تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (خبر) مقالا نقتطف منه ما يلي: بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً في إيران فوز مرشحي التيار المحافظ بمعظم مقاعد البرلمان، بدأت الأنظار تتجه نحو الخطوات التي يتوقع أن يتخذها أعضاء المجلس خصوصا ما يرتبط بالوضع الاقتصادي والأزمة النووية مع الغرب والتوتر القائم بين طهران وواشنطن نتيجة الخلافات المتعددة بين الطرفين في شتّى المجالات.
وقالت الصحيفة إن البرلمان الإيراني القادم أمامه سلسلة من التحديات التي لابدّ من اجتيازها بأقل التكاليف وبالسرعة الممكنة من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك الكثير من الفرص التي ينبغي توظيفها تحت قبة البرلمان لدفع عجلة التقدم في شتّى الميادين ومن بين هذه الفرص يمكن الإشارة إلى أن تركيبة البرلمان المقبل- بحسب الصحيفة- ستكون أكثر انسجاماً مقارنة بالبرلمان السابق بسبب انتماء أكثر أعضائه لتيار محدد هو التيار المحافظ في حين كانت مقاعد البرلمان السابق موزّعة بين التيارين الإصلاحي والمحافظ ، ما جعل اتخاذ القرار يمر بصعوبات مختلفة نتيجة اختلاف الرؤى السياسية من جهة، ومحاولة كل تيار لبسط نفوذه داخل البرلمان على حساب التيارات الأخرى من جهة ثانية، معتبرة هذا النوع من التعاطي بأنه غير مناسب لإدارة البلد على النحو الأفضل، مشددة على ضرورة استلهام الدروس الماضية لمنع تكرار الأخطاء السابقة.
واعتبرت الصحيفة نسبة المشاركة الشعبية غير المرتفعة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيران بأنها مؤشر على أن الشعب لم يعد يقتنع بالوعود الانتخابية ويطمح لأن يتحلى عضو البرلمان بالصفات والكفاءات اللازمة التي تتناسب مع تطلعات مختلف شرائح المجتمع في شتّى الميادين.
ولفتت الصحيفة إلى قرار رفع أسعار البنزين الذي اتخذه مجلس الاقتصاد الأعلى في إيران قبل نحو شهرين، داعية إلى معالجة هذا الموضوع باعتباره يمثل أولوية في جدول أعمال البرلمان القادم، منوّهة كذلك إلى أهمية إيصال الخدمات إلى المناطق التي تعرضت للزلازل والفيضانات في محافظات متعددة من إيران العام المنصرم باعتبارها تمثل أولوية أخرى للبرلمان فور انعقاده بعد بضعة أسابيع.
وأكدت الصحيفة أيضاً على ضرورة رفع مستوى الانسجام والتنسيق بين أعضاء البرلمان لتحقيق أعلى مستوى من القدرة على اتخاذ القرارات خصوصاً التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر وتحديداً الوضع الاقتصادي وذلك من خلال السعي لإيجاد فرص عمل كافية للباحثين عن عمل ودعم القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار والإنتاج في شتّى المجالات.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية الإسراع باتخاذ قرارات استراتيجية تمكن إيران من إقامة أفضل العلاقات مع الدول الأخرى بهدف تعزيز الروابط السياسية والتجارية والتقنية والعلمية مع تلك الدول، والأخذ بنظر الاعتبار الأزمات المتراكمة التي تواجهها المنطقة على أكثر من صعيد.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن البرلمان القادم يمثل العصب الرئيسي في مجمل العملية السياسية في إيران ولابدّ له من لعب دور كبير ومؤثر في رسم مستقبل إيران في مختلف الميادين، محذّرة من تكرار الأخطاء التي ارتكبت في السنوات الأخيرة وأسهمت في تلكؤ عمل البرلمان في العديد من المنعطفات المهمة على المستويين الداخلي والخارجي.