بركاء - سيف السيابي وسامي البحري - أقامت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة ممثلة بدائرة تنمية الموارد البشرية معرض الإبداعات الطلابية الثالث بعنوان (التراث فن)، وذلك بمركز جراند سنتر بركاء تحت رعاية سعادة الدكتور عصام بن علي بن أحمد الرواس نائب رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وحضور عدد من المسؤولين والمشايخ والتربويين والطلبة وجمع من المهتمين. ويستمر أسبوعا بمشاركة 27 مدرسة من مدارس الصفوف (11-12) بالمحافظة التعليمية. ويتضمن 66 عملا فنيا تتنوع بين الباب التراثي والنافذة التراثية. ويهدف المعرض إلى تعريف المجتمع بالعلاقة الجمالية بين الفنون والتراث العماني في لوحات إبداعية للأبواب والنوافذ العمانية. كذلك إبراز دور مناهج الفنون التشكيلية في إحياء التراث العماني والاهتمام به فنيا وجماليا. إضافة لتعزيز قيم الانتماء والولاء الوطني للطلبة وزوار المعرض الفني والمهتمين بالفن التشكيلي، وتحقيق التكامل الفني من خلال تبادل الخبرات الفنية بين المشاركين في المعرض. كما يمثل المعرض خطوة مهمة للحفاظ على التراث وغرس جمالياته لدى الطلبة. كما تم تدشين الصالون الثقافي للفنون التشكيلية كفعالية مرافقة لمعرض الإبداعات الطلابية الثالث في مركز جراند سنتر بركاء تحت مسمى «التراث فن» في جلسة حوارية نقدية قدمها الدكتور محمد بن حمود العامري أستاذ المناهج وطرق تدريس التربية الفنية المشارك، ورئيس وحدة الخبرات الميدانية والتدريب الميداني بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس. ويهدف الصالون الثقافي إلى تبادل وجهات النظر حول بعض قضايا الفن التشكيلي. والتعرف على المداخل المختلفة لنشر الثقافة التشكيلية في المجتمع العماني. إضافة لمحاولة البحث عن نقاط الالتقاء بين اتجاهات الفكر المختلفة والارتقاء بها بما يدعم قضايا الفنون التشكيلية والحركة التشكيلية في السلطنة. كذلك تجديد لغة الحوار حول بعض قضايا الفن التشكيلي وحفز جهود المثقفين والفنانين. ويستهدف الصالون الثقافي جميع شرائح المجتمع المحلي والدولي من خلال اللقاءات الدورية التي ينظمها بمشاركة الفنانين التشكيليين والباحثين في الفن التشكيلي والحركة التشكيلية والأكاديميين في الفن التشكيلي وطلبة المدارس والمهتمين بالحركة التشكيلية. من جانبه قال حمود بن صالح بن محمد اللمكي مدير مساعد دائرة تنمية الموارد البشرية للإشراف بتعليمية جنوب الباطنة: إن الحفاظ على التراث العماني الأصيل شكل ركيزة أساسية، وقد امتد الاهتمام بالتراث العماني إلى العناية بالحرف الوطنية التقليدية والحفاظ عليها برغم التطور الهائل في أدوات ووسائل الإنتاج. وأضاف: تعد الأشغال الخشبية التي حفرتها أيادي الفنان العماني على أبواب ونوافذ الآثار العمانية في الحصون والقصور والبيوت آيات جمالية تظهر أيقوناتها الحس الفني العالي لهذه النقوش. كما تنوعت الأشغال الخشبية التي خلدتها الأبواب والنوافذ بين الشكل الهندسي المتقن أو الرسوم . وأضاف: قطعت الحركة التشكيلية في السلطنة شوطا كبيرا خلال السنوات الماضية، وتمـكنت من إيجاد مساحة خاصة بها متمـيزة بذاتها رغم تعدد الاتجاهات داخلها واختلاف التجارب المحركة لها، لذلك جاء تنظيم هذا المعرض بمشاركة الطلبة وإشراف الكوادر التربوية المجيدة في هذا الجانب. وأكدت المشرفة الأولى للفنون التشكيلية بتعليمية المحافظة خولة بنت عبدالله بن شعبان الفارسية: للفن دور إيجابي في تنمية التذوق الفني والحس الجمالي للمجتمع إضافة لتعزيز الهوية الثقافية وروح الانتماء الوطني. ثم قالت: وهنا يأتي دور كل من المدرسة والمؤسسات الفنية في السعي نحو الارتقاء بثقافة المتابع العادي للفن أو المحب له، وذلك من خلال إيصال المعلومات المتنوعة والمتجددة في مختلف وسائل التواصل الإعلامية والمجتمعية. وأوضحت: بناء على مبدأ إن تباين الآراء هو المدخل لإثراء الوعي بالأفكار، وإن الانفتاح على الآخر هو المدخل لإغناء الذات، وجاءت فكرة إنشاء صالون ثقافي للفنون التشكيلية بجنوب الباطنة؛ تلبية لحاجة المجتمع المحلي إلى مساحة مستقلة، لاحتضان وتنمية الطاقات الإبداعية الكامنة، وتبادل المعرفة والخبرات، وتحفيز التفكير والنقاش، وبناء القدرات الفنية والأدبية والنقدية وتطويرها.