عواصم «وكالات»: أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس على ارتكاب مجزرة جديدة بحق الأبرياء في غزة، حيث قصف طيران العدو الحربي مدرسة تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال قطاع القطاع أودت بحياة 28 فلسطينيًا على الأقل وأصيب العشرات بجروح بينهم نساء وأطفال.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن «الاحتلال قصف (مدرسة أبو حسين الابتدائية) التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا التي تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمال القطاع».

وأشارت إلى أن «النيران اندلعت في خيام النازحين الموجودة في باحة المدرسة نتيجة قصف الاحتلال». ولفتت أن «بعض الشهداء والجرحى نقلوا إلى مستشفى كمال عدوان والعودة شمال قطاع غزة؛ إذ تعجز طواقم الإسعاف عن الوصول إلى البقية في المدرسة المستهدفة، موضحة أن «مستشفيات شمال قطاع غزة عاجزة عن تقديم الخدمات للمصابين في ظل الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال لليوم الـ13 على التوالي»، بينما أفاد الجيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه استهدف مقاتلين. ونقل بيان عن مسؤول الإسعاف والطوارئ شمال قطاع غزة فارس عفانة قوله: «مجزرة بشعة، غالبية المصابين والجرحى ملقون على الأرض في مستشفى كمال عدوان وحالتهم خطيرة».

وأضاف: «لا نستطيع في ظل نقص المواد الطبية والتخصصات النادرة للتعامل مع هذه الحالات الخطيرة» ما يعني إمكانية ارتفاع أعداد القتلى.

ذكر سكان في جباليا أن قوات إسرائيلية نسفت مجموعات من المنازل في غارات جوية وبواسطة قذائف الدبابات وكذلك بتفخيخ مبانٍ ثم تفجيرها عن بعد.

وقال سكان: إن قوات إسرائيلية عزلت فعليًا كلًا من بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة عن مدينة غزة، ومنعت الحركة باستثناء الأسر التي حصلت على تصريح للتحرك امتثالًا لأوامر الإخلاء ومغادرة المدن الثلاث. وقال أحد السكان لـ«رويترز» عبر تطبيق للمراسلة: «كتبنا وصيتنا، ولن نغادر جباليا».

وأضاف الفلسطيني، وهو أب لأربعة وطلب عدم الكشف عن اسمه خوفًا من التعرض لعقاب إسرائيلي: «الاحتلال يعاقبنا لأننا لم نخرج من منازلنا في الأيام الأولى من الحرب، ونحن لن نخرج الآن أيضًا، إنهم يفجرون المنازل والطرق ويجوعوننا لكننا سنموت مرة واحدة ولن نفرّط في كرامتنا».

ادعاءات إسرائيلة باستشهاد السنوار

إلى ذلك، قال مسؤولان مطلعان اليوم الخميس: إن أعضاء مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي أُبلغوا بأن زعيم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) يحيى السنوار قُتل على الأرجح.

كما نقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) وموقع إن 12 الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن السنوار مات.

وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق اليوم: إنه يتحقق من احتمال مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، بعد عملية في قطاع غزة أفاد الجيش بأنها استهدفت ثلاثة مسلحين.

وذكر الجيش الإسرائيلي حينئذ في بيان: «في هذه المرحلة، لا يمكن تأكيد هوية القتلى».

وأضاف أنه لم يكن هناك دلالات على وجود رهائن في المبنى الذي قُتل فيه المسلحون الثلاثة.

وإذا تأكد مقتل السنوار، فسيمثل دفعة كبيرة للجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد سلسلة من عمليات اغتيال شخصيات بارزة من زعماء أعدائهما في الأشهر القليلة الماضية.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الواقعة حدثت خلال عملية برية دقيقة في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وقتلت خلالها القوات الإسرائيلية ثلاثة مقاومين وأخذت جثثهم.

سكان غزة سيواجهون جوعًا هذا الشتاء

وفي الشأن الإنساني، أفاد تقييم صادر عن الأمم المتحدة اليوم بأن نحو 345 ألفًا من سكان غزة سيواجهون جوعًا «كارثيًا» هذا الشتاء بعد تراجع إيصال المساعدات، محذّرًا من خطر المجاعة في أنحاء القطاع.

ولفت التقييم الذي أعدّته وكالات أممية ومنظمات غير حكومية إلى أن هذا العدد يأتي بالمقارنة مع 133 ألف شخص مصنّفين حاليًا على أنهم يعانون من «انعدام كارثي للأمن الغذائي».

وجاء في تقرير «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي» بأن ازدياد المساعدات الإنسانية خلال الصيف خفف معاناة أهالي غزة بعض الشيء، لكن سُجّل في سبتمبر الماضي دخول كميّة أقل من الإمدادات التجارية والإنسانية إلى غزة منذ مارس.

ونتيجة ذلك، يتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدامًا كارثيًا للأمن الغذائي (المرحلة الخامسة في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) بين نوفمبر 2024 وأبريل 2025 إلى 345 ألف شخص، أي ما يعادل 16 في المائة من السكان.

وأفاد التقرير بأن «التراجع الحاد» مؤخرًا في دخول المساعدات «سيحد بشكل كبير من قدرة العائلات على إطعام أفرادها والوصول إلى السلع والخدمات الأساسية خلال الأشهر المقبلة، إلا إذا حدث تحوّل في الوضع».

حزب الله: قواتنا تخوض

اشتباكات «من مسافة صفر»

على الصعيد اللبناني، نفى حزب الله اليوم أن الجيش الإسرائيلي تمكن من «السيطرة الكاملة» على أي قرية في جنوب لبنان، منذ إعلانه بدء عمليات توغل بري عبر الحدود في نهاية سبتمبر الماضي.

وقال النائب في الحزب حسن فضل الله خلال مؤتمر صحفي في البرلمان «إلى اليوم لم يتمكن العدو من السيطرة الكاملة على أي قرية، ولم يستقر في أي قرية، فهو يعتمد سياسة دمّر، صوّر واهرب».

وأوضح أنه «رغم كثافة النيران والغارات وزج جيش العدو بنخبة قواته»، فإن مقاتلي الحزب «يقاتلون في الأمتار التي يتسلل إليها العدو» ويستهدفون كذلك تجمعات جنوده في الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وبعد عام من تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، غداة اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، صعّدت إسرائيل في 23 سبتمبر من وتيرة غاراتها على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب لبنان وشرقه، قبل أن تعلن نهاية الشهر ذاته بدء عمليات توغل بري عبر الحدود.

ومنذ ذاك الحين، يعلن حزب الله بشكل شبه يومي تصديه لمحاولات تسلل قوات إسرائيلية من الجانب الإسرائيلي إلى بلدات حدودية وخوضه اشتباكات «من مسافة صفر» معها. كما يعلن استهداف دبابات وتحركات جنود قرب الحدود أو في الجانب اللبناني منها.

ونظّم الجيش الإسرائيلي جولات لصحفيين على ما يصفه بمواقع لحزب الله في الجانب اللبناني من الحدود، بينها أنفاق.

موسكو وإيران تحذّران إسرائيل

وفي سياق آخر، حذر حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني اليوم الخميس إسرائيل من مغبة الرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل هجومها على لبنان ضد جماعة حزب الله. وتتزايد المخاوف من اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط مع تخطيط إسرائيل للرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران في الأول من أكتوبر الحالي إثر ضربات جوية إسرائيلية على جماعات تدعمها إيران حسب ادعاءاتهم.

وقال سلامي في خطاب موجه لإسرائيل بثّه التلفزيون: «إذا ارتكبتم أي عدوان على أي موقع، فإننا سنهاجم بصورة موجعة موقعًا مماثلًا عندكم» مضيفًا: إن إيران قادرة على اختراق دفاعات إسرائيل.

من جانبها، نقلت وكالة (تاس) الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف اليوم الخميس: إن موسكو تحذر إسرائيل من حتى التفكير في توجيه ضربة لمنشآت نووية إيرانية.

وبعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل في الأول من أكتوبر، ثارت تكهنات بأن إسرائيل قد تضرب منشآت نووية إيرانية كما هددت منذ فترة طويلة.

ونقلت (تاس) عن ريابكوف قوله: «لقد حذرنا مرارًا ونواصل التحذير، لـ(إسرائيل) من حتى التفكير افتراضيًا في إمكانية توجيه ضربة لمنشآت نووية (إيرانية) وبنية تحتية نووية».