ناقشت آثاره المجتمعية المستقبلية وسبل التقليل منه -
عبري - سعد الشندودي -
نظمت المديرية العامة للتنمية الاجتماعية لمحافظة الظاهرة صباح أمس ندوة عن الطلاق بين الواقع والمأمول وذلك عبر الاتصال المرئي مايكروسوفت تيمز برعاية سعادة نجيب بن علي الرواس محافظ الظاهرة وبحضور سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية وولاة ولايات الظاهرة والمهتمين والمختصين والأكاديميين والباحثين والقانونين المهتمين بشؤون المرأة والأسرة بالسلطنة. بدأت الندوة بكلمة من محمد بن حميد الهنائي القائم بأعمال المدير العام للمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة الظاهرة قال فيها: لقد شهدت السلطنة خلال العقدين الأخيرين تحولات سريعة في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية نتجت عنها قفزة في الظروف المعيشية والتعليمية والخدمات الاجتماعية وقد أدت ظروف عملية التحول إلى تغيرات عميقة وواضحة لدى الأسرة العمانية في شكلها وأدوارها الاجتماعية، وكذلك فإن البيانات الحديثة الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات توضح أن مؤشر الطلاق يعتبر مرتفعا نسبيا لدى المجتمع العماني المعاصر الذي لا يزال يدعم ويحافظ على استقرار الأسرة في سياق المعايير الثقافية والأعراف الاجتماعية. واختتم الكلباني كلمته قائلا: إن الطلاق يشكل خطرا كبيرا على تفكك الأسرة وضياع الأطفال وما يصاحبه من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية تقع على الزوجة والأبناء في أغلب الحالات، ولذا وجب علينا طرح قضية الطلاق بجدية وتناولها من مختلف زواياها الشرعية والاجتماعية والقانونية وأن نعي الوضع الراهن للطلاق وعن آثارة المجتمعية المستقبلية وأن نعمل يدا بيد سواء كجهات رسمية ذات علاقة بهذه القضية أو كأفراد بمختلف أدوارنا الاجتماعية في سبيل التقليل من معدلات الطلاق بمجتمعنا العماني. وبعد ذلك قدمت بدرية بنت سرور الغافرية مديرة دائرة التنمية الأسرية بالمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة الظاهرة تحدثت عن المؤشرات والإحصاء لواقع الطلاق بالسلطنة أوضحت من خلالها قائلة: إن الحياة الزوجية تعتبر من أهم الروابط الاجتماعية والتي لها أهمية كبيرة لأنها تجمع بين رجل وامرأة فإقامة حياة كاملة تعتمد على مجموعة من الواجبات والحقوق لكلا الطرفين ومجموعة من المسؤوليات والمهام المشتركة بينهما والتي تؤدي إلى دعم وتعزيز أواصر الود والاحترام والمشاعر ولكن ما أن تصبح العلاقة الزوجية خالية من تلك المشاعر تبدأ الخلافات المتزايدة بين الطرفين وقد تصل للطلاق، وقد وصل إجمالي عدد شهادات الطلاق المسجلة في السلطنة إلى 3728 حالة طلاق خلال عام 2019م وذلك عن الشهادات المسجلة خلال عام 2015م بمعدل زمني بلغ عشر حالات طلاق في اليوم الواحد. وعقب ذلك تحدث الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي أمين فتوى بمكتب سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة عن الرؤية الشرعية للطلاق أوضح قائلا: لقد وضع الدين الإسلامي الحنيف الزوجين على كفتي الميزان، ولهذا فإن للرجل حقوقا وعليه واجبات وللمرأة كذلك حقوق وعليها واجبات بل أن الدين الإسلامي الحنيف يحث الزوجين عند وقوع الخلافات فيما بينهما على النصح والإرشاد وذلك لكي لا تؤدي العلاقة إلى الطلاق لا قدر الله والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه المبين ( واللاتي تخافون نشوزهن فعضوهن ) والرجل عند موعظة وإرشاد زوجته يجب عليه أن يختار الوقت والمكان المناسب ويطرح المشكلة ثم يوجهها إلى الصواب. وتحدث سعادة الدكتور حمد بن حمدان الربيعي عضو مجلس الشورى بعبري عن الرؤية القانونية للطلاق أوضح قائلا: إن هناك أسبابا عديدة للطلاق ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر التقليد الأعمى في وسائل التواصل الاجتماعي، والإجراءات الميسرة في الطلاق، واستقلال المرأة اقتصاديا، وتنازع الأدوار بين الزوجين، وتدخل الأهل وضعف المستوى المعيشي وبعض الزوجين ينظر للموضوع نظرة آنية وعندما يحصل الطلاق يندم الطرق الآخر نظراً للأضرار التي تقع على الأسرة والأطفال على حد سواء ولذا نحث الزوجين لعدم اللجوء للطلاق حفاظا على كيان واستقرار الأسرة فاستقرار الأسرة هو استقرار للمجتمع. وتحدث الدكتور حمود بن خميس النوفلي أستاذ مشارك بقسم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس عن العوامل المساهمة في ارتفاع مستويات الطلاق بالمجتمع العماني أوضح قائلاً: إن هناك عوامل أسهمت في ارتفاع مستويات الطلاق بالمجتمع العماني وتتمثل في عدم وجود مادة في التعليم المدرسي أو الجامعي تبصر الشباب بالزواج والحقوق والواجبات، وطرق وأساليب الاختيار الزواجي بالمجتمع بها جوانب خاطئة كوسائل التواصل واختيار الأهل والخطابات، وأكثر حالات الطلاق تحدث نتيجة عدم التوافق الفكري والديني والنفسي والاجتماعي فلا توجد فرصة لكشف شخصية كل طرف قبل عقد القرآن، ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مدمرة للحياة كالجروبات وقصص المشاهير ومثالية المسلسلات شكلت صراعا بين فتاة حالمة رومانسية ورجل شرقي متمسك بما تم تربيته عليه، وأكثر من 90% من حالات الطلاق بسبب عدم الوعي بالإشباع العاطفي والحميمي لكلا الشريكين، وعدم قدرة أحد الطرفين ترك عادات الماضي كالسهر والشلة وبيت الأهل، والعلاقات بالإضافة إلى القائمين على مهنة الإرشاد الزواجي أو الأسري تنقصهم الكفاءة العلمية أو المهارية. وإلى جانب ذلك قدم سعيد بن راشد المكتومي رئيس قسم البرامج التوعوية والوقائية بوزارة التنمية الاجتماعية عرضا عن الإرشاد الزواجي تماسك. وفي الختام تم الرد على تساؤلات واستفسارات المشاركين حول كل ما يتعلق بالطلاق وكيفية الحد منه بالمجتمع العماني.