أشاد تربويون بمدى نجاح مشروع السلاسل العالمية لمناهج اللغة الإنجليزية للصفوف (1- 4) الذي بدأت وزارة التربية والتعليم في تطبيقه بمدارس الحلقة الأولى، والذي أسهم في تطوير مهارة اللغة الإنجليزية كتابة وقراءة لدى الطلبة في مرحلة مبكرة ، مؤكدين أن السلسلة الدولية استعانت بأساليب تعليمية متنوعة مثل الكتب التفاعلية والتطبيقات الرقمية والمواد السمعية والبصرية والألعاب اللغوية.

وقالت رائدة بنت حمد الهاشمية معلمة لغة إنجليزية من مدرسة جماح للتعليم الاساسي (5-9) بمحافظة الداخلية: السلسلة العالمية لمناهج اللغة الإنجليزية تقدم نقلة نوعية في تطوير مهارات اللغة الانجليزية لدى الطلبة، ورغم التحديات فإن فوائدها التعليمية الكبيرة تجعلها استثمارًا مهمًا في مستقبل التعليم، ومن خلال التحسين المستمر والدعم والتخطيط الملائم يمكن تجاوز العقبات وتحقيق نتائج متميزة.

وأضافت تهدف السلسلة العالمية إلى تطوير مهارات اللغة الإنجليزية للطلبة في القراءة والكتابة والتحدث والاستماع بشكل مكثف ومتقدم، حيث تتميز السلسلة بوضوح الأهداف لكل من المعلم والطالب وولي الأمر، وتنظيم المناهج بشكل موضوعي حيث تتناول كل وحدة موضوعا محددا وعرض المفردات بطريقة مترابطة مع نصوص قرائية تسهم في تعزيز فهم الطالب لاستخدامها وسياقها واحتوائها على أنشطة استماع وقواعد متكاملة تتماشى مع محتوى الوحدة مما يساعد في تطبيق هذه المهارات في مهارة الكتابة بطريقة مترابطة وهادفة.

وأشارت الهاشمية إلى أن السلسلة العالمية تتناسب مع مستويات الطلبة، خصوصا إذا تم تطبيقها من الصف الأول واستمر الطالب فيها عبر المراحل الدراسية، ومع ذلك واجه أغلب المعلمين بعض التحديات عند تطبيقها للطلبة في المراحل المتقدمة الذين لم يبدأوا باستخدامها من الصف الأول، ففي البداية ظهرت الصعوبات والإعراض من قبل المعلمين والطلبة وأولياء الأمور، لكن مع مرور الوقت والتعود عليها تلاشت الكثير من العقبات وتمكّن معظم الطلبة من التكيف مع المنهج. موضحة أن السلسلة ساهمت بشكل ملحوظ في تحسين مستوى الطلبة جراء احتوائها على مفردات متقدمة وكثيرة تعرض بطريقة مترابطة وجذابة ضمن وحدات الكتاب وإثراؤها بالقواعد المهمة التي تساعد على التقدم في استخدام اللغة، ومن الملاحظ أن المنهج الجديد توجد فيه مفردات وقواعد كانت تدرس سابقا في مستويات أعلى، على سبيل المثال يحتوي منهج الصف الخامس على مفردات وقواعد كانت تدرس في الصفين الثامن والتاسع في المناهج القديمة، ورغم التحدي المبدئي إلا أن الطلبة أظهروا تطورا واضحا بفضل التدريس والتدريب المستمر.

كما أضافت الهاشمية أن السلسلة استعانت بأساليب وأدوات تعليمية مساندة في توفير نسخة رقمية لبطاقات الكلمات والصور الموجودة في المنهج وتوظيف تقنيات إلكترونية حديثة لتعزيز تجربة التعلم، بالإضافة إلى ذلك يبدع المعلمون في تطبيق استراتيجيات متنوعة مثل برامج الذكاء الاصطناعي لجعل المنهج أكثر متعة وسهولة للطلبة. إلا أنه في بعض الأوقات يواجه المعلمون بعض التحديات خصوصا طول المنهج وتنوع أنشطته يجعله طويلا ولا تكفي الحصص الدراسية المخصصة لتغطيته بالشكل المطلوب كما أن تفاوت مستويات الطلبة داخل الغرفة الصفية يؤدي إلى صعوبة تنفيذ الدروس كما هو مخطط لها.

أنماط تعليمية منوعة

من جانبها قالت نجلاء بنت مبارك بن سالم المخينية، معلمة لغة إنجليزية بمدرسة الفلك للتعليم الأساسي (١-٤) بولاية بركاء: السلسلة العالمية تهدف إلى تنمية المهارات اللغوية الأساسية وتطويرها بشكل متكامل، بينما المناهج التقليدية قد تركز على الحفظ والقواعد أكثر، كذلك التعرف للثقافات العالمية وتتيح السلسلة للطلبة فهم الثقافات المختلفة من خلال النصوص والمحتوى العالمي، في حين المناهج التقليدية غالبًا ما تكون محلية الطابع، وتوفر السلسلة عادة أنشطة متنوعة بمستويات مختلفة لتلبية احتياجات جميع الطلبة، كذلك تحتوي على تدريبات إثرائية للطلبة المجيدين وأنشطة دعم للطلبة ذوي الأداء الأقل. كما تهدف إلى تعزيز الثقة وتشجيع الطلبة على التحدث بطلاقة وممارسة اللغة في مواقف يومية، كذلك اكتساب المفردات والتراكيب بشكل أوسع، وأيضًا تساعد على تطوير الأسلوب النقدي والأسلوب الإبداعي اللذين يتضمنان مهام عمل مختلفة واستراتيجيات متعددة مثل حل المشكلات والمناقشات الجماعية.

وأضافت المخينية أن السلسلة العالمية استعانت بأساليب تعليمية متنوعة مثل الكتب التفاعلية والتطبيقات الرقمية والمواد السمعية والبصرية وكذلك الألعاب اللغوية والتقييم المستمر. إلا أن ثمة تحديات تواجه بعض المعلمين الذين يحتاجون إلى تدريب إضافي لفهم طرق تدريس السلسلة العالمية، كذلك تفاوت مستويات الطلبة؛ فقد تتطلب السلسلة العالمية مجهودًا إضافيًا من المعلم لتلبية احتياجات الطلبة ولتفاوت قدرات الطلبة ومدى استيعابهم، وأيضًا قلة الموارد في بعض المدارس مثل نقص الأجهزة التقنية المطلوبة لتطبيق الأنشطة الرقمية.

وأفادت سارة البلوشية معلمة لغة إنجليزية من مدرسة البركة للتعليم الأساسي بمحافظة جنوب الشرقية بقولها: تسعى السلسة العالمية إلى إنشاء جيل متقدم بمهارات جديدة متقدمة ومتطورة بشكل مختلف تماما عن المهارات أو المعلومات التقليدية التي ظلت تدرس لسنين عديدة، ومن وجهه نظري السلسلة العالمية لا تتناسب مع مختلف مستويات الطلبة؛ لأنها قد تكون متقدمة جدًا لبعض الطلبة الذين يعانون من صعوبات بحيث تكون غامضة ويصعب فهمها إذا ما تم مقارنتهم مع باقي الطلبة جيدي المستوى، وأضافت من الأساليب التعليمية لسلسلة العالمية استخدام السماعات الذكية، وبرامج الذكاء الاصطناعي التي تعددت في هذا الزمن وساعدت في تنوع المحتوى الدراسي وأساليب تقديمه للطلبة، ومن التحديات التي تواجهنا تفاوت مستويات الطلبة وعدم فهم بعض الطلبة ذوي المستويات المنخفضة بعض الدروس المتقدمة عن مستواهم مما لايدع مجالا للشك أن أغلب الدروس للمستويات العليا، بالإضافة إلى حاجة بعض المعلمين إلى المزيد من الدورات المتخصصة ببرامج الذكاء الاصطناعي للمساعدة في شرح الدروس.

معايير التعلم

من جانبه قال يوسف الهدابي مشرف أول لغة إنجليزية: إن السلسلة العالمية لكتب (بيرسون)، جاءت ضمن خطة تطوير المناهج الزمنية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم لتحديث وتطوير المناهج في الوزارة وليست قرارا مفاجئا أو غير مدروس، حتى تتماشى مع التطورات الحديثة والتحديث الطبيعي للمعارف والعلوم شيء لا يتوقف، و⁠هنالك هيكل متعارف عليه في دائرة تطوير مناهج العلوم الإنسانية وإطار ووثيقة خاصة بمحتوى كل مادة تندرج أسفله مجموعة من الأهداف العامة والمخرجات التعليمية تسمى مصفوفة أهداف ومخرجات التعلم لكل مادة، هي من يحدد هذه المعايير التي تدخل في كل مادة.

وأضاف الهدابي أن كلا من المعلمين والمعلمين الأوائل والمشرفين والمشرفين الأوائل وأخصائي تقويم وأخصائي مناهج وغيرهم خضعوا إلى تدريب خاص لتدريس السلسلة العالمية. أما عن نتائج الطلبة مقارنة بالأعوام السابقة فقد أشار إلى أنه لا يمكن الحكم على تجربة السلاسل الدولية خلال سنة أو سنتين وإنما يأتي ذلك لاحقا، وتتوفر مجموعة من الإجراءات يجري العمل عليها لتقييم هذه المناهج من خلال زيارات المشرفين التربويين وأخصائي المناهج، وهنالك أيضا زيارات خاصة من دائرة تطوير المناهج لتقييم هذه السلسلة بالإضافة إلى مجموعة من الاستبانات والمقابلات مع المعلمين والطلبة.