ودّع أمس مهرجان ظفار الدولي للمسرح العروض المسرحية بخمسة أعمال بدأت بمسار الطفل «العالم الآخر» لدولة الإمارات العربية المتحدة تأليف حمد الضنعاني وإخراج إبراهيم القحوم وتمثيل أيمن بن خديم وعادل بن سبيت وعبدالله نبيل ومحمد العدولي وعلي الغيص وإبراهيم الشامسي وسلطان شرارة وعدد من الاستعراضيين الذين قدموا عددًا من اللوحات الاستعراضية خلال المسرحية تدور أحداثها حول أخوين أحدهما يحب الدراسة والآخر يحب الاستكشاف والمغامرة وأقنع أخاه بالذهاب للفضاء عن طريق نظارة العالم الافتراضي حيث وصلا إلى كوكب المريخ والتقيا بالفضائيين وخلال وجودهما أراد أحد الأخوين استكشاف الجاذبية والآخر الخائف أخذه ديناصور حيث تظهر الصراع بين الخير والشر لينتصر الخير في النهاية على الشر وبعدها يعود الأخوان إلى العالم الحقيقي ليقررا جمع معلومات حول الجاذبية.

قال إبراهيم القحومي مخرج عرض: المسرحية تحاكي الطفل بإمكانيات عالية لفرقة دبا للثقافة والفنون بدولة الإمارات العربية المتحدة وتعتبر نقلة كبيرة بدولة الإمارات العربية باعتبارها أول مسرحية تحاكي الطفل بتقنيات عالية مثل الهيل جرام والمبنج لأن الطفل في هذا العصر مختلف تمامًا بسبب التكنولوجيا الحديثة وما وصلنا له ففي العرض استبعدت كل ما هو معتاد في مسرح الطفل لتظهر كوكب المريخ والفضاء وهذا توجه قيادتنا في دولة الإمارات فلا بد من مواكبة تطورات العصر لأن الطفل اليوم لديه إبداع وفكر يجب أن ينمّى لأنه متطلع يكتب ويبحث دائمًا وأتمنى أن يكون هذا العمل قد نال إعجاب الجماهير.

معاناة فنانة

وشاركت إسبانيا بالعرض المسرحي «فريدة» ليمثل مسار المونودراما إخراج ماريا جيسوس أوبورتو، العرض استعرض قصة حياة الفنانة المكسيكية الشهيرة فريدة كاهلو حيث استعرض قصة حياتها من خلال عدة مواقف مؤلمة بدأت بشلل الأطفال في طفولتها ثم تعرضها لحادثة التيرام المأساوي الذي غيّر حياتها وأدى إلى معاناتها الجسدية المستمرة خلال فترة تعافيها وقد وجدت ملاذا في الرسم مما قادها لعلاقة مع الفنان ديجو ريفيرا الذي كان له تأثير كبير على حياتها العاطفية والفنية وعكست المسرحية شجاعة فريدة في مواجهة الألم والحب والخيانة من خلال تسليط الضوء على روحها القوية.

صراع وحل

وشارك في مسار المسرح الثنائي العرض «محطة قطار» لسلطنة عُمان من تأليف يحيى السيابي وإخراج محمد الحارثي عبارة عن مسرحية المونودراما جمعت بين الطابع الرمزي والذهني في آن واحد كما أنها ممزوجة بين التراجيديا والكوميديا الهادفة بحبكة معقدة بين شخصيتين اجتماعيتين يتصاعد الصراع الدرامي بين الشخصيتين ليصل إلى ذروته ليتدرج في سلم النزول والحصول إلى الحل.

وأوضح مخرج العرض محمد الحارثي: فكرة المسرحية عبارة عن شخصيتين اجتماعيتين يعيشان في قرية أحل بها الفقر والجوع وهجرها أهلها لتأخرهم عن القطار كما أن القطار الذي كان يمر بها هجرها حيث تمثل شخصية أمل الضمير الحي في شخصية عرب والذي يبين سبب تأخر شخصية عرب عن باقي البشر ليتم الصراع فيما بينهم للحصول على الحقيبة التي يرمز بها بالأرض والهوية التي ما زالت هي تتنظر القطار والتي تعبّر عن الأمانة التي كلف بها شخصية عرب ويتصاعد الصراع ليصل إلى ذروته في إيجاد حل في الصعود على متن القطار مع الحقيبة وما بين شد وجذب وطرح الأسباب والحلول القطار يوقظ شخصية عرب من سباته ليصعد على متن القطار ويعمر بلده ووطنه بعد ما تأخر عنهم بسنين.



مساعدة الغير قيمة كبيرة

أما مسار الشارع والمساحات المفتوحة فكانت لفرقة اتحاد الحيل من سلطنة عُمان بعنوان «رحمة بصورة» والتي عرضت بساحة مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه إخراج محمود حبيب وتأليف مبارك الغزالي وتمثيل محمد السيابي وجعفر الناعبي وغصن العامري وبيان المشرفية وسليمان الحميدي فالعرض سلّط الضوء على ظاهرة معاصرة أبرزتها وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة للمتاجرة بحياة الإنسان والبحث عن الشهرة واختتم العرض بأغنية تحمل قيم مساعدة الغير دون النشر والإفصاح في التواصل الاجتماعي.

وقال مخرج العرض محمود حبيب: العرض يناقش ظاهرة لفئة معينة وقليلة بالمجتمعات العربية عن المشاهير التي تتاجر بالآلام الناس ومصائبهم لتجسد واقع نعيشه وقدمت بـقالب كوميدي ساخر لتصل الفكرة للجمهور من خلال عائلة احترق منزلهم وعند ترك المنزل توقفت السيارة لتتم المقابلة مع أحد مشاهير التواصل الاجتماعي بهدف المساعدة والحقيقة غير ذلك ليتاجر بما حدث لهم ليزيد من عدد متابعيه وتتوالى الأحداث وقد شارك العرض سابقًا بمهرجان الدن وحصد علي المركز الأول في المهرجان وأيضا بمهرجان مراكش الدولي.

عاقبة الشك

شهد مسرح أوبار بصلالة ختام العروض الكبرى بالعرض المسرحي «مساء للموت» لفرقة الرؤية المسرحية من إخراج عدي الشنفري وتأليف الكاتبة الإماراتية دكتورة بسمة يونس وبطولة الفنان عبدالله مرعي وعبدالله المردوف ونور الهدى الغمارية ومحمد بيت سعيد وبرغم إصابة بطل العرض الفنان عبدالله مرعي بكسر كبير بيده قبل العرض مباشرة إلا أنه أصر أن لا يشعر أحد بمدى آلامه وقام بتمثيل العمل المسرحي دون أن يعلم أحد من الجمهور المسرحية تراجيديا مأساوية استلهمت الأحداث من التراث وزينت بالفلكلور الشعبي لتوضح كيف يُمكن لطوفان الشك والريبة أن يقتل أنبل المشاعر وينهي قصة حب حيث تدور أحداثها بين صراع الخير والشر وحول قصة الحب التي جمعت بين الزوجين مريم وغانم والصراع مع قطب الشر ومحور الضغينة مبارك الذي يمتلك المال والسلطة وخضع لأطماعه وأهواء نفسه ويريد الزواج من ابنة عمه مريم المتزوجة من صديقة غانم فيحاول أن يطلقها منه عن طريق غرز الشك داخل قلب زوجها نحوها وإقناعه بخيانتها وتنتهي بأن يقتلها ويعرف في النهاية غانم أنها بريئة وبرغم كثرة أموال مبارك وسلطته لم يستطع أن يتزوج من من أحب.

من جانبه قال الفنان عبدالله مرعي، بطل مسرحية قائلًا: العمل عبارة عن قصة بسيطة لكنها تحمل أبعادًا عميقة يمكن أن تحدث في أي مجتمع خليجي وعربي لتناقش تربية أب لأبناء أخيه وابنه البيولوجي والتفرقة بينهم مما أدى لولادة الصراعات والحقد بينهم ومن خلال العرض هناك رسالة التي نحاول إيصالها هي أنه لا يوجد خير مطلق أو شر مطلق فشرارة صغيرة قد تتحول إلى كارثة في المستقبل فالشر يمكن أن ينمو من جرح صغير ويتفاقم.

وقال مخرج العرض عدي الشنفري: تضمنت المسرحية رسائل اجتماعية وسياسية مبطنة مما أضاف عمقًا إلى العمل الذي حقق نجاحات ملحوظة منها حصوله على ثلاث جوائز دولية في مهرجان صيف الزرقاء لعام 2022، وهي جائزة أفضل إخراج، وأفضل سينوغرافيا، وأفضل مؤثرات صوتية وسعيد بالمشاركة بمهرجان ظفار الدولي للمسرح بدورته الأولى.