اختتمت الأكاديمية السلطانية للإدارة اليوم النسخة الثانية من برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي للمديرين العامين في الوحدات الإداريّة للدولة ومن في حكمهم، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي رئيس الأكاديمية السلطانية للإدارة و بحضور ممثلين من الشركاء الأكاديميين الذين نفذوا الوحدات التعليمية في المسار التدريبي للبرنامج.

استهدف البرنامج بناء قيادات وطنية قادرة على صياغة السياسات العامة وتطوير آليات تنفيذها وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لفهم تأثير الاتجاهات العالمية على تنافسية سلطنة عُمان، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع تحديات تنفيذ السياسات العامة على المستويات الوطنية والمؤسسية والفردية وكيفية ترجمة الاستراتيجيات الوطنية إلى خطط عمل تنفيذية، بالإضافة إلى تقييم ومراجعة مدى فعالية السياسات العامة وفق مؤشرات الأهداف والنتائج، وتعزيز ثقافة التعاون عبر المؤسسات الحكومية وعلى مستوى الموظفين،وقد شارك في البرنامج 19 مديرا عاما من المعنيين بالتخطيط والشؤون المؤسسية.

وأكد عبد العزيز بن سعيد الريسي مساعد الرئيس للدراسات والتطوير والمكلف بأعمال مساعد الرئيس للشؤون المؤسسية على أهمية البرنامج في تعزيز مبدأ التعاون والتنسيق بين وحدات الجهاز الإداري للدولة لتحقيق المستهدفات الوطنية لـ "رؤية عُمان 2040"؛ حيث عمل البرنامج على إطلاع المشاركين على التوجهات العالمية، وآخر التطورات في التفكير الاستراتيجي والتخطيط، ورسم وصياغة السياسات العامة وأدوات تنفيذها، مشيرًا إلى أن البرنامج صُمم بالتعاون مع مؤسسات رائدة عالميًّا مع التركيز على السياق المحلي.

من جانبها أفادت الدكتورة حليمة بنت صالح البدواوية مديرة برنامج السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي بالأكاديمية "مسار المديرين العامين" قائلة: إن البرنامج ركز على الأسس السليمة للتخطيط الاستراتيجي المبني على البيانات والمعلومات؛ بالإضافة إلى تعريف المشاركين بمفهوم التنافسية والآليات المتبعة في تصنيف الدول حسب مؤشر التنافسية العالمي مما يمكّنهم من تنفيذ استراتيجيات فعالة تلبي احتياجات المستقبل.

وأشارت البدواوية إلى أن الرحلة التعليمية للبرنامج استمرت لمدة 6 أشهر ونُفذت بالتعاون مع شركاء استراتيجيين محليين دوليين وهم: كلية إيلر للتعليم التنفيذي بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، وشركة تكاتف عمان، ومركز التعليم التنفيذي في جامعة حمد بن خليفة في دولة قطر، والمعهد الدولي للتنمية الإدارية بجمهورية سويسرا الاتحادية وشركة كفاءة للموارد البشرية.

وأكدت البدواوية أن الأثر المتوقع من المشاركين في هذه البرامج المعنية بالقيادة التنفيذية يتمثل في نقل المعرفة التي اكتسبوها إلى مؤسساتهم، مما سيسهم في تطوير الأداء الإداري وقيادة مؤسساتهم في إطار تحقيق مستهدفات "رؤية عمان 2040".

وعن أهمية البرنامج تحدث الدكتور عادل بن سالم بن حسن فاضل الأمين العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية في مجلس الشورى أحد المشاركين في البرنامج قائلاً: "تكمن أهمية البرنامج في بناء ثقافة جديدة وجيل من القيادات المنفتحة على أساليب الإدارة وأدواتها الحديثة ومفاهيمها العصرية المختلفة بما يمكّن القطاع العام من تحقيق النقلة النوعية المطلوبة في الأداء الفردي والمؤسسي، بما يعزز التنافسية وفقا لمستهدفات "رؤية عُمان 2040".

وعبّر الجلندى بن هلال المعولي المدير العام للشؤون الإداريّة والمالية في وزارة الإعلام -أحد المشاركين في البرنامج- قائلاً: " يأتي هذا البرنامج لتطوير مهارات القيادات في الكادر الحكومي وكانت تجربتي في البرنامج فرصة ثمينة لتطوير مهاراتي وفهمي في هذا المجال الحيوي، فالبرنامج قدم رؤى عميقة حول كيفية تصميم وتنفيذ السياسات التي تلبي احتياجات المجتمع وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة، كما أثرى البرنامج قيم التعاون بين مختلف القطاعات العامة والخاصة، مما أتاح لنا فهمًا أفضل لدور الشراكات في تحقيق الأهداف الوطنية، وأحد الدروس المهمة التي استفدنا منها هو أهمية التكيف والمرونة في السياسات العامة، خصوصًا في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم،كما عزز البرنامج من قناعتي بأن التخطيط الاستراتيجي يجب أن يكون ديناميكيًا، وقادرًا على الاستجابة لمتطلبات المستقبل".