شهد مهرجان الألعاب التقليدية للفتيات الذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب صباح اليوم في الصالة الفرعية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، حضورًا واسعا وتفاعلا مميزا بمشاركة 120 طالبة من مدارس محافظة مسقط، وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود الوزارة للحفاظ على الموروث الثقافي والرياضي العماني، حيث ركز المهرجان على التعريف بالألعاب التقليدية الخاصة بالفتيات وتطبيقها عمليًا، مع توثيق قواعدها وشرح آليات تنفيذها بطرق تفاعلية جذابة.

وتضمن المهرجان مجموعة من الألعاب العمانية التقليدية مثل: لعبة الغميضاء، لعبة خوصه بوصه، لعبة الدروازة، لعبة النطاطية، لعبة ختم عشرين، لعبة الحصية، لعبة الشباكية، ولعبة اللقف، وقد لاقت هذه الألعاب تفاعلا كبيرا من الطالبات المشاركات ومعلمات الرياضة المدرسية، حيث قدمت بطريقة ترفيهية وتعليمية تسهم في تعزيز ارتباط الطالبات بالموروث الثقافي العريق.

وهدف المهرجان إلى نشر الألعاب التقليدية بين الأجيال الناشئة، وتعزيز قيم الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال الرياضة، بالإضافة إلى تدريب معلمات الرياضة المدرسية على أساليب تطبيق هذه الألعاب داخل المدارس، كما سلط المهرجان الضوء على محور الوزارة "الرياضة والبيئة المستدامة" لتعزيز مفهوم "الرياضة الخضراء" كأحد الاستراتيجيات الحديثة التي تتبناها الوزارة.

إحياء الألعاب التقليدية للفتيات

وحول تنظيم المهرجان قال سلطان السناني رئيس قسم الرياضات والألعاب التقليدية العمانية في دائرة النشاط الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: المهرجان جاء تتويجًا لجهود متواصلة بدأت منذ نحو عامين، بهدف حصر وتقنين وتوثيق الألعاب التقليدية العمانية الخاصة بالفتيات، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب حرصت خلال هذه الفترة على توثيق الألعاب وفق منهجية دقيقة تضمن الحفاظ على التراث العريق وتقديمه للأجيال الجديدة بأسلوب يواكب تطلعاتهم، مع الالتزام بتسجيل القواعد الأساسية لهذه الألعاب وتفاصيل ممارستها.

وأشار السناني إلى أن المهرجان يمثل مرحلة مهمة لتطبيق هذه الألعاب المقننة على أرض الواقع، من خلال الفعاليات التفاعلية التي تسهم في تعزيز وعي الطالبات ومعلمات الرياضة المدرسية بأهمية هذا الإرث الثقافي، وأضاف: نحن نركز اليوم على إعادة إحياء هذه الألعاب من خلال ممارستها عمليًا في المهرجانات، كخطوة أولى نحو دمجها بشكل أكثر انتظامًا في الأنشطة الرياضية، خاصة في المدارس.

وأوضح السناني، أن الوزارة تعمل حاليًا على إعداد كتيب خاص بالألعاب التقليدية للفتيات، والذي سيتم إصداره بعد استكمال مرحلة التطبيق والتقييم، وأشار إلى أن الكتيب سيتضمن توثيقًا شاملًا للألعاب التقليدية، بما في ذلك قواعدها، كيفية ممارستها، وأهميتها، ليكون مرجعًا معتمدًا للمدارس والمؤسسات الرياضية والثقافية.

كما بين السناني، أن نجاح المهرجان جاء نتيجة للتعاون المشترك مع الاتحاد العماني للرياضة المدرسية، الذي كان شريكا أساسيا في تنفيذ هذا الحدث، وأضاف: إن الفعالية شهدت مشاركة 120 طالبة من مدارس محافظة مسقط، الأمر الذي يعكس حرص الوزارة على تعزيز مشاركة الجيل الناشئ وربطهم بتراثهم الثقافي.

وأكد السناني، أن فعاليات المهرجان أُديرت بواسطة فريق الألعاب التقليدية العمانية، الذي يتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال، وقال: وجود متخصصين لديهم معرفة دقيقة بقواعد الألعاب التقليدية وآليات تنفيذها أسهم بشكل كبير في تقديم الفعالية بصورة مميزة، حيث تم تطبيق الألعاب بطريقة تفاعلية وتعليمية، مما أسهم في جذب الطالبات وزيادة وعيهن بأهمية هذا الإرث الرياضي. وشدد السناني على أهمية الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات، مشيرًا إلى أن مهرجان الألعاب التقليدية يعزز مكانة التراث العماني، ويدعم جهود الوزارة في نشره والحفاظ عليه للأجيال القادمة.

إصدار كتيب للألعاب التقليدية

من جانبه تحدث يونس الحراصي عضو فريق الألعاب التقليدية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، عن الدور الحيوي الذي يقوم به الفريق في تعزيز ونشر الألعاب التقليدية في مختلف أنحاء سلطنة عمان، وأكد أن الفريق يهدف إلى إحياء هذا الإرث الثقافي الغني والمحافظة عليه، من خلال تنظيم فعاليات ومهرجانات تسلط الضوء على تنوع وجمال هذه الألعاب، وأوضح الحراصي، أن الفريق سبق وأن نظم مهرجانات متعددة على مستوى المحافظات والأندية والفرق الأهلية لتوثيق وإبراز الألعاب التقليدية للذكور، أما فيما يتعلق بالألعاب التقليدية للفتيات، فقد أشار إلى أن المهرجان الحالي يعد الأول من نوعه، وعلل ذلك بعدم وجود توثيق سابق للألعاب التي كانت تمارسها الفتيات العمانيات، مما دفع الفريق إلى بذل جهود مكثفة لحصر هذه الألعاب ودراستها.

وأضاف الحراصي: خلال النسخة الأولى من المهرجان، تم استقطاب عدد كبير من الفتيات للمشاركة، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير بهذا الجانب، ونجح الفريق في توثيق 16 لعبة تقليدية للفتيات، حيث سيعمل على تطويرها بشكل ممنهج، وكشف الحراصي عن خطة الفريق لإصدار كتيب خاص يضم تفاصيل هذه الألعاب، بهدف تعريف الأجيال القادمة بها والحفاظ عليها كجزء من التراث الثقافي الوطني.