تعد من أجمل المواقع الريفية بمحافظة ظفار - كتب وصور .. أحمد بن عامر المعشني - تعد منطقة ناشب بمحافظة ظفار من أجمل المناطق الريفية بمحافظة ظفار، لما تتميز به المناطق الريفية من خصائص وسمات عديدة، من توفر الطبيعة الخلابة ووفرة المياه العذبة، وهي بذلك تضفي لسكانها النقاهة والراحة والاستجمام. كما تعد منطقة ناشب من المناطق الجبلية الرائعة التي تنتشر على سفوح جبال (القراء)، ويمكن الوصول إليها عبر عدة طرق مسفلتة منها عن طريق نيابة مدينة الحق وأخرى عن طريق دوار ناشب من خور صولي باتجاه الشمال، وتتميز هذه المنطقة كغيرها من مناطق محافظة ظفار بجمالها الطبيعي الذي حباها بها الخالق فازدانت بخضرتها الرائعة وأشجارها الباسقة ونسيمها اللطيف. فهي ليست منطقة خضراء فحسب، بل يوجد بها العديد من المواقع السياحية المثيرة التي تلهب خيال الشعراء والسياح على حد سواء، وعلى رأس هذه المعالم السياحية منطقة عين أثوم الشهيرة والتي تشتهر بشلالاتها المنافسة لشلالات وادي دربات، وأهم ما يميز هذه العين هو موقعها المتميز في أسفل وادي عميق مما جعلها تحتفظ بجميع مقوماتها السياحية من غطاء نباتي وأشجار كثيفة وغابات ظليلة لم تمتد إليها يد التغير بعد. ولقد كانت عين أثوم ولم تزل مصدرا مائيا مهما في المنطقة المحيطة بها. ويجد الزائر لمنطقة ناشب متنفسا لاستنشاق هواء الطبيعة النقي والاستمتاع بروعة المنظر وجماله، حيث تتناغم أصوات خرير المياه مع الهدوء التام وأصوات الطيور المغردة. وتنفرد الحياة الريفية كذلك بالعديد من الخصائص والسمات من حيث العادات والتقاليد والممارسات المعيشية التي يمارسها الأهالي تكيفا وانسجاما مع روعة الموقع والطبيعة المتمثلة في المهن التي تمارس لكسب الرزق وكذلك الهوايات والألعاب الشعبية لقضاء أوقات الفراغ. وأهم ما يميز هذه المنطقة هو ارتفاعها الشاهق والذي يأتي بعد جبل سمحان وهو ما يحس به الزائر لمرتفعات هذه الجبال، حيث يشعر وكأنه على متن طائرة تحلق بالسماء ولا شك أن منطقة بهذا الارتفاع هي بغية هواة التصوير الطبيعي الذين سيجدون فيها الكثير والكثير من الزوايا الإبداعية التي بإمكانهم أن يخلقوها. إن منطقة جبل ناشب هي من المناطق الجبلية التي لم تزل بكرا في كثير من مواقعها حيث يمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة القمم الخضراء التي تداعبها نسمات الهواء الباردة وعبير الروائح العطرية من زنابق الورد وأشجار الرياحين وحيث تنتشر الروابي الخضراء الملتحفة بالأشجار الكثيفة الخضراء. وفي موقع غير بعيد عن عين أثوم تقع عين (طبراق) إلى الجنوب لمسافة لا تزيد عن (5) كيلومترات، وهي إحدى العيون المهمة في المنطقة تمتاز بغزارة مياهها ووفرته، ويمكن للزائر أن يرى في أسفل العين بعض المعالم الأثرية لزراعة قديمة حيث السواقي التقليدية التي ما زالت أثارها قائمة. ويروي أهالي المنطقة أن عين (طبرق) و(أثوم) كانتا تصبان معا في خور صولي وهو ما جعل منطقة خور صولي منطقة آهلة بالسكان في العهود السابقة ويشهد على ذلك كثير من المقابر والمعالم الأثرية على حافتي الخور، كما أن منطقة سهل ناشب وبالأخص الجهة الشرقية منه كانت إلى عهود قريبة عامرة بكثير من أنواع الزراعة كالذرة والفاصوليا والفندال وغيرها من المحاصيل المحلية ... ويعود ذلك إلى كثرة العيون الجارية وخصوبة الأرض والتي استغلها الأهالي استغلالا حسنا ليوفروا لأنفسهم ما يحتاجون إليه من هذه المحاصيل الزراعية في فصول الجفاف. وعن هذه القمة وأثارها التاريخية يقول الكاتب سعيد بن مسعود المعشني في كتاب (الآثار التاريخية في ظفار) ص 65 «أن بأعلى هذه القمة آثار لقلعة قديمة تحيط بها شواهق ومسالك وعرة من كل الجهات عدا الجهة الشمالية والتي يفصلها هي الأخرى قاطع عبارة عن خندق بطول حوالي 50 مترا ويأتي بعد هذا الخندق سور حجري كبير متصل بعدة أبراج ما زالت أنقاضها باقية وبادية الوضوح. بالإضافة إلى بعض المباني القائمة على شكل مخازن أو صهاريج للمياه. إن زيارة قصيرة لقمم منطقة ناشب الشماء وسفوحها الخضراء لجديرة بأن توقع عينيك على كثير من المواقع الجمالية. ففي ناشب يمكن للسائح والزائر أن يستمتع بجمال الطبيعة وسحر الجبال وروعة الطقس في هذه المنطقة الريفية التي لم تزل تنجذب إليها أفواج الشعراء المحليين الذين وجدوا فيها مصدرا إبداعيا كبيرا يتجسد في قممها الشامخة التي توحي بالعز والإباء والمنعة والكبرياء فأخذوا يتغنون بها في أشعارها ويتجاذبونها في أسمارهم. ومن الأماكن الأثرية والتاريخية في منطقة ناشب قمة( غصبار)، وهي قمة مرتفعة مخروطية الشكل كالسهم تقع شمال عين طبراق التي تبعد عن صلالة حوالي 25كم.