تحديد سبعة محاور لتناول موسوعية إنتاجه العلمي -
نزوى: مكتب عمان -
تحضر جامعة نزوى خلال الفترة من 10 – 11 من شهر فبراير لإقامة ندوة علمية دولية عن الشيخ العلامة الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي (1945هـ - 2018م)، بعنوان: حياة من أجل العلم، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وأسرة المحتفى به، وبمشاركة باحثين عمانيين وعرب من مختلف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بالسلطنة.
جاء هذا في مؤتمر إشهار الندوة، الذي بدأ بكلمة تحدث فيها الدكتور عبد العزيز بن يحيى الكندي، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، عن دور الأستاذ الدكتور إبراهيم الكندي في بلورة فكرة إنشاء جامعة نزوى منذ البدايات الأولى لها، فقد لعب دورا بارزا في نشأتها؛ بسبب طبيعتها الوقفية التي تعد تجديدا لمفهوم الوقف التعليمي، ومؤسسة استثمارية لها السبق في منطقة الشرق الأوسط.
وتحدث الدكتور سليمان بن سالم الحسيني، مدير مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي بالجامعة، إن الندوة تسعى إلى حفظ إنتاج الشيخ الكندي وتوظيفه في خدمة العلم والمتعلمين، والإحاطة به وبحياته، وتوثيقها اجتماعيا وعلميا، إلى جانب إبراز التميز في ألمعية شخصيته الفذة، وإظهار العلاقات العلمية بينه وأقرانه من علماء الأمة، وبيان القيمة العلمية لإنتاج الشيخ في الفقه والأدب.
من جانب آخر تقدم الندوة سبعة محاور مهمة، تتلخص في تقديم مقاربة لتناول موسوعية الإنتاج العلمي الوافر للشيخ، وهي: محور التفسير، ويتعلق بالجهود التي بذلها الشيخ العلامة في مجال تفسير كتاب الله، وبيان أوجه البيان فيه، عبر مسارات اللغة وأدوات البلاغة، ومحور الحديث، ويعنى بمظاهر الاستدلال الذي حظيت به السنة النبوية، في نفوس المسلمين من طريق دروس العلامة وكتاباته، ومحور الفقه وأصوله، إذ تأسس عليه تناول دراسات الشيخ في هذا التخصص الدقيق، ومحور اللغة والنحو، ويتأصل في جهود الشيخ كونه نحويا صرفا بعيدا عن أشكال الموازاة، والتداخل مع التخصصات الأخرى التي عرف بها.
كما تقدم الندوة محورا يختص باهتمامات الدكتور الراحل بالأدب والشعر، من خلال قراءة تجربة الشيخ الأدبية، وكتاباته في الأجناس الإبداعية، مثل: الشعر والمقالة والخاطرة والخطبة، فيما سيكون هناك محورٌ يقدمه خطيباً منبرياً وجيها، يحظى بمكونات الخطابة، كفن أدبي وممارسة دينية عملية، بعيدا عن الرتابة ومساقات الوظيفة الدينية.
وتتناول الندوة تقديم محور الإعلام، وهو محور واسع استظل به الشيخ العلامة إبراهيم بن أحمد الكندي طيلة حياته؛ وهو خدمته لوطنه، وسيراً على أنساق عصره؛ لتجسيد الدور الثقافي للأديب الفقيه المثقف المصلح، ولكون الشيخ أعمى لا يبصر، فقد كانت أجهزة الإعلام ووسائل البث الثقافي مبتغاه ومناطا ثريا له.
كما تقدم الندوة محورا وظيفيا يختص بالتربية والتعليم، يقرأ أهم المحطات والمرتكزات، التي قامت عليها تجربة الشيخ العلامة الكندي العلمية والتعلمية؛ كالجوامع والمعاهد والجامعة، ومدى مواكبة جهوده ومعارفه التخصصية لأسس التربية ومناهجها.
وفي كلمة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، تحدث الدكتور محسن بن حمود الكندي عن توجيه معالي وزير الأوقاف، إلى الاهتمام بهذه الندوة تنظيما أكاديميا وبحثيا؛ لتكون ندوة مركزية معمقة، تقرأ وتبحث في فكر العلامة الشيخ وإنتاجه، إذ تتفق وتوجه مركز الفراهيدي في اهتمامه، لإبراز إنتاج الشيخ ومنهجه الوسطي المعتدل؛ فهذه لفتة طيبة من الوزارة ومركز الفراهيدي؛ وفاء لما قدّمه العلامة لهذا الوطن.
وقدم الدكتور أحمد بن إبراهيم الكندي -ابن الشيخ- كلمة الأسرة، أشاد فيها بالجامعة، ودورها في المشاركة في المشهد الاجتماعي والثقافي والعلمي، فهي بيت حاضن للندوات الثقافية المهمة للشخصيات العمانية البارزة؛ والشاهد على ذلك أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لجأت للجامعة لدورها البارز في هذا المجال.
وأكّد الدكتور أحمد أن أسرة الشيخ تثمن هذا الجهد الكبير، وتسخّر إمكاناتها لتعزيزه؛ إبّان الذكرى السنوية الثانية لوفاته؛ سعيا لإبراز إسهامات الشيخ كافة، في مسيرته العلمية والمهنية والإنسانية.
ولم يفوّت الحاضرون الفرصة لتقديم بعض التوجيهات التي من شأنها إنجاح هذا العمل المؤسسي الكبير، فقد اقترح سعود بن ناصر الصقري مدير دائرة الإعلام والتسويق، تسمية إحدى القاعات الثقافية في الحرم الجامعي الرئيس باسم الشيخ.
في حين، وجّه الدكتور صالح بن منصور العزري عميد شؤون الطلاب وخدمة المجتمع، إلى أهمية تواجد تغطية إعلامية كبيرة لهذه الندوة؛ باعتبار الشيخ قدوة في العمل الإعلامي، مع أهمية المشاركات الطلابية، في جانبي الحضور والاستفادة.
واقترح حمد بن سليمان العزري مدير مركز التوجيه الوظيفي والتواصل مع الخريجين ومدير مكتب الطلاب الدوليين بالجامعة، إنشاء صفحة رقمية على الموقع الإلكتروني للجامعة؛ لتكون معرضا تقنيا تتاح فيه أبرز نتاجات الشيخ وما سيقدم في الندوة، وتحدث سعود بن سليمان العدوي عن أهمية وجود معرض مصاحب في أثناء تنظيم الندوة؛ لتعرض به مؤلفات الشيخ وإسهاماته المادية.