تتميز قرية الهجير بوادي بين خروص بولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة بمرتفعات جبلية ومنحدرات تتخللها مناظر خلابة كما أنها تشتهر بإنتاج العديد من المحاصيل الزراعية.

يقول سليمان بن يوسف الخروصي عضو المجلس البلدي بمحافظة جنوب الباطنة: تعتبر قرية الهجير التي تبعد عن مركز الولاية حوالي 12كلم، من القرى السياحية الجميلة وهي أول القرى بوادي بني خروص، محاطة بسلسلة من الجبال، وتحدها شرقًا قرية ستال بوادي بني خروص وغربًا قرية العير بوادي بني عوف بولاية الرستاق وشمالًا العوابي مركز الولاية وجنوبًا ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، ويعود سبب تسمية القرية بـ(الهجير) لهجران الشمس عنها حيث تشرق متأخرة وتغرب مبكرة. وأضاف الخروصي: تشتهر قرية الهجير بزراعة النخيل بكافة أنواعها ويأتي الاهتمام بنخلة الفرض من قبل أصحاب القرية، وهو مضرب المثل حتى يومنا هذا والمعروف «بفرض الهجير» يتميز بجمال المنظر أصفر اللون وحباته كبيرة وزراعة بعض الفواكه كالفيفاي والعنب وغيرها، والحبوب كالقمح والشعير، وكافة أنواع البقوليات، وتشتهر بجودة المحاصيل الزراعية، ولا يزال أهالي القرية يهتمون بهذا الجانب صغارًا وكبارًا فهم متمسكون بالزراعة، ويحافظون عليها وعلى جودة المنتجات ولديهم روح التنافس حيث يمارسون العمل بها بأنفسهم من أجل ضمان جودة الزراعة والمحافظة عليها، كما يشتهر أهالي القرية بموروث تربية المناحل ذات الجودة والمتعارف عليها على مستوى سلطنة عُمان.

كما تشتهر كذلك بجمال فلجها الذي ينحدر من قمم الجبال، ويعود تاريخيًا إلى ما قبل ٥٠٠ عام تقريبًا، ولا ننسى وجود الثروة الحيوانية ذات السلالة القيّمة والمتوارثة جيلًا بعد جيل، والتي تشكل رفدًا اقتصاديًا للأهالي.

روح المغامرة

وأشار أحد الهواة المغامرين وهو رياض بن محكوم الهنائي إلى أن قرية الهجير تتميز بفلجها الذي يقصده الكثير من الهواة ومحبي التسلق والسباحة، ويبعد فلج الهجير عن محافظة مسقط قرابة ساعة ونصف الساعة.

وذكر الهنائي أن المسار يحتاج من ثلاث إلى خمس ساعات حيث تبدأ المغامرة بجولة مريحة تتبع مجرى فلج الهجير، حيث تبدأ الرحلة بهدوء قبل أن تواجه تحديًا مثيرًا يتمثل في الصعود لمسافة 500 متر، يعقبه نزول بالمسافة نفسها للوصول إلى قلب الوادي، بعد ذلك يستمر السير وسط طبيعة الوادي الخلابة حتى نصل إلى أول بركة ماء، حيث تلمس روح المغامرة حقًا. ومن هنا يبدأ الجزء الأكثر إثارة، حيث نتسلق بمحاذاة جرف جبلي شاهق للوصول إلى أجمل بركة ماء في الوادي، مستخدمين معدات السلامة المناسبة لضمان تجربة آمنة وممتعة، وبعد الاستمتاع بجمال الطبيعة نبدأ رحلة العودة بطريقة فريدة ومشوقة، حيث ننزل بالحبل ونتحدى المياه بالسباحة لاختصار الطريق والعودة بمزيج من الإثارة والتجديد.

وأفاد الهنائي بأن من المعالم الجمالية التي يتميز بها الفلج التضاريس الجبلية الجيولوجية وهندسة الأفلاج الجميلة الممزوجة مع الطبيعة وكيف شق الإنسان العماني هذه الأفلاج، مضيفًا: إنه لا بد من أخذ احتياطات السلامة مثل لبس الخوذة وسترة النجاة، كما على الشخص أن يمتلك القوة واللياقة البدنية.