بالالتزام بتوجيهات ذوي الاختصاص ندفع الضرر عن أبناء المجتمع ونقي أنفسنا الوقوع في المكاره - أجرى اللقاء: سيف بن سالم الفضيلي - «بالالتزام بتوجيهات ذوي الاختصاص ندفع الضرر عن أبناء المجتمع ونقي أنفسنا الوقوع في المكاره» هذا ما أكده الواعظ بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ناصر بن عبدالله الصوافي خلال لقائنا به حول دور الوعظ والإرشاد في توجيه الناس وإرشادهم فيما يعود عليهم بالنفع لأنفسهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم. وأوضح الصوافي أن دور الوعظ والإرشاد في مثل «جائحة كورونا» بث روح الإيمان وتعزيز أواصر الصلة والتآلف والتعاون والتسامح. مشيرا إلى أن البلاء تذكير وتنبيه وإيقاظ للقلوب من الغفلة وإنذار لها من العلو والتكبر على الخالق جل وعلا، ومبينا أنه عند المحن ترتفع بين الناس الأواصر وتزداد المحبة وتتقارب القلوب بين الناس.. وإلى ما جاء في اللقاء. ❁ إعطاء الجرعات الإيمانية يدفع المسلم إلى العمل والإبداع ويحثّه على تعزيز أواصر المحبة والتآلف مع بقية أفراد مجتمعه.. ما دور الوعظ والإرشاد في هذا الجانب؟ لله في خلقه شؤون وهو بحكمته سبحانه يتصرف وفق ما يريد وكيفما يريد ووقتما يريد فلا راد لقدره ولا لقضائه ولا معقب لحكمه وأحكامه فهو سبحانه يرسل الآيات تخويفا وتنبيها وتحذيرا فما تزيد المؤمن إلا إيمانا وتسليما بقضائه وقدره ولا تزيد الكافرين إلا كفرا وعنادا وكبرا ومهما كانت الشدائد والمصائب والمحن كبيرة وعظيمة إلا أن المؤمن يعلم حق العلم بانه لن يحدث شيء في هذا الكون إلا بقدر معلوم ومقدار معلوم وزمن محدود وفق حكمة الخالق البارئ سبحانه فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ونؤمن بقوله تعالى ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم وهذا يدفع المؤمن إلى الرضا والتسليم ويبعث في نفسه الراحة والسكون والطمأنينة لأنه مرتبط بالله تعالى خالق كل شيء ومدبر كل شيء ومالك كل شيء وبيده تصريف كل شيء فما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم كل هذه المعاني إذا تمثلت للمسلم زادت من إيمانه وتسليمه بقضاء الله وقدره وبعثت في نفسه الراحة والسكينة والطمأنينة فمهما اشتدت الكُرب والبلايا والمحن فإن الله تعالى لطيف بعباده وهو العليم بأحوالهم الخبير بشؤونهم الحكيم في قضائه لهم وقدره عليهم وهنا يأتي دور الوعظ والإرشاد في مثل هذه الأزمات والملمات لبث روح الإيمان وإعطاء الجرعات ألإيمانية من خلال تعزيز أواصر الصلة والتآلف وبث روح التعاون والتسامح ونبذ العنف والتخلي عن الصفات الذميمة والكبر والحسد والبخل والشح لأن المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. ومن هنا كان علينا لزاما أن ننبه عامة الخلق ونوجههم خاصة وأننا في شهر فضيل شهر تتفتح فيه مغاليق الأمور وتستقبل النفس المواعظ وتلتزم بالأوامر وتحاول أن تتقرب فيه إلى ربها وبارئها بكل الوسائل والأساليب لأنه شهر عبادة وشهر محبة وشهر تعاون وشهر إنفاق فنستغل فرصة إقبال النفس في هذا الشهر لكي نعطي مزيدا من الجرعات الإيمانية ونبصر الناس بأمور دينهم ونحثهم على سلوك الطريق المستقيم وفهم الدين الصحيح وهنا يأتي دور أهل الوعظ والإرشاد الذين نتقدم لهم بالشكر الجزيل على جهودهم الماضية واللاحقة إلا أننا نطالبهم في هذه الفترة بالذات وفي هذا العام الذي تمر به الأمة بل العالم اجمع بأزمة الوباء والجائحة فإننا نطالبهم بتكثيف الجهود وبذل الوسع واستفراغ الجهد لإعطاء الشحنات الإيمانية وحث الناس على بذل المعروف والإنفاق والتعاون والتعاضد فشهر رمضان فرصة مواتية هذا العام لترسيخ مبدأ الجسد الواحد بين أبناء الأمة وبث روح العمل الجماعي ونفع الآخرين والانخراط في الأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع وأبناءه لما لها من الأجر والثواب الجزيل والكبير عند الله خاصة في هذا الشهر الفضيل .. ❁ مع دخول شهر الصيام لا تزال آثار الابتلاء موجودة فما الواجب على المجتمع التقيد به حتى يكون في سلامة منه بإذن الله؟ إننا نعيش وإياكم في هذه الأيام العصيبة أزمة هذا الوباء الذي قهر الله تعالى به عباده وسلطه بقدرته وحكمته عليهم لحكم عظيمة وفوائد جمة كبيرة خفيت عنا كثير منها وماعلمنا منها إلا ما توصل إليه عقلنا واهتدت إليه قلوبنا بان في هذا البلاء تذكيرا وتنبيها وإيقاظا للقلوب من الغفلة وإنذارا لها من العلو والتكبر على الخالق جل وعلا فالإنسان مهما كان قويا فهناك من هو أقوى منه ومهما بلغ به علمه فهناك من هو أعلم منه وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فلا يغتر إنسان بعلمه ولا فهمه ولا قوته ولا منصبه ولا دولته فالكون له إله يسيره ويدبره وفق مشيئته وحكمته ولما كانت هذه الجائحة قد عمت البلاد والعباد في أرجاء المعمورة وقد تبين ضررها واشتد بلاؤها وخطرها فان المسلم وهو يستقبل شهر رمضان الفضيل والمبارك وقد كانت لديه عبادات وسنن وفرائض له فيها صولات وجولات وهي من أساسيات الشهر وفضائله إلا أن الأمر اصبح أخطر مما نتصور وأشد مما نعقل ونفهم وما علينا إلا الصبر والدعاء والالتزام بالإرشادات والتوجيهات الصادرة من قبل ذوي الاختصاص وأهل الحل والعقد في هذا الأمر والدين يسر ولن يشاد الدين احد إلا غلبه فلا يشدد الإنسان على نفسه ويرهق جسده فوق طاقته بدعوى العبادة والتقرب إلى الله فالله تعالى غني عن عبادة العباد ولا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين إنما هي أعمال وفرائض وسنن شرعها للعباد لتصلح بها شؤونهم وأحوالهم وتسعد بها أرواحهم في الدنيا والآخرة واذا كانت الشريعة جاءت لحفظ النفس والمال والعرض والعقل والدين فإن تعاليم الشريعة الغراء تدفع الضر وتجلب النفع للإنسان في كل مصالحه ومنافعه فالقاعدة الفقهية تقول إن دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة والله تعالى أرحم بعباده وألطف بهم من أن يفرض عليهم أمورا تكلفهم مشقة وعناء ولربما كانت سببا في انتشار الوباء والأمراض والأسقام وموت أنفس كثيرة وهذا ما لايرضاه رب العباد ولا يقبل به فهو القائل ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما وهو القائل ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وهو القائل جل شأنه من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، كل هذه الآيات وغيرها كثير تتطلب من العبد المؤمن أن يقف وقفة تبصر وتفقه في أمور دينه فلا يتعنت ولا يتشدد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول خذوا من العبادة ما تطيقون .. فعبادة الله تعالى في كل شيء وفي كل مكان وما أعظم التآلف والتراحم في هذا الشهر المبارك خاصة ونحن نعيش هذه المحنة فتنقلب بفضل الله ورحمته منحة ربانية وهبة إلهية لترتفع بها الأواصر وتزداد المحبة وتتقارب القلوب وما أحوجنا اليوم ونحن نمر بهذه الأزمة أن نتعاون ونعين الملهوف ونساعد الفقير والمسكين ونأخذ بيد المتضررين والمحتاجين ونلتمس طريق المعوزين فنزداد في هذا الشهر أجرا فوق أجر فترتفع الأرصدة وتُنال الدرجات وتكثر الحسنات فلئن منعت المساجد والجماعات ومنع الإفطار والمأكولات فإن الباب مازال مفتوحا بل فُتحت أبواب كثيرة غيرها فتلمسوا أبواب الفقراء وبيوت الأيتام ومنازل المساكين وحوائج المحتاجين، ابذلوا لهم كل معروف واصرفوا تلك الأموال إلى المحتاجين والمعوزين والمتضررين ولتكونوا عونا لهم وفرجا لكربتهم ويسرا لضيقهم فكم لكم من الأجر والثواب والحسنات والدرجات .. نصيحة لأبناء المجتمع ❁ ما هي نصيحتك للمجتمع في هذا الشهر الفضيل؟ إن أهم ما ينبغي لنا أن نفهمه ونحن نعيش هذه الأحداث هو الالتزام بتعاليم ذوي الاختصاص وأولي الأمر ولا نتصرف وفق شهواتنا ومقتضيات رغباتنا فعلينا بالالتزام بتعليمات المختصين ونطبق نصائح وإرشادات الجهات المسؤولة ونلتزم بما ينبغي لنا أن نلتزم به وندفع الضرر عن أبناء المجتمع ونقي انفسنا وأهلينا الوقوع في المكاره وشهر رمضان المبارك فرصة ليخلو الإنسان بنفسه ويتفرغ فيه لعبادة ربه ويعلم ويتعلم مع أهله وأسرته وما اعظمها من فرصة وما أجلها من مناسبة للتعاون والتعاضد والتراحم ولو كانت الأجساد بعيدة فان هناك من الوسائل والأساليب في البذل والعطاء ما لا يحصيه إلا الله فأبواب الخير مفتحة وطرق ووسائل الطاعة كثيرة وعديدة فلا يمنعك مكوثك في بيتك من التبرع والإنفاق لصالح المحتاجين وشد أزر العاملين وتقديم النصح والإرشاد للأقربين فتزداد منزلتكم وترتفع درجتكم وتكثر حسناتكم وتكونوا إلى الله أقرب في هذه المحنة وتنقلب بكم ولكم منحة ربانية فلا تفوتوا هذه الفرصة كل بما يستطيع وما أنففتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين فديننا الإسلامي دين محبة ومودة ودين تعاون وألفة ورحمة فكونوا في شهر رمضان أشد ألفة وتعاونا وقربا، نسأل الله تعالى أن يرفع عنا البلاء ويقينا شر الأسقام والأوبئة برحمته وكرمه وعفوه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير.