في زاوية آراء كتب هاني حبيب مقالاً بعنوان : فرص غير واقعية لتشكيل حكومة إسرائيلية! ،جاء فيه : يشرع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الأحد المقبل، بعقد مشاورات مع مختلف الكتل البرلمانية بالكنيست الـ 23 لتسمية مرشحها لتشكيل الحكومة المقبلة والتي يتنافس عليها رئيسا «كاحول ـ لافان» «أزرق ـ أبيض» بيني غانتس، والليكود بزعامة نتانياهو، ونظراً لظروف «الكورونا» فإن المشاورات ستكون قصيرة وبتمثيل مختصر، ومغلقة أمام وسائل الإعلام، لكن سيتم بثها عبر هذه الوسائل، وأمس تم نشر النتائج النهائية، الا ان حزب الليكود لم يوافق عليها حسب البيان الذي نشره «أزرق ـ أبيض» على القناة السابعة، معتبراً أن ذلك يشكل سابقة خطيرة لفشل الليكود في الحصول على النتائج التي يريدها! إثر الانتخابات العامة الثانية في سبتمبر الماضي، وعلى ضوء الاستعصاء في تشكيل الحكومة، اقترح رئيس دولة الاحتلال ريفلين ان يشكل الحزبان الرئيسيان، «الليكود» و«أزرق ـ أبيض» حكومة وحدة على أن يترأس نتانياهو الحكومة لبضعة اشهر، قبل الانتقال الى تولي غانتس رئاسة الحكومة، وذلك على ضوء «الغموض» بشأن محاكمة نتنياهو في ذلك الوقت، الليكوديون ما زالوا عند هذا الاقتراح الذي جدد «أزرق أبيض» رفضه له بعد ان تعزز موقفه بتحديد موعد محاكمة نتانياهو في السابع عشر من الشهر الحالي.
ولا يبدو في الأفق، أي امكانية واقعية، لتشكيل احد الفريقين المتنافسين حكومة إسرائيلية مستقرة، بما فيها حكومة ضيقة، ورغم تفوق تكتل اليمين العددي بزعامة نتنياهو الا انه بحاجة إلى ثلاثة مقاعد، والرهان على «هروب» وانشقاق هنديل وهاوزر عن «أزرق ـ أبيض» ليس مؤكداً، فرغم انهما أقرب الى الليكود، الا ان ما يوحدهما في تكتل «أزرق ـ أبيض»، معارضتهما الشخصية لنتانياهو، كما ان رهان الليكود على عودة ليبرمان وحزب «اسرائيل بيتنا» الى التكتل اليميني لم يعد قائماً بعد اتفاقه مع «ازرق ـ ابيض» على حكومة بزعامة غانتس، بعد ان وافق هذا الأخير على شروطه، مع تجاهل ليبرمان لشعاراته المتعلقة بدعم القائمة المشتركة لمثل هذه الحكومة من الخارج، الا ان ما يميز التكتل اليميني بزعامة نتانياهو، انه يشكل كتلة صلبة، عصية على التشقق والانزياح، رغم ان التجربة تشير الى ان ذلك، ليس بالأمر المطلق، الا انه على الاقل في المشهد الراهن، فإن هذا التكتل اكثر توحداً وتآلفاً مقارنة بالفريق الآخر.
الأيام الأخيرة، حملت جهداً مثابراً من قبل «أزرق ـ أبيض» لتشكيل الحكومة ويبدو للوهلة الأولى أن هذا التشكيل أكثر واقعية مقارنة بحظ التكتل اليميني، فهي المرة الأولى، خلال الجولات الانتخابية الثلاث التي يتوجه بها هذا التكتل للقائمة المشتركة طالباً دعم الحكومة من الخارج، وهي المرة الأولى أيضاً التي يحظى بها هذا التكتل بانضمام ليبرمان «إسرائيل بيتنا» اليه، إلا ان محاولات هذا التشكيل تواجهه مشكلات عديدة، فإضافة إلى إمكانية تشرذم «أزرق ـ أبيض»، خاصة بانشقاق اشكنازي وهنديل وهاوزر، كما تشير بعض التسريبات نظراً لرفض هؤلاء تشكيل حكومة ضيقة بإسناد ودعم من قبل القائمة المشتركة، فإن هذه الأخيرة يمكن أن لا تبقى «قائمة موحدة» بالنظر إلى موقف حزب التجمع الرافض من جهته تسمية «أزرق ـ أبيض» أمام رئيس الدولة لتشكيل الحكومة، ورغم أن ذلك لا يشكل تهديداً عددياً يعيق تشكيل حكومة ضيقة، الا ان مخاطر هذا الامر تعود الى عدم امكانية تشكيل هذه الحكومة لأي سبب آخر، الأمر الذي يعني احتمالات أكبر للتوجه إلى انتخابات رابعة، حينها، وهنا مكمن الخطورة، ستفقد «المشتركة» وحدتها، وستفقد جماهيريتها ومصداقيتها، بل إن ذلك، سيوفر حظوظاً أوفر لتكتل اليمين بزعامة نتانياهو بمقاعد أكثر من كافية لتشكيله الحكومة المقبلة بنتائج الانتخابات الرابعة، إذ ان اتهامات نتانياهو العنصرية سيكون لها مصداقية، الأمر الذي يؤدي في الغالب إلى تراجع كبير في مقاعد التكتل الكبير «أزرق ـ أبيض»، خاصةً إذا ما فقد هذا التكتل العديد من أعضائه بالنظر إلى رفضهم التكتيكات التي تولاها زعماء التكتل بزعامة غانتس.
إلاّ أن ذلك ليس السبب الوحيد الذي من الممكن أن يؤدي إلى تراجع القائمة المشتركة، فقد أبعد رئيس حزب «يش عتيد» والمرشح الثاني في تكتل «أزرق ـ أبيض» يائير لبيد كتلته عن «القائمة المشتركة» فهو يقول إنه خلافاً لما يُقال، فإن «المشتركة» ستصوت لمرة واحدة لصالح الحكومة المقترحة، وهذا يعني أن مهمة «المشتركة» تنحصر في منح الثقة للحكومة، وبعد ذلك لا دورَ لها، حسب لبيد، وهو الأمر
الذي لا يمكن لـ «المشتركة» الموافقة عليه بالتأكيد، الأمر الذي يدفع احتمالات انتخابات رابعة أكثر فأكثر! .