضرب بقداحي هذه على ما تدعوني إليه وعلى ديني الذي أنا عليه وضرب بالقداح فخرج عليه سهم الكفر ثم أعاده فخرج عليه ثلاث مرات فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي هذا إلا ما ترى ثم رجع إلى أخيه عقال بن خويلد فقال له قل خيسك هل لك في محمد بن عبد الله يدعو إلى دين الإسلام ويقرأ القرآن وقد أعطاني العقيق ان أنا أسلمت فقال له عقال أنا والله أخطك أكثر مما يخط محمد ثم ركب فرسه وجر رمحه على أسفل العقيق فأخذ أسفله وما فيه من عين ثم إن عقالا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام وجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول أشهد أن هبيرة بن النفاضة نعم الفارس ثوم قرني لبان ثم قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن الصريح تحت الرغوة ثم قال له الثالثة أتشهد قال فشهد وأسلم قال وابن النفاضة هبيرة بن معاوية بن عبادة بن عقيل ومعاوية هو فارس الهرار والهرار اسم فرسه ولبان هو موضع خيسك خيرك قالوا وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحصين بن المعلى بن ربيعة بن عقيل وذو الجوشن الضبابي فأسلما قال أخبرنا هشام بن محمد عن رجل من بني عقيل قال وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرقاد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفلج ضيعة وكتب له كتابا وهو عندهم.