بسام جميدة -
كثيرة هي الأسئلة التي تتوارد إلى الذهن حول الكتاب الإلكتروني الذي بدا يزاحم الورقي، وهو الحلم الذي أسعد الكثير ممن لا يستطيعون طباعة أعمالهم الأدبية في ظل تسارع التكنولوجيا الرقمية، التي حطمت كل جدران الجغرافيا والتاريخ التي تقف أمام انتشار واقتناء وتوزيع الكتاب الورقي، وهيمنة دور النشر عليه.
فهل باتت دور النشر الإلكترونية التي تتوالد يوما بعد يوم على الشبكة العنكبوتية شبحا يهدد دور النشر الورقية والناشرين، وأرقاً يقضُّ مضاجع كبار الكتاب والمؤلفين، الذين يأخذون الحصة الكبرى من اهتمام الناشرين..؟
وماهو المردود المادي للناشر وللكاتب على حد سواء..؟
والسؤال الأهم ما دور الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني الذي تأسس عام 2007 ومقره الشارقة؟ وماذا هو فاعل؟ ...
وهم النشر الإلكتروني
يقول هيثم حافظ نائب رئيس الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني، ورئيس اتحاد الناشرين في سوريا عن هذا الموضوع: «الكتاب الورقي والإلكتروني ليسا خصمين، أنا مع التكامل ومع أن يكون لكل نشر ميزاته وأبعاده، وأتمنى أن نؤسس لنشر إلكتروني راق، وندعم الجيد منه، وان تكون الملكية الفكرية هي المظلة التي تحمي النشر الإلكتروني والورقي».
ويتابع حافظ: «في العالم العربي نعيش وهم النشر الإلكتروني، أكثر الكتب مبيعاً في العالم هي الكتب الورقية، هناك كتب في ألمانيا تبيع 20 مليون نسخة، وفي الصين 60 مليون نسخة، الكتاب الأسباني يصدر ويترجم فورا لعدة لغات ويباع منه عشرات الملايين، بينما في الإلكتروني لا توجد نفس الأرقام مهما تطور الأمر».
وعن شرعية الكتاب الإلكتروني أوضح حافظ قائلا: «اتحادات الكتاب العرب أو اتحادات الناشرين أساس تأسيسها منوط بالكتاب الورقي، وتأسس الآن الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني ومقره الشارقة، وتأسس اتحاد كتاب الإنترنت وكلاهما يعتمد الكتاب الإلكتروني، وله جوائز ومسابقات.
لكن إذا كنت تقصد أن يعامل الإلكتروني كالورقي في حيز هو من الأساس أسس لكتاب ورقي، لا أتصور أن هذا مناسب، أما في المسابقات فمن الممكن أن يتم تعديل أسسها مستقبلا، لو أحب أصحابها ذلك».
وعن الاتحاد العربي للنشر الإلكتروني قال: «بصراحة النشر الإلكتروني في عالمنا العربي لم يأخذ دوره، لأن التقنيات المتاحة لدينا لا تكفي، كي يكون لدينا نشر حقيقي. النشر الإلكتروني ليس فقط وضع الكتاب بصيغة pdf، بل هو نشر تفاعلي، من خلال المنصات التعليمية الموجودة على الإنترنت بشكل كبير ومهم، لذلك لم يأخذ في العالم العربي دوره العلمي والإعلامي الحقيقي. وحتى دوليا بدا يتراجع أمام قوة النشر الورقي، بسبب ضعف النشر الإلكتروني، وهيمنة قراصنة الإنترنت في غالبية المواقع، وغياب المستثمر الحقيقي، وعدم وجود الوسائل التقنية، وغياب القوانين التي تحمي النشر الإلكتروني، مما أضعف النشر وإقبال الناشرين».
وحول قلة الكلفة للنشر الإلكتروني بالنسبة للكاتب والناشر قال حافظ: «لا أرى أن هناك مشكلة في تكاليف الورق، اليوم تكاليف أي كتاب متدنية، تكاليف التحرير أكبر بكثير من تكاليف الورق، إذا أحضرت كتاب اسباني مثلا وأردت ترجمته فتكاليف الحقوق أكثر بكثير من تكاليف الورق، وكذلك كلفة الترجمة والتدقيق عالية، لذلك عندما نقول الكتاب الورقي والإلكتروني تبرز القضية الأهم، من يدفع؟ وكيف يتم التعويض..؟
المشكلة في الإلكتروني أنه لا يستطيع تعويض تلك التكاليف، ومن ينشر أغلبها لا يملك حقوقها، وهذه هي الطامة الكبرى، وتؤدي إلى انحسار القراءة وتدمير الثقافة، وبصفتي ناشرا أي عمل تريده أن ينجح يجب أن يكون له استثمار، وإذا وجدت شركات استثمارية ترعى بشكل إيجابي النشر، ستنخفض التكلفة، ويصبح النشر أفضل وتنمو الثقافة».
عدم الاعتراف عناد لا مبرر له
د. حسن حميد روائي، ونائب رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا عن عدم الاعتراف بالكتاب الإلكتروني قال: «الكتاب الإلكتروني لا يحتاج إلى اعتراف.. لأنه متابع ومقروء إذا كان موجوداً عبر نوافذ النشر المتاحة.
عدم الاعتراف به، يأتي من جهة عناد لا مبرر له.. ومن ينتج الكتاب الإلكتروني ينتجه لظروف مادية او لظروف الرقابة المتشددة.. أي ينتج الكتاب الإلكتروني من قبل صاحبه لأنه لا يملك المال لنشره ورقياً من جهة، أو لأنه يخشى الرقابة على المطبوعات..حين يحتك بالجدران المكهربة (السياسة - العقائد - الجنس).. عدا هذين الأمرين المانعين.. ينتج الكتاب في هذه الأيام كما كان ينتج أيام د.طه حسين».
ويتابع «لكن ثمة مشكلات تواجه الكتاب الإلكتروني.. فتحد من الإقبال عليه، منها مثلاً.. لا تقبل الكتب الإلكترونية في المسابقات الأدبية، ولا تقبل كوثائق للانتساب لاتحادات الكتّاب والأسر الأدبية.. ولا تصلح الكتب الإلكترونية للمشاركة في معارض الكتب.. ولا تقام لها حفلات توقيع». وعن رأيه بالموضوع قال: «أنا مع كل أشكال النشر، أي أنني مع الكتاب الإلكتروني، وأنا أتابعه على المواقع، وأسعد بقراءته»
وعن سطوة الكتاب الورقي قال حميد: «هي سطوة ماثلة تماماً، وبعض الأدباء والقراء (ومنهم النقاد) لا يفضلون قراءة الكتب الإلكترونية، وهذا أمر يقلل من فرص انتشارها، لكن بالمقابل نسمع آراء من قبيل (وداعاً أيتها المكتبات) غير أن الواضح والصريح يتمثلان في سطوة الكتاب الورقي حتى في أمريكا ودول أوروبا.
شخصياً أنا كاتب أنتمي إلى ذهنية الكتّاب الذين يحبون الكتاب الورقي..لأنني تربيت وتثقفت عليه وبه، وحين غدوت مؤلفاً حلمت به، حلمت بأن أحمله وأوقعه وأهديه، ورقاً، وأحباراً، وغلافاً بألوان شارقة.
أنا أفضل نشر كتابي ورقياً أولاً.. وإذا نشر إلكترونياً فيما بعد.. فلا أمانع. أما أن أتعاقد مع دار نشر لنشر كتابي إلكترونياً فقط.. فلا أظن أنني قادر على الموافقة الطوعية».
وعن المساوئ التي تحد من انتشار الكتاب الإلكتروني والمحاسن أيضا، قال الروائي حسن حميد: «لا يزال غير مقنع بحضوره لأصحاب الذهنيات التي عشقت الكتاب الورقي، وأن بعض الجهات لا تقبل به كإنتاج أدبي أو ثقافي، وأنه ما زال غير قادر على دخول عالم الترويج ولا سيما في معارض الكتب، وأنه منتج ينحدر من الثقافة الإلكترونية أو ثورة المعلومات.. وهذه ما زالت ترتطم بثقافات سابقة عليها حتى في بلادها.
أما محاسنه فهي كثيرة.. ومنها أنه ثقافة متاحة أمام الجميع، وبلا أكلاف مادية، والقدرة على تخزينه والاستشهاد بما يشتمل عليه متاحة في كل وقت، وبمقدور هاتف محمول أن يحمل من الكتب ما لا تحتمله ظهور الجمال» .
لا أهتم باتحادات الكتّاب، ولا يهمني اعترافها
مروان محمد صاحب دار نشر إلكتروني في مصر أوضح الجدوى من هذا المشروع بقوله: «إعطاء فرصة للكتّاب غير القادرين على تكاليف النشر الورقي للوصول إلى القارئ من خلال آلية النشر الإلكتروني، وفرص وصول أعمال الكاتب إلكترونياً للقراء أكبر بكثير مما يوفره النشر الورقي لأن النسخ التي تتم طباعتها محدودة بالإضافة لوجودها في حيز جغرافي ضيق نتيجة لتكلفة الشحن والتوزيع العالية، في حين أن الكتاب الإلكتروني يتخطى كل الحواجز الجغرافية وأوتي ثماره بالفعل»
وعن جدوى هذه الطريقة مادام غير معترف بها رسميا في اتحادات الكتّاب العرب قال مروان: «لا أهتم أصلا باتحادات الكتّاب، ولا يهمني اعترافها من عدمه أو رفضها لعضوية كتّاب إلكترونيين، وما الذي قدمته من الأساس للكتّاب الورقيين حتى يتحسر الكاتب منا على موقفهم!».
وردا على سؤالنا أن بعض من دور النشر الإلكترونية تستولى على حقوق الكتّاب ولا تمنحهم شيئا، بل وتستغل مطبوعاتهم بشتى الطرق.. رد مروان محمد قائلا: «أتحدى أي شخص أن يجزم بأن منصات بيع الكتب الإلكترونية تحقق أي مبيعات من الكتب الإلكترونية مهما كانت شهرتها، وأن مدخول هذه المنصات ضعيف جدا والبعض الآخر معدوم!
والعملية برمتها لا تدر أي دخل وإن كان هناك أصحاب دور نشر إلكترونية يفعلون ذلك فأنا اتهمهم بالغباء لأنهم يسيئون لأنفسهم بدون أي مقابل يرتجى من بيع الكتب الإلكترونية في عالمنا العربي، هذا بخلاف أنه ضد مبادئ تكافؤ الحقوق بين الناشر والمؤلف.
وتابع محمد قائلا: «الكتاب الإلكتروني وجه الضربة القاضية للكتاب الورقي، وهو عابر للحدود. ولكن هناك ثقافة عامة أن الإلكتروني أقل شأنا من الورقي وأن أصحابه من أنصاف الموهوبين أو معدومي الموهبة ولكل من هب ودب بلا حسيب أو رقيب وهذه علل كوميدية وسخيفة ومبتذلة. ألا تنشر دور النشر الورقي أيضا لكل من هب ودب ولمن يدفع أكثر. أليست أسواق النشر الورقي متخمة بمئات من الإصدارات الورقية الغثة والمهترئة وغير المدققة. المعاناة واحدة. المشكلة في رداءة المحتوى المنشور ومن يجيزه على ما فيه من جرائم أدبية سواء كان منشورا ورقيا أو إلكترونيا».
وعن مردود النشر الإلكتروني أجاب محمد: «بالنسبة لي ماديا لا شيء! ولكن على المستوى الإنساني والمعنوي كل شيء. بالنسبة لكاتب على بداية الطريق هي خطوة ضرورية، أما بالنسبة للقارئ فهو بعني أنه سيقرأ مئات الكتب الإلكترونية التي تنشر لأول مرة مجانا».
أميل للورقي.. ولكن طوفان
الإلكتروني قادم
الروائي والصحفي محمد تركي الدعفيس قال: «النشر الإلكتروني قادم مثل طوفان لا يمكن تلقيه بصدر عار، ومن يحاول سيبقى خارج حركة الزمن، وبعيداً عن عجلة التطور.
إيجابيات النشر الإلكتروني لا يمكن إنكارها، مثلما لا يمكن القول إنه ينطوي فقط على المساوئ، ومن أبسط محاسنه أنه يمكنك من اصطحاب مكتبتك في هاتفك الجوال، دون تكبد عناء حمل هذا الكتاب وذاك في الحل والترحال والتنقل من مكان إلى آخر.. كما أن من إيجابياته أن يتيح لك القراءة حتى وأنت في انتظار حافلتك في موقف مزدحم.
ويتيح النشر الإلكتروني ــ وهذا سلاح ذو حدين ـ سهولة في التعامل والاقتباس مع المنتج الأدبي، وهي سهولة لا ينجح الورقي في مجاراتها، دون أن ننكر أن سهولة الاقتباس ويسره في النشر الإلكتروني أتاح مجالا أوسع للسرقات الأدبية، ولإهدار حقوق المبدع، وهذا يحتاج لعمل كبير في جانب الكتاب الإلكتروني، على الأقل على مستوى تطوير آليات حفظ الحقوق الأدبية لأصحابها، وأعتقد أن التقنية بتطورها وقفزاتها المذهلة قادرة على التعامل مع الأمر، وإيجاد حلول له، وأعتقد أنه مع التقدم في هذا الجانب سيحقق الكتاب الإلكتروني مكانة أبرز في الساحة الأدبية، حيث يبقى هاجس حفظ الحق شغلاً شاغلاً لكثير من المبدعين الذين لا يريدون أن يتحول نتاجهم هشيما تذروه «لوحات مفاتيح» الحواسيب والهواتف المحمولة في كل الأصقاع.
ومع إقراري بكل هذه الأهمية للكتاب الإلكتروني، إلا أنني على المستوى الشخصي، وربما لأنني من جيل يحاول إدراك ما يمكنه من التقنية التي وصلتنا بعدما تقدمنا مراحل في العمر، أميل أكثر للنشر في الدور الورقية، وأشعر أن العلاقة الفيزيائية التي يفرضها الكتاب الورقي بين القارئ ومنتجي الأدبي توحي بتقدير أشد لهذا المنتج، لا يمكن للنشر الإلكتروني تحقيقه بذات القدرة والكفاءة.
أفضل أن أرى منتجي بين كفي قارئ حتى لو طواه بين حين وآخر، على أن أرى أصابعه تعبث بصفحات أخذت من وقتي وتجربتي ورؤيتي كثيراً، ثم تبعثرها بتساهل أو قلة اكتراث».
جسر مؤقت بين جيلين وثقافتين
الروائي السعودي عمرو العامري قال: «اعتقد أن في عالمنا العربي ما زال النشر الورقي هو الأجدى والأفضل والأوسع أيضا للوصل والانتشار من خلال معارض الكتب والمكتبات ونمط الإهداءات والتوزيع والاقتناء.
وما زال الكتاب الإلكتروني او النشر الإلكتروني محدودا وداخل نطاق محدود من الشباب.
ثم ان قطاعات الشباب تبحث عن نوعية خاصة من الكتب والتي تنحصر في كتب الوجدانيات وكتب تطوير الذات والكتب المسلية، ولا أتصور ان كتابا فكريا عميقا سيوزع أو يصل من خلال النشر الإلكتروني.
ثم إن الكثير من البلاد العربية ما زالت تفتقر للبنية التحتية (الإنترنت والأجهزة المساعدة) ولا تمتلك القدرة الشرائية لتأمين الأجهزة المساعدة.
ولذلك تقول الدراسات مثلا ان الصحف الورقية ستختفي في غضون خمس سنوات في دول كدول الخليج العربي لكنها قد تمتد لعشرين سنة قادمة في دولة كمصر.
ولكن وللإنصاف فإن شريحة الكتب الإلكترونية في تزايد والمستقبل لها.
البعض يعمل على المسارين من خلال طباعة الكتب ورقيا ثم نشرها إلكترونيا أيضا، وهذا جسر مؤقت بين جيلين وثقافتين».
العملية تكاملية
الشاعرة والناشرة أميرة الكردي مدير عام دار سوريانا الدولية للدراسات والترجمة والنشر قالت: «ربما كان تأثير الكتاب الإلكتروني محدودا حتى الآن، ولكن سطوته سوف تزداد مع مرور الوقت لأن الأجيال الجديدة لا تريد أن تبحث عن الصعوبات لإيجاد مبتغاها من أبحاث أو دراسات أو حتى روايات عالمية أو أي جنس أدبي آخر ،ويبقى الأمر نسبي.
نحن مع الكتاب الإلكتروني بعد نشره ورقيا، أي أن تكون العملية تكاملية، إلا إذا كان غير متاح في عملية التوزيع، فنحبذ نشر الكتاب بكل السبل حتى يخرج للضوء ولا يبقى حبيس الذاكرة.
وهذا الأمر ينطبق أيضا على الصحافة والصحف إن كانت ورقية أم إلكترونية، رغم أنني من أشد أنصار الكتاب الورقي».
يلبي كل الاحتياجات
د. حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب سابقا وأديب قال: «أرى أن النشر الورقي لم يعد ملبيا كل الحاجات وشؤون الحياة والثقافة، فجاء النشر الإلكتروني ليلبي أشياء غير قليلة من ذلك، ولا سيما مايرتبط بالشؤون الشخصية والاجتماعية، إذ فتح مجالا واسعا للاطلاع بحرية كاملة؛ ووضع المتفاعل معه أمام أخلاقياته، ثم إنه أتاح المجال للاتصال بكل الشرائح ومعرفة طبائعها وطريقة تفكيرها.
إنها الحقيقة
النشر الإلكتروني ربما حقق حلم الكثيرين ممن يطمحون للنشر دون مقابل، ولكن في ظل الفوضى العارمة للفضاء الإلكتروني قد تتعرض حقوق الكاتب والناشر للضرر، والقارئ العربي أضاع بوصلة القراءة. وفي أوروبا حقوق فكرية ونظم صارمة، ومن السهولة ان تُضبط متلبسا بتحميل كتاب إلكتروني أو شيء من هذا القبيل وتلاحقك الغرامة المالية، والسبب أن منصات التحميل مربوطة بدقة مع المعنيين بالرقابة الإلكترونية.
الأهم في هذا الموضوع هو شرعية المولود الجديد، ومن يتبناه في الجهات والمسابقات الرسمية التي لاتقبل سوى الكتاب الورقي.
التجربة لم تنضج بعد في عالمنا العربي، ولا تزال تحتاج للكثير من النظم والتشريعات، والترويج، والاستثمار فيها، لتكون مواكبة للتطور التكنولوجي.