يعثرُ الرجل بسهولة على ملايين الأعذار لرجل مثله يجنح عن جادة الصواب ويأتي بأفعال مُستهجنة غير سوية، فأخطاؤه استنادًا إلى تفسيرنا الضيق لمفهوم «الذكورية» ونتيجة للصورة الذهنية العالقة في أذهاننا لامتيازاتها «قابلة للرتق» والإصلاح بقليل من الجُهد وإن عظُمت.
تتجاوز المجتمعات المتكئة على التقاليد المتوارثة والأعراف السالبة عن أخطاء أبنائها الذكور بل وتتفاخر بها في بعض المواقف ولو كانت بصورة غير مُعلنة فالقاتل شجاع لا يهاب الموت من أجل أخذ ثأر قديم، واللص رجل ذكي استفاد من ظروف مواتية كان سيستفيد منها غيره لولا نباهته والمتغطرس صاحب شخصية قوية يصعب تكرارها والمتحايل قناص للفرص، وفاقد المروءة منفتح تخطى مرحلة التحفظ والتزمت في الوقت الذي تُحسب فيه على المرأة أصغر زلاتها وتُعاملُ نتيجة لذلك كمجرمة تستحق الطرد من رحمة الله ورأفة عباده.
تُلاحِق المرأة أخطاء الماضي التي لن تخرج بطبيعة الحال عن كونها «بشرية» وتطاردها حتى في قبرها فعند أصغر موقف تُبعث سيرتها وتُفتّح الملفات القديمة دون أدنى اعتبارات لكرامة ميت أو اتقاء لجرح حي.
وليس من الغرابة أن تنعكس نتيجة تلك الهفوات على الأجيال التي ستأتي مستقبلًا كون الذاكرة الجمعية للمجتمعات التقليدية مُحصّنة لا يأتيها النسيان من بين يديها ولا من خلفها إذ تنقُل الأجيال للأجيال التي تأتي بعدها حيثيات ما سُجل من عثرات وتضيف لها بما يتفق والموقف إلى حد أنها تتسبب في تعثر علاقات إنسانية عذبة مهيأة للولادة وقابلة للإزهار أو تسهم في تدمير ما هو قائم منها.
إن عدم الموضوعية التي تتعاطى بها بعض المجتمعات مع ماضي المرأة يثير الدهشة وهو إن دل على شيء فإنما يدل على ازدواجية المعايير التي نوظفها في الحكم على الأشخاص إذا ما اعتبرنا أن مفهوم «الخطأ» واحد وطبيعة مرتكبه البشرية واحدة وأن ما قد تقع المرأة فيه من أخطاء حتمًا سببه رجل وليس كائنا قادما من الفضاء.
ولعل الغريب في الأمر أن مستوى الوعي والتعليم والثقافة الذي قد يناله الأفراد لم يتمكن بعدُ من القضاء على الفكرة السائدة بأن خطأ المرأة صغُر أم كبُر «عار» لا يمكن غسله بينما خطأ الرجل لا يعدو أن يكون «سوء تقدير» قابل للتصويب وأن ما يمكن أن يعيبه فقط هو جيبه، ما يدعو للدهشة أننا نتجاوز حقيقة أن لدى رب البشر جميعهم تعريفا واحدا لمفهومي الخير والشر لا ثالث لهما وأنه لا يُفرق بسبب الجنس في الجزاء الذي يكون على صورة ثواب أو عقاب.
النقطة الأخيرة..
يقول دوستويفسكي:
«إذا ركبت القطار الخطأ، حاول أن تنزل في أول محطة، لأنه كلما زادت المسافة، زادت تكلفة العودة».
تتجاوز المجتمعات المتكئة على التقاليد المتوارثة والأعراف السالبة عن أخطاء أبنائها الذكور بل وتتفاخر بها في بعض المواقف ولو كانت بصورة غير مُعلنة فالقاتل شجاع لا يهاب الموت من أجل أخذ ثأر قديم، واللص رجل ذكي استفاد من ظروف مواتية كان سيستفيد منها غيره لولا نباهته والمتغطرس صاحب شخصية قوية يصعب تكرارها والمتحايل قناص للفرص، وفاقد المروءة منفتح تخطى مرحلة التحفظ والتزمت في الوقت الذي تُحسب فيه على المرأة أصغر زلاتها وتُعاملُ نتيجة لذلك كمجرمة تستحق الطرد من رحمة الله ورأفة عباده.
تُلاحِق المرأة أخطاء الماضي التي لن تخرج بطبيعة الحال عن كونها «بشرية» وتطاردها حتى في قبرها فعند أصغر موقف تُبعث سيرتها وتُفتّح الملفات القديمة دون أدنى اعتبارات لكرامة ميت أو اتقاء لجرح حي.
وليس من الغرابة أن تنعكس نتيجة تلك الهفوات على الأجيال التي ستأتي مستقبلًا كون الذاكرة الجمعية للمجتمعات التقليدية مُحصّنة لا يأتيها النسيان من بين يديها ولا من خلفها إذ تنقُل الأجيال للأجيال التي تأتي بعدها حيثيات ما سُجل من عثرات وتضيف لها بما يتفق والموقف إلى حد أنها تتسبب في تعثر علاقات إنسانية عذبة مهيأة للولادة وقابلة للإزهار أو تسهم في تدمير ما هو قائم منها.
إن عدم الموضوعية التي تتعاطى بها بعض المجتمعات مع ماضي المرأة يثير الدهشة وهو إن دل على شيء فإنما يدل على ازدواجية المعايير التي نوظفها في الحكم على الأشخاص إذا ما اعتبرنا أن مفهوم «الخطأ» واحد وطبيعة مرتكبه البشرية واحدة وأن ما قد تقع المرأة فيه من أخطاء حتمًا سببه رجل وليس كائنا قادما من الفضاء.
ولعل الغريب في الأمر أن مستوى الوعي والتعليم والثقافة الذي قد يناله الأفراد لم يتمكن بعدُ من القضاء على الفكرة السائدة بأن خطأ المرأة صغُر أم كبُر «عار» لا يمكن غسله بينما خطأ الرجل لا يعدو أن يكون «سوء تقدير» قابل للتصويب وأن ما يمكن أن يعيبه فقط هو جيبه، ما يدعو للدهشة أننا نتجاوز حقيقة أن لدى رب البشر جميعهم تعريفا واحدا لمفهومي الخير والشر لا ثالث لهما وأنه لا يُفرق بسبب الجنس في الجزاء الذي يكون على صورة ثواب أو عقاب.
النقطة الأخيرة..
يقول دوستويفسكي:
«إذا ركبت القطار الخطأ، حاول أن تنزل في أول محطة، لأنه كلما زادت المسافة، زادت تكلفة العودة».