لعله بات من العسير أن تضحك ملء قلبك بسبب مشهد درامي أُرسل عبر هاتفك النقال أو وأنت تتابع فيلمًا سينمائيًا أو عملًا تلفزيونيًا أو مسرحيًا، رغم الكم الهائل من الأعمال الدرامية التي تُبث عبر المواقع والشاشات أو تُطرح في صالات العرض سنويًا.
ربما يعود ذلك إلى تناسل القبائح والمنغصات التي أصبحت سمة العصر وتطول كل جزئية من جزئيات الحياة، أو ربما لقلة كُتّاب النصوص الكوميدية الحقيقيين القادرين على انتزاع الضحك من القلوب، أو بسبب الإصرار على الكتابة في موضوعات تراجيدية لا تخرج عن «صراع الإخوة على الميراث» و«الخيانة الزوجية» و«قصص الحب الفاشلة»، أو تلك التي تدور حول «استغلال المناصب» في الشركات الخاصة والمؤسسات العامة.
وإذا حدث أي تغيير، يعمد كاتب السيناريو إلى استجلاب موضوعات غير واقعية لا تمثل المجتمعات العربية أو المحافظة، كما يحدث مع أفكار النصوص المنقولة عن الدراما الغربية أو حتى التركية.
ووسط زخم الأعمال الكئيبة التي تبثها القنوات الفضائية، والتي غالبًا ما تدفع المشاهد إلى السقوط في بؤر من الحزن والسلبية، يُقدمُ شباب مجتهدون من محافظة الظاهرة أنفسهم كصناع ابتسامة فطرية عبر قناة يوتيوبية تبث مقاطع تمثيلية تمكنت بامتياز من انتشال الإنسان من سأم يومه رغم إمكاناتهم الفنية المحدودة.
تُذكر كوميديا عبدالله الغافري «أبو حميد» ورفاقه عبدالله السكيتي وعادل الجساسي وعمرو وأسعد اليعقوبي ومسعود الجساسي الهادفة والتي عبرت حدود الوطن وتتكئ على لهجة أهلنا بمحافظة الظاهرة ولا تخلو بالطبع من فكرة.. تُذكر بزمن الكوميديا البيضاء.. بمشاهد لا تُنسى من أفلام لإسماعيل ياسين وحسن فايق وفؤاد المهندس وفؤاد خليل وبمن جاء بعدهم من الأجيال المبدعة.
والأمر اللافت أن مقاطع أبي حميد وعبدالله وعادل ورفاقهم تحقق فعليًا نسب مشاهدات عالية جدًا على منصات التواصل الاجتماعي واليوتيوب ولا يعود ذلك إلى اللهجة المشتركة فقط إنما بسبب توفر عوامل أخرى كالوحدة الموضوعية وبساطة وتلقائية الأداء وواقعية الطرح وملامسته للواقع الأمر الذي يُحتم الاستفادة من عوامل قوة كهذه حين التفكير في إنتاج أي عمل درامي محلي يُراد له النجاح والتسويق.
وأرى أنه ولتحقيق النجاح المطلوب، يمكن للجهات المسؤولة عن الدراما أن تقوم بإسناد عمل درامي واحد كل عام إلى محافظة من المحافظات، تتكفل هذه الجهات بدعمه وتسويقه، ويُبث خلال شهر رمضان المبارك أو في أي فترات أخرى.
إن من أهم مكاسب تجربة القيام بإسناد الأعمال الدرامية إلى المحافظات «بالتناوب» ضمان نجاح تسويقها والاستفادة من المواهب العُمانية وتحقيق التناغم في الأداء عبر تجاوز إشكال تباين اللهجات الذي عادة ما يُفقد الأعمال الدرامية مصداقيتها، وهي فرصة كذلك لنشر هذه اللهجات محليًا وخارجيًا وتجديد محتوى الدراما واكتشاف كتّاب جدد، وفي جانب آخر مهم استعادة زمن الابتسامة المفقودة.
لقد ظهر الممثلان عبدالله الغافري «أبو حميد» وعادل الجساسي في أعمال درامية أنتجتها وزارة الإعلام، إلا أن ذلك الظهور لم يكن لافتًا ولم يتمكن من ترك بصمة واضحة، ربما لطبيعة الموضوعات المطروحة ومحدودية الأدوار واختلاف اللهجات، وهو ما يؤكد أهمية تبني فكرة إسناد الأعمال الدرامية لتقوم بها المحافظات مستفيدة من فرق التمثيل التابعة للأندية.
النقطة الأخيرة..
«الابتسامة تعبير معدٍ يمكن أن
يضيء يوم شخص ما» مقولة إنجليزية.
عُمر العبري كاتب عُماني
ربما يعود ذلك إلى تناسل القبائح والمنغصات التي أصبحت سمة العصر وتطول كل جزئية من جزئيات الحياة، أو ربما لقلة كُتّاب النصوص الكوميدية الحقيقيين القادرين على انتزاع الضحك من القلوب، أو بسبب الإصرار على الكتابة في موضوعات تراجيدية لا تخرج عن «صراع الإخوة على الميراث» و«الخيانة الزوجية» و«قصص الحب الفاشلة»، أو تلك التي تدور حول «استغلال المناصب» في الشركات الخاصة والمؤسسات العامة.
وإذا حدث أي تغيير، يعمد كاتب السيناريو إلى استجلاب موضوعات غير واقعية لا تمثل المجتمعات العربية أو المحافظة، كما يحدث مع أفكار النصوص المنقولة عن الدراما الغربية أو حتى التركية.
ووسط زخم الأعمال الكئيبة التي تبثها القنوات الفضائية، والتي غالبًا ما تدفع المشاهد إلى السقوط في بؤر من الحزن والسلبية، يُقدمُ شباب مجتهدون من محافظة الظاهرة أنفسهم كصناع ابتسامة فطرية عبر قناة يوتيوبية تبث مقاطع تمثيلية تمكنت بامتياز من انتشال الإنسان من سأم يومه رغم إمكاناتهم الفنية المحدودة.
تُذكر كوميديا عبدالله الغافري «أبو حميد» ورفاقه عبدالله السكيتي وعادل الجساسي وعمرو وأسعد اليعقوبي ومسعود الجساسي الهادفة والتي عبرت حدود الوطن وتتكئ على لهجة أهلنا بمحافظة الظاهرة ولا تخلو بالطبع من فكرة.. تُذكر بزمن الكوميديا البيضاء.. بمشاهد لا تُنسى من أفلام لإسماعيل ياسين وحسن فايق وفؤاد المهندس وفؤاد خليل وبمن جاء بعدهم من الأجيال المبدعة.
والأمر اللافت أن مقاطع أبي حميد وعبدالله وعادل ورفاقهم تحقق فعليًا نسب مشاهدات عالية جدًا على منصات التواصل الاجتماعي واليوتيوب ولا يعود ذلك إلى اللهجة المشتركة فقط إنما بسبب توفر عوامل أخرى كالوحدة الموضوعية وبساطة وتلقائية الأداء وواقعية الطرح وملامسته للواقع الأمر الذي يُحتم الاستفادة من عوامل قوة كهذه حين التفكير في إنتاج أي عمل درامي محلي يُراد له النجاح والتسويق.
وأرى أنه ولتحقيق النجاح المطلوب، يمكن للجهات المسؤولة عن الدراما أن تقوم بإسناد عمل درامي واحد كل عام إلى محافظة من المحافظات، تتكفل هذه الجهات بدعمه وتسويقه، ويُبث خلال شهر رمضان المبارك أو في أي فترات أخرى.
إن من أهم مكاسب تجربة القيام بإسناد الأعمال الدرامية إلى المحافظات «بالتناوب» ضمان نجاح تسويقها والاستفادة من المواهب العُمانية وتحقيق التناغم في الأداء عبر تجاوز إشكال تباين اللهجات الذي عادة ما يُفقد الأعمال الدرامية مصداقيتها، وهي فرصة كذلك لنشر هذه اللهجات محليًا وخارجيًا وتجديد محتوى الدراما واكتشاف كتّاب جدد، وفي جانب آخر مهم استعادة زمن الابتسامة المفقودة.
لقد ظهر الممثلان عبدالله الغافري «أبو حميد» وعادل الجساسي في أعمال درامية أنتجتها وزارة الإعلام، إلا أن ذلك الظهور لم يكن لافتًا ولم يتمكن من ترك بصمة واضحة، ربما لطبيعة الموضوعات المطروحة ومحدودية الأدوار واختلاف اللهجات، وهو ما يؤكد أهمية تبني فكرة إسناد الأعمال الدرامية لتقوم بها المحافظات مستفيدة من فرق التمثيل التابعة للأندية.
النقطة الأخيرة..
«الابتسامة تعبير معدٍ يمكن أن
يضيء يوم شخص ما» مقولة إنجليزية.
عُمر العبري كاتب عُماني