في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: هل بدأت الحرب الاقتصادية بيننا وبين الاحتلال؟!، جاء فيه: من يتجول في أسواق الضفة ومحلاتها التجارية يرى أن البضائع والمنتجات الإسرائيلية تملأ كل الأماكن وأننا من اكبر المستهلكين لها، هذا في الوقت نفسه الذي يتغطرس فيه الاحتلال ويقيم المستوطنات ويصادر الأرض ويعمل على تهجير وتشريد المواطنين، ويقضي بالتدريج على حلم إقامة الدولة الفلسطينية.
وقد ارتفعت أصوات كثيرة في كل مراحل النضال الوطني تدعو إلى مقاطعة منتجات الاحتلال والاعتماد على الواقع الوطني وإنعاشه وتقويته، مع معرفة أن سيطرة الاحتلال تشكل أحجار عثرة في سبيل ذلك. إن الكل يعرف أن الاحتلال يحاصر الضفة من كل الاتجاهات وعلى كل المستويات والكل يعرف أيضا أن ذلك لا يقف أمام إرادة الشعب بمقاطعة الاحتلال بكل الوسائل ورغم كل العقبات، لأن التحرر يجيء أولا وقبل أي شيء.
وفي هذه الأيام يبدو واضحا أن «حربا اقتصادية» بدأت تلوح مظاهرها في العلاقات مع الاحتلال. وقد قررت الحكومة الفلسطينية منع إدخال الخضار والفواكه والمياه والعصائر الإسرائيلية إلى أسواقنا ردا على قرار وزير الجيش الإسرائيلي بمنع إدخال المنتجات الزراعية الفلسطينية إلى الأسواق الإسرائيلية وقد سبق ذلك قرار وطني بوقف استيراد العجول من إسرائيل، وهذه الحرب الاقتصادية ستؤدي إلى تداعيات كثيرة وتتطلب إرادة قوية ومواقف حازمة من السلطة الوطنية.
والاهم من كل هذا فإن المطلوب توعية وطنية لدى المواطنين لكي يقاطعوا المنتجات الإسرائيلية في كل المواقع وعلى كل المستويات رغم ما قد يعانون منه نتيجة ذلك لأن هذه المعركة الاقتصادية هي جزء من معركة التحرر الوطني.