من أجل البدء بالتحضير لمرحلة ما بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، قامت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين، في الثامن من يناير، بأول زيارة رسمية لها إلى بريطانيا، حيث قابلت في لندن، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
بعد اللقاء، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية: إنها راغبة بالقيام بما يلزم من أجل تحديد العلاقات المستقبلية التي ستربط بريطانيا بالاتحاد، وستحرص على عدم المس بجوهر الاتفاق الذي تمَّ التوصل إليه، وعلى أساسه تمَّ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.
انتبه الصحفيون إلى ما ورد من تعليقات مشتركة من قِبَلِ بوريس جونسون وأورسولا فون در لاين، حول ذكرياتهما المشتركة؛ لأنهما تابعا قسما من دراستهما أثناء مرحلة طفولتهما في مدرسة بلجيكية في ضاحية «أوكل» المجاورة للعاصمة بروكسل.
الصحف الإيرلندية، كما الأوروبية اهتمت بهذا اللقاء، ونقل بعضها ما ورد من تعليقات عبر موقع دايفيد ماك ويليامس الخبير الاقتصادي الإيرلندي الَّذي أبدى قناعة بأنَّ بوريس جونسون، وعلى الرغم من حصوله على أغلبية برلمانية مطلقة سيسعى لتجنُّب الدخول حاليا في جدل حول الحواجز الاقتصادية بين بلاده والاتحاد الأوروبي، وهي العوائق التي قد ترتدُّ سلباً على بريطانيا. بوريس جونسون الذي سيكون مضطرًا لاستدانة الكثير من الأموال سوف يتكيَّف بمواقفه على الأرجح أثناء المفاوضات، مع التشريعات الأوروبية الاتحادية. بكل الأحوال أنَّ أي مفاوضات تجارية تجري بين دولتين أو مجموعتين دوليتين، هي تعكس بالنتيجة قوة أو سلطة أو نفوذ كل طرف. فقبل الانتخابات التشريعية البريطانية التي جرت مؤخرا كان على بوريس جونسون أن يكون خطابه شعبويًا متشددًا تجاه الاتحاد الأوروبي. الآن وقد فاز في الانتخابات مع حزبه، وحصل على أغلبية برلمانية مطلقة، عليه أن يكون عمليًا في مفاوضاته من أجل اعتماد سياسة مالية واقتصادية مرنة مع الاتحاد الأوروبي، وسيتَّكل بالطبع على دعم الأكثرية في مجلس العموم وهي لحزبه، حزب المحافظين.