وجهة سياحية مثالية لعشاق المغامرات -
استطلاع - حمد بن محمد الهاشمي -
تعتبر نيابة رأس الحد التابعة لولاية صور بمحافظة الشرقية جنوب من المواقع السياحية الطبيعية بالسلطنة، حيث تبعد عن مركز الولاية حوالي 61 كيلومترا. وتم اشتقاق اسمها من «الحد أو الحافة»، كما تعد أول مكان تشرق عليه الشمس بالجزيرة العربية.
وتعد من الأماكن الطبيعية التي تنفرد بجاذبيتها الخاصة عن باقي الإمكان السياحية، لتكون الوجهة الأولى لعشاق جمال الحياة الطبيعية، والباحثين عن الهدوء والسكون. كما تتميز بشواطئها النظيفة، ورمالها الناعمة، وتضاريسها الرائعة، وطقسها المعتدل على مدار العام. ويعد شاطئها موطنًا لبعض أندر أنواع السلاحف على مستوى العالم، حيث يمكن مشاهدة السلاحف وملاحظة عاداتها على الطبيعة، وهو ما يجتذب الآلاف من الزوار كل عام.
كـــــان لـ« الاقتصــادي» جـــــولة في نيابة رأس الحد ومقابلة السكان والزوار، وذلك للتعرف على المقومات السياحية التي تتميز بها.
في البداية حدثنا محمد بن سعيد الحربي من سكان رأس الحد عن الحصن قائلاً: إن الموقع المميز لرأس الحد الذي يفصل بين بحر العرب وبحر عمان وكذلك انفتاحها على المحيط الهندي جعلها محط أطماع دولية للسيطرة عليها، لذالك تم بناء حصن رأس الحد من قبل سكان أهل المنطقة للحماية، وقد تم بناؤه على هضبة مرتفعة تطل على الواجهات البحرية مثل: بحر عمان وبحر العرب وخور الحجر، ويتكون الحصن من قلعة وبرجين يفصل بينهم حائط كبير يبلغ عرض اﻷساس حوالي 3 أمتار، وهو أساس صلب تم بناؤه من الجص والحجر. وأضاف: عند وصول السائح أو الزائر للحصن تقابله بوابة كبيرة طولها 3 أمتار وعرضها 2.5 متر، ويوجد مقاعد على جانبي مدخل الحصن لاستضافة القبائل من داخل وخارج النيابة، كما يوجد مصبة فوق البوابة تم بناؤها لحماية البوابة، ويوجد كذلك سبلة يبلغ عرضها 3 أمتار وعرضها 4 أمتار، وتوجد صالة انتظار طولها 7 أمتار تقريبا وعرضها 3 أمتار وارتفاعها 3.5 متر، وتوجد القلعة كخط دفاع حيث يبلغ ارتفاعها 16 مترا وعرضها 13 مترا، ويتميز سقف الحصن بأنه مصنوع من حطب الساج المتين المستورد من الهند والحطب الأسود المستورد من زنجبار، وكذلك الحطب المنقوش المجوف من داخل والمستورد من زنجبار.
الشاطئ ومحمية السلاحف
من جانبه حدثنا محمد بن سالم الغزالي من سكان رأس الحد عن شاطئها ومحمية السلاحف قائلا: يبعد شاطئ رأس الحد عن ولاية صور حوالي 60 كيلومترًا، حيث إنه عندما يحين وقت الغروب يجتمع عدد كبير من السياح والزوار لمشاهدة منظر رائع وفريد من نوعه، حيث تبدأ السلاحف الوليدة بالخروج من بيضها من الشاطئ، وتنطلق في رحلة المائة عام أو أكثر، وهي تجربة مميزة يعيشها السياح في السلطنة، حيث تكثر السلاحف التي تختار السواحل العمانية مرسى لها، لتضع بيضها وتتركه هناك. مشيرًا إلى أنه يأتي دور الاهتمام العماني وحمايتها حتى وقت خروجها من بيضها إلى الانطلاق في أعماق البحر؛ فالسياح يختارون هذه الأوقات لمتابعة رحلة السلاحف خطوة بخطوة.
وعن محمية السلاحف قال: على هذا الشاطئ أُعلنت محمية السلاحف الخضراء التي تلجأ إليه وخاصة إلى شاطئ رأس الجنز التابع لنيابة رأس الحد سنويًا للتعشيش بأعداد تقدر بما بين 6000 و13000 سلحفاة.
وأكد أنه تم الإعلان عنها كمحمية طبيعية بتاريخ 23 أبريل، وتعتبر هذه المنطقة من أهمّ الأماكن الّتي تكثر فيها الطيور، حيث تضم أعدادا كثيرة من الأخوار المائيّة التي تُعدّ مرتعًا ملائمًا لأغلب الحيوانات، كخور الحجر وخور جراما، كما أنها تتميز بأهميتها في وجود أشجار القرم الصغيرة والمرجان المنتشرة على صخور الشواطئ.
وأضاف محمد الغزالي قائلاً: يعتبر هذا الشاطئ من أهم المناطق التي يمارس فيها الصيادون نشاط الصيد بشكل كبير، وأكثر السكان يمارسون الصيد لأنه يعتبر الدخل الأساسي لهم.
مشروع ديار رأس الحد
وتحدث عبدالرحمن بن مبارك الحربي من سكان رأس الحد عن مشروع ديار رأس الحد قائلا: يوفر مشروع ديار رأس الحد والذي يتبنى طراز للبيئة والمنفعة للمواطنين، وسوف يوفر المشروع صديق البيئة عند اكتماله أكثر من ٧٠٠ غرف فندقيه متوزعه على كل الفنادق. مشيرًا إلى أن هذا المشروع سيكون عليه إقبال وجذب من ناحية الزوار، وسوف يحتوي على سوق ومحلات ومتاجر. وأكد أن المنتجع والمشاريع السكنية والمزارات السياحية تلتزم التزاما تاما بأهم قواعد الاستدامة والإدارة المسؤولة للسياحة.
وأضاف عبدالرحمن الحربي قائلا: تتواكب منطقة رأس الحد مع الاتجاهات الناشئة في قطاع السياحة على مستوى العالم، وسيوفر المشروع عند اكتماله للسياح والزوار فرصة رائعة لرؤية الحياة البرية الفريدة في المنطقة، فضلاً عن توفير فرص اقتصادية واسعة لقطاع السياحة في السلطنة.
مشروع الدراجات البحرية
وكان لنا لقاء مع جمعة بن عبدالله الساعدي زائر لرأس الحد حيث تحدث عن الدراجات البحرية قائلاً: يعتبر مشروع الدراجات البحرية برأس الحد مشروعًا سياحيًا ممتازًا بمعنى الكلمة سواء كان للسياح العمانيين أو السياح من خارج السلطنة، حيث يقضي السائح وقتًا ممتعًا ومرحًا جدًا لحظة ركوب الدراجات.
وأضاف: سأشير إلى عدد من النقاط التي لا أعتبرها سلبية ولكن من وجه النقد البناء ونرجو من المسؤولين الحد منها، ومنها مكان قيادة هذه الدراجات هو معرض لمرور قوارب الصيد، وهذا طبعا لا يعطي الحرية الكافية لقواد هذه الدراجات وتسبب الخطر لهم، بالإضافة إلى عدم توفر المنقذين لإنقاذ السياح في حالة تعرضهم للغرق، ولابد من وجود إسعافات أولية في هذا المكان السياحي بأي شكل كان، كما لا بد من توفير شخص متخصص لفحص هذه الدراجات قبل استخدامها لتلاشي تعطلها وتعرض مستخدميها للخطر.
الفنادق والمنتجعات
من جانبه قال حمد بن راشد الحربي من سكان رأس الحد: يوجد بنيابة رأس الحد فندق رأس الحد، والذي يقدم خدمة استقبال السياح والزوار على مدار 24 ساعة، ويحتوي على 55 غرفة تُطلّ على البحر، صممت بهيئة قريبة إلى الأكواخ. وأضاف: يزور هذا الفندق عشّاق ممارسة الغوص والصيد، حيث تكثر في رأس الحدّ الأسماك النّادرة، واللؤلؤ، وغيرها من الكنوز البحريّة النادرة، ويقدم الفندق للزوار خدمة غسيل الملابس وخدمة غسل وكي الملابس، والغرف الفسيحة والمجهزة بأجهزة التلفاز. وأشار إلى أن النيابة تحتوي على منتجع (Ras Al jinz Turtle Reserve) الذي يتميز بديكورات دافئة، وتقع جميع المنازل الريفية القديمة على تل صغير، كما يتم تقديم المأكولات التقليدية للزبائن.
المطار
وأضاف حمد الحربي قائلاً: تهدف خطة بناء مطار رأس الحد إلى توفير الفرصة أمام السياح لتجنب السفر عبر الطريق الطويل من مسقط، كما تعتبر خطة بناء المطار جزءا من خطة أكبر لتشجيع السياحة البيئية المتكاملة كالسياحة المتعلقة بمشاهدة السلاحف خضراء الظهر المهددة بالانقراض. مشيرا إلى أن المطار لم يرَ النور إلى الآن، ويتمنى أن يتم الانتهاء منه قريبا.