حوار ـ حمود المحرزي -
رغم تأثيرات الأزمة العالمية تمكنت شركة أبراج لخدمات الطاقة من تحقيق أفضل مستوى للأرباح خلال عام 2016، نتيجة للخطوات التجارية والعملية التي اتخذتها الشركة لترشيد الإنفاق دون إضرار بالعاملين فيها.
وشركة أبراج هي إحدى شركات “النفط العمانية للاكتشاف والإنتاج” التابعة لشركة “النفط العمانية” الذراع الاستثماري للحكومة في قطاع النفط.
يقول المهندس عبدالله بن سيف الهادي الرئيس التنفيذي لأبراج في حوار خاص لـ “عمان الاقتصادي” تأسست الشركة عام 2006، وأصبحت من الشركات الرائدة في مجال خدمات آبار النفط، وهي أول شركة محلية تمارس تفتيت الصخور النفطية على مستوى الشرق الأوسط.
وتتعاقد أبراج مع شركات النفط الرئيسية فيما يتعلق بخدمات الحقول والآبار النفطية، ومن بينها تنمية نفط عمان وبي بي واوكسيدنتال وسي سي اي دي وغيرها من كبار الشركات في قطاع النفط، إذ بدأت الشركة أعمالها في مجال الحفر قبل عشرة أعوام بجهازي حفر، وسرعان ما تطورت لتمتلك اليوم 20 جهازا للحفر، وتستحوذ على حوالي 20% من الأعمال في السوق حيث تعتبر من أكبر الشركات التي تقدم خدماتها في القطاع.
يضيف: إلى جانب الحفر تقوم أبراج بخدمات توفير خرسانات لآبار النفط، ورافعات حبلية لصيانة آبار النفط، والخدمات المصاحبة لصيانة الآبار بشكل عام، إضافة الى تقديم خدمات إجراء الدراسات التقنية عليها، كما تملك الشركة تقنيات تفتيت أو تصديع الصخور النفطية لاستخراج الغاز الصخري، وهي أول شركة محلية تمارس تفتيت الصخور النفطية على مستوى الشرق الأوسط.
التوسع في الخارج
وتتولى أبراج لخدمات الطاقة أعمال تنفيذ تصاميم للآبار حسب متطلبات الشركات التي يتم التعاقد معها، وتتركز خدماتها في مرحلة التنفيذ بدءا من استلام التصميم حتى تنفيذ البئر، وتنقسم مشاريع الشركة في حقول النفط بالسلطنة إلى 12 خدمة، يقول الرئيس التنفيذي: تحصل أبراج على أعمالها عبر مناقصات عامة، وهدفها التوسع المستمر في أعمالها ولديها عدة تصورات وخطط عمل لتنفيذ هذا التوسع، أولها التوسع في الأنشطة والخدمات، وزيادة الحصة السوقية لبعض الأنشطة، كما تسعى حاليا للتوسع إلى خارج السلطنة، وأن يكون لها تواجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، والإمارات العربية المتحدة، والجزائر، فيما يتم تجنب بعض البلدان التي قد ينطوي العمل فيها على مخاطر لأسباب متعددة مثل عدم وجود استقرار سياسي أو عدم استقرار في النشاطات التجارية النفطية.
معدلات تعمين عالية
ويوضح الهادي أن الشركة نجحت في تحقيق معدلات تعمين عالية وتديرها كفاءات عمانية، بعد أن أثبتت قدرتها وإمكانياتها، بل أصبح هناك طلب كبير للاستعانة بهذه المهارات والخبرات من خارج السلطنة. وفي الوقت الحالي تبلغ نسبة التعمين قرابة 84%، وفي بعض الفترات يتجاوز التعمين هذه النسبة حسب العقود التي تحصل عليها الشركة، علما أن بعض عقود الحفر تكون نسبة التعمين بها 100%، وبشكل عام يبلغ إجمالي عدد العاملين بالشركة حوالي 2000 من العمانيين والأجانب.
تخطي التأثيرات
ويكشف الرئيس التنفيذي لشركة أبراج عن مدى تأثر الشركة بأزمة النفط العالمية بالقول: لقد أثرت الأزمة على عديد من الدول وكثير من الشركات، وبطبيعة الحال واجهت الشركة ضغوطا من كل المشغلين نتيجة خفض أسعار الخدمات التي تقدمها، لكن أبراج نجحت في تخطي التأثيرات عبر خفض أسعار العقود لضمان الاستمرارية، وفي الوقت نفسه تبنت الشركة إجراءات الترشيد في الإنفاق الداخلي من خلال عدة آليات، وتم تشكيل أكثر من 9 لجان لإدارة ترشيد الإنفاق بإعادة النظر في التكاليف والتشغيل ودراسة آليات خفض التكلفة، وانعكس ذلك إيجابا على أداء الشركة، لتتمكن بذلك من تحقيق أكبر ربحية العام الماضي رغم تبعات الأزمة، وأغلب الأفكار التي تم تطبيقها لتقليل المصروفات تعد أفكارا مستدامة تفيد الشركة حتى في السنوات القادمة.
إيجاد حلول وبدائل
وأشار الى انه من أبرز التحديات التي واجهت شركة أبراج لخدمات الطاقة بسبب أزمة النفط هي عملية التوظيف، فمع توقف العمل في أي من المشاريع التي تتولى تنفيذها الشركة يتحتم تقليل عدد الموظفين التابعين لأي مشروع يتم إيقافه من قبل الشركات المشغلة الأمر الذي قد يؤدي الى خروج كثير من العاملين فيه، وهنا يكمن التحدي الأكبر، وقد تعاملت الشركات في قطاع النفط والغاز بشكل عام بطريقة موحدة تديرها وزارة النفط والغاز من أجل إيجاد حلول وبدائل لجميع الموظفين المتأثرين في مثل هذه الحالات، وكان عدد من تم الاستغناء عنهم في أبراج قليل للغاية مقارنة بالعدد الكبير من العاملين في الشركة، وحاولنا قدر الإمكان توفير وظائف بديلة لمن تم الاستغناء عنهم أو منحهم عروضا مرضية ومبالغ مالية، نظرا لأن الشركة لا تحتاج بصفة دائمة إلى كل الخبرات والتخصصات، أو بمعنى آخر الاحتياج لتلك الخبرات يكون حسب العقود والمشاريع التي تقوم الشركة بتنفيذها، كما قمنا بعملية إحلال العمانيين بدلا من الكوادر الأجنبية.
وأكد الهادي أن 3 مشاريع تابعة لأبراج توقفت ورغم ذلك لم تستغن الشركة عن الموظفين العمانيين في تلك المشاريع وتم احلالهم بدلا من الأجانب أو تغيير وظائفهم وتدريبهم على ذلك، علما أن عدد الموظفين في كل مشروع يصل الى أكثر من 90 شخصا.
ويضيف: لقد أنشأت الشركة معهدا للتدريب يخدم جميع موظفي الشركة وينضم إليه سنويا 15 خريجا، ليتم بعد ذلك توظيفهم، ومع تخريج دفعة العام الماضي واجهتنا أزمة تراجع أسعار النفط، وهذا كان بمثابة أكبر تحدٍ لنا، وقد تجاوزناه، حيث تم تعيينهم وإيجاد وظائف مناسبة .
تنافس كبير
ومن التحديات التي ذكرها الهادي التنافس الكبير بين الشركات في العروض والمناقصات، فبسبب الأزمة أصبح التنافس أكثر قوة، رغم وجود نفس العروض المطروحة في السوق.
تخصيص الشركة
وتعتبر شركة ابراج من الشركات التي تعتزم الحكومة تخصيص جزء من رأسمالها وطرحه في اكتتاب عام خصوصا وانها مؤهلة اداريا وماليا وتحقق أرباحا كل عام، إلا أن الرئيس التنفيذي للشركة يرى انه لم يتم بعد اختيار التوقيت المناسب للطرح ويبقى قرار طرح الأسهم قرارا لمؤسسي الشركة وملاك أسهمها وليس قرار الإدارة، لكن فيما يتعلق بالشركة نفسها فإنها جاهزة للاكتتاب، وتم بالفعل تعديل الكثير من الأنظمة واللوائح الإدارية والمالية لكي تكون الشركة مؤهلة لهذه الخطوة.