أحيت شمس الأغنية اللبنانية الفنانة نجوى كرم حفلًا فنياً على مسرح مدينة العرفان بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، في ليلة استثنائية حضرها عشاق الصوت اللبناني الجبلي من مختلف الجنسيات، وأدت الفنانة اللبنانية ومايسترو الحفلة التي شاركها فيها 7 مغنيين كورال و6 عازفي كمان وعازف عود وعازفا جيتار، وعازف لآلة القانون وعازف ناي، وعازف المِيلاف أو الأكورديون وهي آلة موسيقية تشبه الحقيبة وتحمل باليد وتتألف من منفاخ هوائي وأزرار ومفاتيح شبيهة بمفاتيح البيانو، بالإضافة إلى الإيقاعيين كضارب طقم الطبول أو كما تسمى (الدرامز) وزملائه الثلاثة ضاربي الطرنجات وضارب الدربوكة الذي حرك إيقاع طبله قلوب الجماهير.

بدأت الحفلة بغناء الكورال مطلع أغنية "طلي طلي علينا طلي .. صوتك شمس اللي بتدفينا" ترحيباً بشمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم لترحب بعدها الفنانة بجمهورها بمطلع الكوبليه الثاني "يامرحبا يا ليل يامرحبا ويا كل احبابو ... الليلة السهر تالليل ينعسو ويسكرو بوابو". ولم يخلُ الحفل من لمسة وفاء ومحبة لسلطنة عمان في أغنيتها الثانية بعد أن أعادت نجوى كرم أداء أغنيتها الخاصة بعُمان، والتي كتبت وأُطلقت في التسعينيات، مشيرةً إلى أن هذه الأغنية هي جزء من قلبها، وفي كل مرة تزور فيها عُمان تحرص أن تبدأ بها كتحية تقدير لهذا البلد العزيز وشعبه الكريم. وبعدها أمتعت الجمهور بأكثر من 15 أغنية من أبرز أعمالها تنوعت بين القديمة والحديثة تنقلت بين "الوفاء مثل الشمس" و"هيدا حكي" ،"خليني شوفك" و"بالروح والدم" لتنتقل بعدها إلى الغناء برتم متسارع أحبه الجمهور غنت فيه "تعا نقعد سوا" و"عاشقة اسمراني" و"خطفوني وخطفوه" و"حكم القاضي" وغيرها الكثير مما استمتع به جمهورها ورقص معه لتختتم حفلتها بأغنية " يلعن البعد.. يلعن الجفاء" تعبيراً عن حزن فراقها لجمهورها الذي استمتع معها في ليلة طربية.

وفي حوار مع شمس الأغنية نجوى كرم بعد حفلها في عُمان أوضحت قائلة: كنت أصرّ على ألا أجعل الجمهور يجلس، دائماً أحب أن أرى الجمهور يعبر عن فرحته وسعادته، سواء بالتصفيق أو الوقوف أو حتى الرقص، مشيرة إلى أنها شعرت بسعادة كبيرة لأنها استطاعت أن تخلق تفاعلاً بين ما قدمته من أغانيها القديمة والجديدة، وأضافت قائلة: هذا دليل على أنهم يحملونني في ذاكرتهم، سواء من الماضي أو الحاضر، فالجمهور كان رائعاً، وأعطاني طاقة كبيرة، وحققت معهم لحظات لا تُنسى. وعن محاولتها للغناء باللهجة العمانية أو الخليجية أوضحت بأنها لم تحاول بعد ولكنها لا تمانع إذا توفرت الفرصة المناسبة، موضحة أن اللهجات العربية كلها جميلة، لكن تحب أن تتمسك بهُويتها ولهجتها اللبنانية، ولأن الخوف يتملكها من أن تؤدي لهجة غير لهجتها وأن لا تبرع في تقديم الفن بتلك اللهجة، لذلك تصر على الغناء بصوتها الجبلي وبلهجتها اللبنانية، وهذا لا يعني أنها لا تقدر اللهجات الأخرى.

وحول اختيار أغنية من أغانيها لتبقى خالدة بعد 100 سنة أشارت إلى أن هذا سؤال صعب جداً فكل أغنية قدمتها كانت تحمل جزءا منها، ولكنها تعترف أن لديها ضعفا تجاه أغاني التسعينيات، تلك الأغاني التي قدمت فيها نموذجا عن بلدها يشبه لون جبال لبنان وتراثه، وتعتقد أن هناك مجموعة من أغانيها ستبقى في الذاكرة وستكون جزءًا من الفلكلور في المستقبل والدليل أن مسيرة 30 سنة من الفن ومازالت تعطي أغاني من ذلك العمر والناس ما زالت ترددها ولم تشعر بالملل منها لأنها كانت مرحلة غنية بالمشاعر والأصالة.

وعن توحيد الفن للشعوب، أشارت الفنانة نجوى كرم إلى أن الموسيقى والصوت يمكن أن يكونا للجميع، فالفن رسالة سامية يجب أن تتجاوز الحدود والطوائف، وأن تكون للجميع دون استثناء، فعندما يكون الفنان صادقا في فنه، يستطيع أن يوحد القلوب ويجمع الشعوب.

وعن الحلم الذي لم تحققه شمس الأغنية بعد؟ أكدت أنها تحققه الآن من خلال "مومنت ايفنت" وهو أن تجول كل مسارح الأوبرا أو كل المسارح الكبيرة والمهمة في العالم وليست الموجودة فقط في الخليج والعالم العربي ولكن حتى في أوروبا، مشيرةً إلى أن حفلتها القادمة ستكون في أمستردام في الثامن من فبراير وستكون لها حفلات في ألمانيا، السويد، وتركيا مع شركة أنقذت الفن الذي بدأ في التسعينيات وعمل حجر على حجر ليبني كوخ صغير بمملكة الفن ليحقق أحلامه في هكذا مسارح، فقد استطاعت "مومنت ايفنت" أن توصلهم إليها بوقت قصير، وأضافت قائلة: "لا أتحدث عن نفسي بل بشهادة الكثير من الفنانين في العالم العربي".