في زاوية آراء كتب أحمد أبو زهري مقالاً بعنوان: حملات الوعي.. التوقيت والأهمية، جاء فيه :
يمثل العنصر البشري العصب الحقيقي للمساس بمصالح أي دولة وضرب أمنها الداخلي، وتعريض مصالحها للخطر إذا ما تم استخدامه من جهات معادية ، وبالرغم من التطور الحاصل على صعيد استخدام أجهزة الاستطلاع والتجسس الإلكترونية الحديثة، سواء عبر الأقمار الصناعية أو الطائرات وغيرها من الأجهزة والمعدات،إلا أن أجهزة المخابرات ما زالت تعتمد في مهماتها العملياتية الخاصة بـ(جمع المعلومات) على العميل الأرضي أو بمعنى أدق العنصر البشري، فهذا الأخير يمكنه في كثير من الأحيان إيجاد تفسير منطقي ودقيق لما يحيط بالهدف، ويمكنه كشف ما لا تستطيع هذه الأجهزة الوصول إليه مهما بلغت درجة التطور والتعقيد.
لذلك يضع العدو الصهيوني نصب عينيه العمل على تجنيد مزيد من العملاء في ساحات المواجهة وساحات أخرى، بغرض إنجاح مهامه التي هدفت إلى السيطرة السياسية ، والاقتصادية، والأمنية والعسكرية.. العدو الصهيوني يستخدم وسائل عدة لاستدراج الأشخاص بغرض الإسقاط والتجنيد، ومنها الابتزاز بنشر تسجيلات خاصة للمستهدف قد تحمل علاقات غرامية، أو إفشاء أسرار خاصة قد تطيح به من منصبه القيادي بمستوياته المتعددة ، أو ممارسة التهديد والتخويف بقطع مصدر رزقه سواء منع تصريحه أو منعه من السفر أو تعطيل دخول بضاعة،أو حتى استغلال مرضه، وفى حالات أخرى التهديد المباشر بالقتل، وأشدها خطورة استغلال أفكاره المتشددة والمناهضة للمجتمع لتجنيده بغرض الانتقام من مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية، واللعب على وتر إقامة الدين ومحاربة من يعطلون شريعة الله، فتتم تعبئته بطريقة خبيثة حتى يتجه في النهاية لاستهداف المجتمع ، من خلال إفشاء أسرار الداخل إلى العدو ظنا منه أنه يخدم الدين، أو يتجه لتنفيذ عمليات تخريب تطال أهدافا متنوعة داخل المجتمع، في حدها الأدنى نشر الإشاعات والتحريض وتكفير المجتمع والسلطات، وفى حدها الأقصى قتل الأبرياء تقربا إلى الله على طريقته، أو تخريب أعمال المقاومة والإبلاغ عنها، وهذا سبب مباشر لتساقط البعض في وحل (التخابر) مع الاحتلال لسذاجتهم وضعف إدراكهم وانهيار مناعتهم أمام مساومة الشهوات والمصالح وأمام التهديدات، إن القوانين وقيم المجتمع لا يمكن أن تتسامح مع هذه الخيانة، إذا ما أصر صاحبها وأعرض عن التوبة والتراجع، واستمر متعاونا مع العدو، فهي مرض خبيث يفت في عضد المجتمع، خصوصا أنها تنال من المجتمع بأبشع صورة، وتصل بالمتخابر إلى حد يفقد فيه وطنيته بل وآدميته ليستمرئ قتل أبناء شعبه، بل يسهم في تسليم معلومات حول أقرب الناس إليه، قد تفضي إلى الاعتقال أو الاغتيال.