صدر مؤخرًا عن مركز الدراسات والبحوث التابع لمؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان كتابًا بعنوان: «عُمان حضارة شامخة وعالمٌ من الجمال».
حيث بُني هذا الإصدار على فكرة التعريف بالسلطنة وتاريخها الموغل في القدم، واستعراض مقومات السياحة الداخلية في السلطنة، وما تتميز به البلاد من موقع جغرافي فريد، وروعة في المنظر والمكان، وتنوع في التضاريس والطبيعة.
ولتحقيق هذا الغرض المنهجيّ، فقد تضمن الكتاب بين دفتيه موضوعات متنوعة، تعكس الشواهد الحضارية للسلطنة، وتجسد البيئة العمانية وتراثها الأصيل، حيث استهل في بدايته بتقديم نبذة تاريخية عن سلطنة عمان، وموقعها الجغرافي وتباين تكوينات رؤوس الجبال الشاهقة، وجمال الشواطئ العمانية والسهول الخصبة الممتدة، إضافة إلى التمازج الفريد الذي تشكله رمال السلطنة الذهبية مع واحاتها الخضراء.
كما تطرق الكتاب إلى أبرز المعالم الأثرية في السلطنة كالمساجد، والقلاع والحصون والأسواق التراثية القديمة والقرى الأثرية الصامدة منذ الأزل، فضلاً عن تاريخ عمان البحري الممتد إلى آلاف السنين.
فيما ركز الفصل الخاص بالمحميات الطبيعية العمانية على التعريف بأبرز المحميات الطبيعية ومناطق صون البيئة، إذ تزخر السلطنة بعدد وافر من المحميات الطبيعية، وتشهر هذه المناطق بموجب مرسوم سلطاني سام؛ دلالة على ما تتميز به من تنوع بيئي وحفاظًا على تلك الموارد من الاستغلال الجائر أو الانقراض؛ ومن الأمثلة عليها محمية السلاحف برأس الحد، ومحمية جزر الديمانيات، ومحمية بندر الخيران، ومحمية الرستاق للحياة البرية، ومحمية الحجر الغربي لأضواء النجوم، بالإضافة إلى محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية.
كما عرج الكتاب إلى تبيان وجود أنواع كثيرة من الطيور في السلطنة، والتي قد تصل أعدادها إلى ما يربو على (450) نوعًا؛ نتيجة للمناخ المتباين والبيئة الملائمة للعيش والتكاثر، كما تعد السلطنة معبرًا آمنًا للطيور المهاجرة. ومن الأمثلة على تلك الطيور طائر النورس، والحمامة الخضراء، وطائر الشقراق، وغيرها الكثير.
ويعد هذا الكتاب مرجعًا ذا أبعاد جمالية؛ إذ يحمل في طياته أبرز ما تتميز به السلطنة من مفردات طبيعية ساحرة كالعيون المائية، والكهوف المتوزعة على الشريط الجبلي، والأودية، والشواطئ والجزر البحرية، بالإضافة إلى تعدد الأفلاج، والحدائق والمتنزهات الطبيعية، والجيولوجيا الفريدة والمتنوعة لجبال عمان.
واختتم الكتاب بفصل يتحدث عن عمان أرض الحضارة والآثار، حيث غطت صفحاته جميع محافظات السلطنة وولاياتها، وأهم ملامحها التاريخية القديمة، وشواهدها الحضارية القائمة، متناولاً أبرز الصناعات الحرفية التي تشتهر بها السلطنة ومن بينها: صناعة السفن التقليدية، والفخار، والخزف، والمشغولات الفضية، وغيرها الكثير.
ومن المؤمل أن يكون هذا الكتاب مرجعًا وثيقًا لحضارة عمان الشامخة الضاربة في القدم إلى ما قبل الميلاد، كما أنهُ يعدُّ مصدرًا أصيلاً للشواهد الجمالية والمفردات الطبيعية التي حباها الله لهذا البلد؛ ليكون مقصدًا للزوار من كل بقاع العالم، ومحطة فريدة لكل متلهف لسيمفونية الراحة والاسترخاء، وعاشق لروعة الطبيعة الساحرة، وراغب في الإبحار في عمق الحضارة والتاريخ، وسبر أغوارها وأسرارها الكامنة.