تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (ستاره صبح) مقالا نقتطف منه ما يلي: كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول إمكانية انضمام إيران إلى المجموعة الدولية الخاصة بمكافحة غسيل الأموال والعمليات الإرهابية المعروفة اختصارًا باسم «فاتف» باعتبار أن هذه المجموعة تقدم الدعم للدول المرتبطة بها في المجالات التي تنشط فيها، أي مكافحة غسيل الأموال ومواجهة العمليات الإرهابية، شريطة أن تخضع هذه الدول لمقررات المجموعة ومن ضمنها السماح لمفتشيها بمعرفة طرق صرف الأموال والجهات التي تقبض هذه الأموال لمنع حصول أي عملية تلاعب قد تخدم مافيات المال أو الجماعات الإرهابية في أي منطقة من مناطق العالم. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الانضمام لمجموعة «فاتف» سيضمن لإيران الكثير من الفوائد من بينها توسيع نطاق التعامل المالي بين البنوك الإيرانية ونظيراتها الأجنبية لا سيّما الغربية، في وقت تتعرض فيه إيران لحظر اقتصادي من قبل أمريكا وحلفائها يمنعها من مواصلة التعاطي المرن في المجال المالي، وهو ما ينعكس سلباً على مجمل الحركة الاقتصادية والتجارية سواء في الداخل أو بين إيران وباقي دول العالم. وألمحت الصحيفة إلى أن مجموعة «فاتف» تحظى بدعم دولي كبير باعتبارها تضم الكثير من بلدان العالم ولها ارتباط بالمنظمات الدولية ذات العلاقة كالبنك الدولي، وهو ما يؤهلها للعب دور كبير في ضبط حركة الأموال بين مختلف الدول والمساعدة بالتالي في منع حصول عمليات تلاعب قد تستفيد منها الأطراف التي تصدر عنها تهديدات أمنية أو اجتماعية أو اقتصادية لشعوب مختلفة في شتّى أرجاء العالم، داعية إلى الإسراع بالانضمام لهذه المجموعة للتخلص من أي محاولة ترمي إلى إلحاق أضرار مالية بإيران من جهة، ودفع الشبهات عن إيران التي تسعى بعض الأطراف لاتهامها بدعم جماعات إرهابية كونها تدعم جماعات تعتقد طهران بأنها حركات مقاومة أو حركات تحريرية وليست جماعات مصنفة إرهابية على اللوائح السوداء لبعض الدول ومنها أمريكا. ولفتت الصحيفة إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي في إيران لا يسمح بأن تكون إيران بعيدة عن التعاطي المالي الدولي خصوصًا في ظلّ الحظر الذي تواجهه والذي خلق الكثير من المتاعب في قطّاعات اقتصادية وتقنية متعددة، الأمر الذي يستوجب الانضمام إلى مجموعة «فاتف» للخروج من الحالة غير الصحية التي تمنع تطوير مجالات حيوية ومهمة من شأنها أن تنعكس إيجابيًا على مجمل الأوضاع الاقتصادية في إيران، بحسب الصحيفة. وألقت الصحيفة باللوم على الجهات ذات العلاقة بالشأن المالي لعدم تمكنها من توظيف عائدات النفط في تطوير مختلف مجالات الحياة لاسيّما مجال النقل والخدمات الصحية والتعليمية، معتبرة هذا النوع من التقصير بأنه ناجم عن عدم توفر استراتيجية مالية واقتصادية تأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي تحصل في سوق النفط وباقي مصادر الدخل والتي تتأثر كثيرًا بالتقلبات التي تحصل في المنطقة والعالم جرّاء الأزمات السياسية والأمنية والعسكرية. وحذّرت الصحيفة من إمكانية تغلغل بعض الأشخاص أو الجهات عبر آليات مجموعة «فاتف» لتوجيه ضربات اقتصادية أو أمنية لإيران، مشددة في الوقت ذاته على أن مثل هذه المخاوف لا ينبغي أن تقف حائلاً دون الانضمام للمجموعة، معتبرة الفوائد التي يمكن أن تتحقق من خلال الانضمام بأنها أكبر من السلبيات التي يحتمل أن يفرزها التعامل المالي غير المتوازن بين المجموعة وأي دولة عضو في المجموعة.