كشفت صحيفة يو إس إيه توداي عن أن هناك نقصا يصل إلى أكثر من 100 ألف طبيب في نظام الرعاية الصحية الأمريكي، وهو عدد مستمر في التزايد مع ارتفاع التعداد السكاني وهو ما قد يتسبب في أزمة ينبغي مواجهتها.
وأضافت أنه مع زيادة أعمار المواطنين، وليس فقط أعدادهم، بصفة مستمرة، هناك حاجة متنامية لخدمات مقدمي الرعاية الصحية في وقت يتزايد فيه عدد الأطباء الذين يتقاعدون من المهنة تاركين فجوات خطيرة في رعاية المرضى، وخصوصا في التجمعات الريفية والمناطق التي تنقصها الخدمات.
وتلك الفجوات يمكن ملؤها من خلال ممرضات ممارسات، وهن ممرضات مسجلات رسميا ممن أكملن تدريبا وتعليما إضافيين، ولديهن شهادات معتمدة على مستوى وطني في مجالات تخصصية مثل القابلة، وطب الأسرة، وطب الكبار، وطب الأطفال، وأمراض النساء والولادة.
وبالطبع فإن الأطباء لديهم دور هام في نظام الرعاية الصحية، لكنهم لا يمكنهم ملء كافة الاحتياجات.
وهذا ما دعا مؤسسات مثل الرعاية الأمريكية وأمريكيون من أجل الرفاهية إلى الموافقة على ضرورة السماح للممرضات والممرضين الممارسين بالعمل على استغلال طاقاتهن من خلال ما حصلن عليه من تعليم وتدريب.
وعلى الرغم من التقدم الذي حدث في السنوات الماضية في هذا المجال، إلا أن هناك 28 ولاية ما زالت تفرض قيودا غير ضرورية على قدرة الممرضات الممارسات على تقديم خدمات الرعاية، وهناك أمثلة تتضمن وضع شروط تفيد بأن على الممرضة الممارسة أن تخضع لإشراف طبيب.
وبعض الولايات تفرض كذلك قيودا تمنع الممرضة من ممارسة المجال بأن تكون على مسافة معينة من الطبيب المشرف.
هذه الأنواع من القيود يمكن أن تستحق تطبيقها لو أنها نتج عنها رعاية أفضل للمرضى، وبدلا من ذلك فإن ذلك يتسبب في إحداث فوضى في مستوى الرعاية بالمرضى. وتشير البيانات إلى أن هناك 63 مليون شخص يحتاجون إلى شخص يقدم لهم الرعاية المبدئية ويقيمون في ولايات تفرض قيودا على عمل الممرضات الممارسات.
وهؤلاء الذين لهم من يقدم لهم هذه الخدمة الصحية الأولية يتعرضون لتأخير تشخيص حالاتهم ويدفعون أموالا أكثر مقابل رعايتهم ويموتون مبكرا بالمقارنة بأولئك المرضى الذين تتاح لهم فرصة الحصول على رعاية صحية على نحو أسرع.
وتظهر الدراسات أن المرضى يضعون ثقتهم في الممرضات اللاتي يقدمن الرعاية الصحية لهم، وتوصلت إحدى هذه الدراسات الصادرة عن جامعة ديوك إلى أن الممرضات الممارسات يقدمن رعاية صحية مبدئية بمستوى متميز ويحققن نتائج أفضل تحظى برضا المرضى بالمقارنة بما يقدمه الأطباء إن لم يكن أعلى منهم.
ووجدت دراسة أخرى صدرت عن جامعة برانديس أن أتعاب الممرضات التي يتحملها المرضى تقل بنسبة 29% في مجال التقييم الصحي وبنسبة 11% في مجال الرعاية بالمريض عما تكاليف الأطباء وهو ما يوفر في أموار المرضى.
كما توفر الممرضات من أموال دافعي الضرائب لأن انخفاض تكاليفهن يعني خفض ما يحصلن عليه من مساعدات طبية من الحكومة.
وتشير تقديرات وزارة الصحة والخدمات الطبية بالولايات المتحدة إلى أن من الممكن خفض العجز في أعداد الأطباء المطلوبين بواقع الثلثين من خلال تخفيف القيود التي تمنع الممرضات من التعامل باستقلالية مع المرضى.
ووفقا لمؤسسة كايسر فاميلي فاونديشن، هناك 132 ألف ممرضة ممارسة تقيم في 28 ولاية تمنع الممرضات من ممارسة الرعاية الطبية إلا تحت إشراف الطبيب.
وبينت دراسة صادرة عن جامعة روتشيستر أن عدد الممرضات الممارسات اللاتي يخدمن في مجالات تعاني من نقص في الرعاية الصحية المبدئية زاد بنسبة 30% في الولايات التي تسمح للممرضات بالعمل في هذا المجال، ومن ذلك في ولاية أريزونا التي أدخلت إصلاحات قانونية سمحت للممرضات برعاية المرضى في التجمعات الريفية، ما جعل هناك زيادة بنسبة 73%.