المشروع السياحي الأول في السلطنة.. وبعد طول الانتظار - حوار - عامر بن عبدالله الأنصاري - قبل حوالي عامين من اليوم، نشرت «عمان» حوارا صحفيا مع المواطن عبدالرحمن بن أحمد بن إسماعيل الملا، من ولاية خصب بمحافظة مسندم، صاحب شركة الساحل الذهبي للسفر والسياحة، وذلك بعد أن شهد ميناء ولاية خصب إبحار حافلة تحمل اسم “باص خصب ”، وهي حافلة برمائية يستخدمها “الملا” في مشروعه السياحي، وكان منذ ذلك الوقت، وقبله بسنة، ينتظر موافقات الجهات المعنية لاستيفاء شروط الأمان والسلامة وكافة الشروط اللازمة، وبعد 3 أعوام من متابعة الاجراءات، وخمسة أعوام من اشتعال الفكرة، بدأ “باص خصب العجيب” بالإبحار بشكل رسمي، ليكون المشروع الفريد من نوعه والأول في كافة ربوع السلطنة. وحول الحافلة وآلية سيرها ومتطلبات الأمان تحدثنا مع صاحب المشروع عبدالرحمن الملا، فكان الحوار. المقومات السياحية بدأ الملا حديثه قائلا: لا يختلف اثنان على أن المقومات السياحية الموجودة في بلدنا الحبيب عمان غنية ومتوفرة في كل ركن من أركان المحافظات والولايات، وتعتبر محافظة مسندم بشكل عام وولاية خصب بشكل خاص واحدة من أماكن الجذب السياحي في البلاد، نظرا لما تحتويه ولاية خصب من خلجان بحرية رائعة وأودية جبلية ذات مناظر خلابة، وحيث إن السياحة البحرية في ولاية خصب تعتبر الرافد الأكبر للسياح القادمين إليها، فإني وجدت نفسي أبحر في الاستفسار لدى أصدقائي من أصحاب الشركات السياحية خارج الدولة وأيضا من خلال مواقع شبكة الإنترنت لأبحث عن الجديد، فطموحي دائما تقديم شيء مميز يخدم القطاع السياحي وبنفس الوقت يعمل على الجذب السياحي للبلاد، وبعد هذا البحث لفت انتباهي هذا المشروع السياحي الفريد من نوعه، فقمت باستكشافه والخوض في تجاربه من واقع معايشة الشركات العالمية المشغلة له، والوقوف على سلبياته قبل إيجابياته وخاصة بالأمور التي تتعلق بالأمن والسلامة البحرية، وكنت قد تعمدت التريث الزمني للتواصل مع معظم المشغلين والمصنعين العالميين لهذه النوعية من الباصات البرمائية بغية الوصول إلى قناعة كافية تماما بأنه مشروع يحمل في طياته كل وسائل السلامة للراكب، وقد استغرق ذلك مني قرابة سنتين كاملتين وأنا أبحث وأنسق وأتواصل مع أغلب من له علاقة بهذه النوعية من الباصات البرمائية، وكان بعد ذلك ترجمت قناعتي بالمشروع بالقيام بشراء الباص البرمائي العجيب. ثلاث سنوات وتابع: أما عن المرحلة الزمنية التي استغرقتها متطلبات الحصول على الموافقات لتشغيل المشروع فهي تقريبا ثلاث سنوات من وصول الباص إلى أرض الوطن، ومع أني التمست العذر للمعنيين على التأخير في منحي الموافقات، وذلك لعدم معرفتهم وإلمامهم بماهية هذه النوعية من الباصات البرمائية، إلا أني لم أكن أتوقع أن تطول طيلة هذه الفترة، وإن كانت هناك بعض الموافقات أخذت الكثير من الوقت والجهد إلا أني أيضا أحب هنا أن أسجل جزيل التقدير والثناء لبعض الجهات المعنية التي ساندتني بكل معنى الكلمة. حالات البحر وحول شرح آلية الباص قال عبدالرحمن: الباص البرمائي يعتبر وكأنه مركبتان مختلفتان تتسع لـ34 شخصا، مركبة برية، ومركبة بحرية، ولكنهما متصلتان ببعض، لتشكلان مركبة واحدة مزدوجة النوعية، حيث إنه على الطريق يعتبر باصًا عاديًا مثل أي حافلة سياحية برية ينتقل بين الطرق والشوارع بشكل انسيابي طبيعي، والعكس عند وصوله إلى البحر يتحول إلى سفينة بحرية مثل أي سفينة أو قارب بحري بمواصفات السفن البحرية الطبيعية بشكل كامل، وفي البحر فإن مثله مثل أية سفينة بحرية أخرى حيث العوامل المؤثرة لتسيير الرحلة البحرية تكمن في حالة الجو والبحر والمد والجزر والتي يجب أخذ الاحتياطات والحذر منها وتتبعها أولا بأول. وأضاف: هناك مواقع وبرامج إلكترونية تعرض وبشكل مباشر ومحدثة يوميا لحالة الطقس والبحر، ومن هذه المواقع ما هو مختص في البحر فقط يعرض سرعة الرياح والمد والجزر وارتفاع الأمواج وحالة البحر بشكل عام ، وهذا يتم متابعته بصفة مستمرة وقبل تسيير أية رحلة للوقوف على مدى حركة وحالة البحر بالإضافة الى التنسيق مع الأخوة في إحدى الجهات المعنية عن ما إذا كان هناك ارتفاع في أمواج البحر والحالة العامة للطقس والذي نقدر لهم تعاونهم المتميز وغير المحدود معنا. متطلبات الأمان وفيما يتعلق بمتطلبات الأمان أوضح الملا: من ناحية السلامة فإن الباص البرمائي مجهز بكل متطلبات الأمن والسلامة سواء في مساره بالبر أو في البحر، وهي وفق المعايير والشروط الخاصة بتسيير السفن البحرية، كما أنه مزود بالأجهزة الإلكترونية التي تعمل على رصد أية أمور غير طبيعية أثناء السير في البحر إلى جانب توفر سترات النجاة والمعدات الطبية الأولية وتعليمات الطوارئ، وكذلك وفي كل رحلة يتواجد الطاقم الفني المؤهل ذو الخبرة للتعامل مع أي طارئ بشكل عام وللمكائن البحرية خصوصا، مع وجود التأمين الشامل للبر والبحر والركاب. المواعيد والأسعار وأما عن مواعيد انطلاق الرحلة وأماكن التجمع والأسعار فقد قال الملا: رحلة باص خصب البرمائي العجيب تبدأ من عند مكتب شركتنا في وسط ولاية خصب، حيث يتم نقل السياح في الباص والتجول بالشوارع الرئيسية في ولاية خصب للاستمتاع بمشاهدة المعالم السياحية والنهضة الشاملة التي حظيت بها الولاية في ظل العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- والتي أصبحت شاهدا حضاريا تسر المشاهد أثناء التجول بين جنباتها، وبعد التجول بين أرجاء ولاية خصب يتم التوجه إلى البحر حيث ينتقل السائح وهو في مقعده وفي مكانه من التجول عبر الطرقات البرية ليجد نفسه يقترب من البحر شيئا فشيئا، وما هي إلا لحظات ويجد نفسه في داخل البحر وقد تحول الباص إلى سفينة بحرية تبحر به في المياه المطلة على أشهر مضيق في العالم ألا وهو مضيق هرمز، وتتغير الرؤية لدى السائح من طرقات وشوارع عادية إلى خلجان بحرية والمياه محيطة به من كل جانب فيستمتع بهذا المنظر البحري الرائع لأحد الخلجان البحرية بولاية خصب، وبعد التجول في أحد الخيران المميزة ومشاهدة المناطق البحرية المحيطة بها يتم الرجوع مرة أخرى نحو اليابسة، وهنا تبدأ مرحلة أخرى من التشويق والمغامرة بحيث إن السائح يجد الشاطئ يقترب منه وما هي إلا دقائق حتى يجد نفسه يغادر البحر ليعود مرة أخرى إلى الشاطئ والطريق البري الذي سيسلكه الباص البرمائي مرورا بأحد أهم المعالم الأثرية في ولاية خصب ألا وهو حصن خصب الشهير وصولا إلى مكتب الشركة مرة أخرى في وسط الولاية، ليكون السائح قد أمضى بذلك وقتا فيه من الإثارة والمغامرة ما يجعله حديث الذكريات المشوقة له أثناء عودته لذويه. وتابع: برنامج الرحلة يكون في الساعة العاشرة صباحا، والرحلة تستغرق تقريبا ساعة ونصف، علما بأن الأوقات قابلة للتغيير حسب الطقس وأجواء البحر، وأما عن الأسعار فهي 10 ريالات عمانية للكبار و5 ريالات عمانية للصغار دون سن 10 سنوات، كما أنها مجانية لمن هم دون السنتين برفقة ذويهم. صيانة يومية كما تحدث الملا عن الأمور المتعلقة بالجانب الميكانيكي، قائلا: الباص البرمائي لا يتطلب صيانة دورية جزئية فقط وإنما يتطلب صيانة شاملة يومية ، حيث إنه بعد الانتهاء من الرحلات اليومية يتم تنظيف وغسيل وتشحيم الباص بالكامل، حتى لا تترسب عليه مياه البحر المالحة، مع مراعاة أن يتم ذلك بعناية حتى لا يؤثر على أية قطعة أخرى من القطع الإلكترونية الحساسة الموجودة بين جنبات الباص، علما بأني قد خصصت موقعًا مهيأ للعناية بالباص على مدار الساعة. خوف تشويقي وتطرق الملا إلى تجربة الزوار، إذ قال: دائما نسمع أن هناك مغامرات سياحية يشعر فيها الإنسان بالخوف، إلا أن هذا الخوف يمكن تسميته بالخوف التشويقي، والإثارة التي تُحدثه تجربة رحلة باص خصب البرمائي العجيب للسائح كبيرة وممتعة، حيث إن أحاسيس السائح تكون مليئة بالمشاعر الجميلة المختلطة التي تدخل السعادة عليه خاصة عند اقترابه للبحر وهو يشاهد نفسه يقترب أكثر وأكثر إلى البحر وهو في مكانه وجالس على مقعده وبنفس اللحظة تتحول الأجواء والطبيعة من حوله من ملامح البر إلى ملامح البحر، دون الاضطرار إلى الوقوف والنزول من الباص ثم ركوب سفينة بحرية، إنما يحدث ذلك خلال ثوانٍ من البر إلى البحر في الذهاب والعكس من البحر إلى البر في العودة، هنا تجد السائح يركز و ينظر بلهفة حوله وقد تنتابه العديد من الأفكار والمشاعر بين الإثارة والقلق والترقب والبهجة والسرور، كلها في وقت واحد وهذا هو الإبداع في هذا المشروع الفريد والأول من نوعه في سلطنة عمان. واختتم عبدالرحمن الملا حديثه قائلا: إني أدعو الجميع الصغار والكبار للقيام بتجربة هذه الرحلة المثيرة في باص خصب البرمائي العجيب للتعرف عن كثب على هذه المغامرة المشوقة التي ستنقلهم إلى عالم الإثارة والبهجة، حيث إن متعة الرحلة تجذب جميع المراحل السنية.