كتبت نشرة أوروبا الصادرة في بروكسل أنَّ العُمانيين ودَّعوا سلطانهم الراحل قابوس بن سعيد آل سعيد، بطريقة فيها من التكريم والحزن ما يوحي بأنهم لا يريدون الاستسلام لفكرة التخلّي عن السلطان الَّذي حكم بلادهم على مدى السنوات الخمسين الماضية. لقد مضت أيام كانت أنظار العمانيين والبلجيكيين متَّجهة إلى مدينة لوفان البلجيكية، حيث خضع السلطان قابوس للعلاج في المستشفى الجامعي للمدينة. إنَّه السلطان الَّذي قاد بلاده إلى العصرنة وكان من القادة العالميين السبَّاقين المشهورين بالبراعة التقديرية، كما كان سبَّاقًا في التخطيط للمحافظة على البيئة والمناخ. لا توجد على الساحل العُماني أي أبراج عالية تشوّه البيئة والمنظر. اليوم، بفضله، باتت عُمان من أكثر بلدان العالم أمنًا وأمانًا. شَغَفُهُ بالموسيقى جعله يبني في مسقط صرحًا أوبيراليًا فريدًا من نوعه في حجمه وتصميمه وهندسته ومواد بنائه ورخامه الأبيض. كذلك شيَّد جامع السلطان قابوس الشديد الروعة. لقد حرص السلطان دائمًا على العيش في وئام مع جيرانه الأقوياء في المنطقة، وتجنيب بعضهم البعض، ليصبح بحكم الواقع مبعوثًا محترمًا في سياق النزاعات الإقليمية. لقد كان السلطان الراحل مقرَّبًا جدًا من المملكة المتحدة البريطانية، وكان يستقبل بانتظام أفرادًا من العائلة المالكة البريطانية وبخاصة الملكة اليزابيت الثانية التي شاركها الشغف بالخيول. لقد كان إنسانًا على قدر كبير من المزايا، سيفتقده العُمانيون على مدى أجيالٍ طويلة. اليومية كتبت نبذة عن السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، ووصفته برجل الثقافة والرياضة والعلم والاجتماع والسياسة، وبأنَّه المهندس لمشروعات كبرى بيئية وعمرانية وسياحية، وكذلك في مجال الطاقة. السلطان الجديد يرأس منذ عام 2013 اللجنة الرئيسية لرؤية عمان 2040 وهي استراتيجية وطنية جديدة للسلطنة. واعتبرت نشرة أوروبا الصادرة في بروكسل أنَّ هذا المنحى مهم جدًا؛ لأنَّ متابعة مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية خاصة بالنسبة لجيل الشباب، هي من التحديات المعاصرة التي تواجهها سلطنة عُمان حاليًا.