في زاوية مقالات كتب حازم أبو شنب مقالًا بعنوان: صفقة ترامب ومشاريع المنطقة، جاء فيه:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطّته المسمّاة «صفقة القرن» لحلِّ الصراع الفلسطينيّ مع العدو الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي برفقة صديقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، سبقه مباركة من رئيس حزب «أبيض أزرق»، المنافس على رئاسة الحكومة الإسرائيلية، بيني غانتس، بعد دعوته ونتانياهو لزيارة البيت الأبيض وغياب الطرف المؤمن بالتسوية في الجانب الفلسطينيّ. لا يمكن عزل إعلان ترامب خطّته عن سياق مغازلته لصديقه نتانياهو ومنحه أوراق قوَّة ومساحة واسعة للمناورة في حملته الانتخابية الثالثة خلال أقلّ من عام، فالبداية كانت الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. وفي الجولة الثانية، منحه الاعتراف بشرعية الاستيطان في الضفة الغربية. وقد سبق ذلك الاعتراف بالقدس موحَّدة عاصمة لـ«دولة إسرائيل» ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب (يافا الكبرى) إلى القدس. سلوك ترامب والإدارة الأمريكية ينصبّ على تنفيذ رؤية اليمين لحسم الصراع في الضفة الغربية وضمِّها، حيث تشكّل الكتل الاستيطانية نحو 10-15% من الضفة الغربية، إضافةً إلى منطقة الأغوار التي تمثل ما يقارب 27% من الضفة الغربية، وبسط السيادة الإسرائيلية على كامل القدس، وتقسيم الضفة الغربية إلى مجموعة من المناطق المعزولة.
لا أرغب في الخوض بتفاصيل الخطّة المتعلّقة بإنهاء الصّراع وفق الرؤية الإسرائيلية الكاملة على صعيد الأمن والحدود والمعتقلين واللاجئين ونزع سلاح المقاومة، فهذه ليس المرة الأولى التي تُطرح فيها تفاصيل متعلّقة بهذه القضايا، مع موافقة طرف التسوية الفلسطيني على مبدأ نقاشها ووضعها على جدول أعمال المفاوضات. إنَّ قراءة الموقف الأمريكيّ لا يمكن أن يكون بمعزل عن حالة الاصطفاف التي تشهدها المنطقة في ظلِّ الصراع بين عددٍ من المشاريع؛ الأوَّل يقوده محور المقاومة الرافض للهيمنة الأمريكية في المنطقة، والداعم لإزالة «دولة العدو» ومحاربتها بأدوات المقاومة كافةً، والذي تشنّ عليه الولايات المتحدة الأمريكية حرباً ضروسا من خلال حصار قوى المقاومة، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين، ولا سيّما أنَّ الخطة نصَّت على ضرورة مواصلة حصارها في غزة والعمل على نزع سلاحها وسلاح حزب الله في لبنان.