يُعتبر تاج محل أعجوبة من عجائب الدنيا السبع لأسباب أكثر من شكله المهيب، فهو يضرب مثلا لرجل أحب زوجته بشدة حتى بعدما أصبحت ذكرى إلا أنه حرص على ألا تتلاشى هذه الذكرى، هذا الرجل هو شاه جهان (تعني ملك العالم بالفارسية) أو كما كان يُسمى قبل أن يصبح إمبراطوراَ للهند بـ ”شهاب الدين خُرّم الذي وُلد عام 1000 هـ (1592م) وهو ثالث أبناء الإمبراطور ”جهانكير” الإمبراطور الرابع للهند وجده الإمبراطور” أكبر”.
في عام 1612 تزوج شاه جهان من ”أرجومند بانو ببغوم” التي وقع في حبها، وعلى الرغم من أن الشاه له زوجتان أخريان إلا أنها كانت المُفضلة والتي كانت تُرافقه أينما ذهب حتى في حملاته العسكرية، بعدما أصبح شاه جيهان إمبراطورا منحها اسم ”ممتاز محل” والذي يعني “مختارة القصر” أو ”جوهرة القصر”.
في عام 1631 أثناء ولادتها لطفلهما الرابع عشر تُوفيت ممتاز محل، وهي على فِراش الموت وعدها شاه جهان أنه لن يتزوج أبدا، وبأنه سيبني لها الضريح الأعظم والأغلى على وجه الأرض، فقام ببناء أجمل آثار العالم تخليدا لذكرى زوجته الحبيبة هو «تاج محل».
تاج محل مبني كليا من الرخام الأبيض، ويتكون من مجموعة من المباني التي استغرق بناؤها 22 سنة (15 سنة لبناء الضريح و5 سنوات أخرى لبناء المآذن والمسجد والبوابة الرئيسية والحديقة ) واستخدم 28 نوعا مختلفا من الأحجار الكريمة لترصيع الضريح، وأنواع مختلفة من الرخام اُستخدمت في عملية البناء وأحضرت من مناطق وبلدان مختلفة.
وضع تصميم تاج محل المهندس المعروف بالأستاذ عيسى شيرازي وأمان الله خان شيرازي، وشيد بالمرمر الأبيض المجلوب من جدهابور على مصطبة يغطى سطحها بالمرمر الأبيض، وأقيمت عند كل زاوية من زوايا المصطبة مئذنة متناسقة الأجزاء ارتفاعها 37 م. يحيط بدائر كل منها ثلاث شرفات، وفي وسط المصطبة يرتفع الضريح في شكل رباعي، وتشغل الجزء الأوسط من البناية القبة الرئيسية، وقطرها 17 م، وارتفاعها 22.5 م.
ولكل من واجهات البناية الأربع مدخل عال مغطى بعقد، وتحت القبة الكبرى التي تعلو وسط البناية ضريح الأميرة، وإلى جانبه ضريح زوجها، وكلاهما مزخرف بالنقوش الكتابية.
يبلغ ارتفاع المبنى حوالي 61م، وكتبت عليه آيات من القرآن الكريم باللون الأسود، وتم تزويده بثلاث بوابات رئيسية، وبالدخول عبر بوابة التاج الهائلة المبنية من الحجر الرملي الأحمر، يظهر على يمين البوابة غرف العمال والمهندسين الذين بنوا المكان، وفي أعلى البوابة الضخمة تطل (22) قبة صغيرة تشير لعدد السنوات التي استغرقها بناء تاج محل.ونجد في الداخل بوابة جميلة مزخرفة غاية في الإبداع الفني مزينة بسورة (يس) من القرآن الكريم بالخط الفارسي بحروف عربية ومزخرفة برسوم إسلامية بألوان جميلة محفورة على الرخام.
في إضافة للجمال الساحر لتاج محل، يقف مبنى على الناحية الغربية للضريح وهو لمسجد “جهان نوما” المصنوع من الأحجار الرملية الحمراء، وفي مقابل المسجد يوجد دار للضيافة والاثنان معاَ، يُشكلان توازنا وتماثلا مذهلين يضيف جمالاَ على عمارة التاج.
وأعلنت اليونيسكو سنة 1983م ان تاج محل موقع تراث عالمي ووصفته بآنه: «درة الفن الإسلامي في الهند ومن اجمل نماذج التراث العالمي الفني والذي يتفق الكل على روعته». ويعتبر تاج محل من قبل العديد من أرقى الأمثلة على العمارة المغولية، وهو أسلوب يجمع بين الطراز المعماري الفارسي والتركي والعثماني والهندي.