تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (اعتماد) مقالا جاء فيه:
منذ خروج أمريكا من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية العام الماضي دخل هذا الاتفاق في غياهب المجهول رغم المحاولات التي بذلتها أطراف دولية وإقليمية لإنقاذه ومن بينها مساعي الدول الأوروبية التي تمثلت بتقديم مبادرة لإنشاء آلية تجارية ومالية مع طهران عرفت باسم «إينستكس» بالإضافة إلى محاولة الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» لعقد اجتماع بين الرئيسين الإيراني «حسن روحاني» ونظيره الأمريكي «دونالد ترامب» خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي.
وقالت الصحيفة: إن الكثير من الدول الأوروبية تعتبر الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية بمثابة حجر أساس لحفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم ولذلك تسعى لمنع هذا الاتفاق من الانهيار، معربة عن اعتقادها بأن هذه المساعي لن تفضي إلى نتيجة ما لم تحسم الترويكا الأوروبية (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) موقفها من الصفقة النووية باعتبار أن الترويكا مازالت ترجح الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية مع واشنطن التي تسعى بدورها لإبرام اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو ما ترفضه طهران لاعتقادها بأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مكتمل الشروط ولا حاجة لعقد اتفاق جديد، وتؤكد كذلك أن أي حديث بهذا الخصوص لابدّ أن تسبقه خطوات عملية لإزالة الحظر بشكل كامل عن إيران.
ودعت الصحيفة الجانب الأوروبي إلى بذل مزيد من الجهد لإقناع واشنطن بالعدول عن موقفها الرافض لرفع الحظر عن إيران والعودة إلى الاتفاق النووي الحائز على التأييد الأممي عبر قرار مجلس الأمن الدولي 2231. كما دعت إلى تفعيل بنود الآلية الأوروبية للتعامل التجاري والمالي مع إيران «إينستكس» وذلك من أجل تهيئة الأرضية لعودة التعاطي المثمر بين البنوك الإيرانية ونظيراتها الأوروبية من جانب، وتهيئة السبل أيضا لعودة الشركات الأوروبية لتنفيذ مشاريع استراتيجية مع إيران من جانب آخر، مشيرة إلى أن هذه الشركات كانت قد أوقفت تعاونها مع طهران لخشيتها من العقوبات الأمريكية.
واعتبرت الصحيفة نجاح «إينستكس» بأنه يعبّد الطريق لتعزيز العلاقات الأوروبية الإيرانية في مختلف المجالات خصوصاً في الجانبين الاقتصادي والتجاري، مؤكدة على ضرورة حفظ استقلال القرار الأوروبي، وعدم تأثره بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران والتي شملت القطّاعين النفطي والمصرفي.
وألمحت الصحيفة إلى أن إيران قامت بخفض التزاماتها النووية خلال الأشهر الماضية ردًّا على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وعدم جدوى الآلية الأوروبية «إينستكس»، مشددة على أهمية بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة النووية القائمة والحدّ من التوتر بين طهران وواشنطن خدمة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.