ترجمة: أحمد شافعي
قد نكون موشكين على بلوغ ما يمكن أن نعده أخطر لحظة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث: وهي لحظة حرب صواريخ بالستية بين إيران وإسرائيل، وهو ما من شأنه بصورة شبه يقينية أن يضع الولايات المتحدة في جانب إسرائيل وقد يبلغ ذروته بجهود أمريكية إسرائيلية كاملة لتدمير البرنامج النووي الإيراني.
هذا هو التقدير الذي حصلت عليه من خلال الحديث إلى مصادر في المخابرات الإسرائيلية يقول تحليلهم للوضع: إن إيران تخطط لإطلاق هجمة صاروخية على إسرائيل في تمام الثانية عشرة والنصف بالتوقيت الشرقي«للولايات المتحدة»، أي السابعة والنصف بتوقيت إسرائيل. ومن المخطط أن تأتي الهجمة في موجتين تفصل بينهما 15 دقيقة، وتتم كل منهما بمائة وعشرة صواريخ بالستية، حسبما قال الإسرائيليون.
تستهدف الصواريخ الإيرانية ثلاثة أهداف. أولا: مقر الموساد وهو جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي، على مقربة من تل أبيب، والثاني: قاعدة نفتيم الجوية الإسرائيلية، والثالث: قاعدة ختزيريم الجوية الإسرائيلية، وكلتا القاعدتين في جنوب صحراء النقب الإسرائيلية، يتخوف المسؤولون الإسرائيليون بصفة خاصة من ضربة مقر الموساد؛ لأنه يقع في ضاحية رامات حشرون كثيفة السكان بشمال تل أبيب، وهو أيضا غير بعيد عن مقر المخابرات العسكرية الإسرائيلية المعروفة بالوحدة 8200.
أطلعني الإسرائيليون على هذه المعلومات؛ لأنهم يصرون أنهم لا يريدون حربًا بالستية كاملة النطاق مع إيران، ويريدون من الولايات المتحدة أن تحاول ردع الإيرانيين بإعلامهم أنهم في حال قيامهم بهذه الضربة الصاروخية، فإن الولايات المتحدة لن تقف جانبا، ولن يكون ردها دفاعيا محضا ـ خلافا له في هجمة الصواريخ والمسيرات الإيرانية في الثالث عشر من أبريل على إسرائيل. بعبارة أخرى، لعل إيران بهذا تخاطر ببرنامجها النووي كله في حال المضي بهذه الهجمة قدمًا.
لم يتسن لي الحديث مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى لتبين ردود أفعالهم، لكنني سوف أقوم بتحديث هذا المنشور.
قد يتصور المرء أن إسرائيل تتوق إلى هذه الحرب مع إيران لتستأصل أخيرا برنامجها النووي وتورط الولايات المتحدة، ولكن هذا ليس انطباعي. فمن شأن حرب صواريخ بالستية أن تلحق أضرارا جسيمة ببنية إسرائيل الأساسية ما لم يتم اعتراض جميع الصواريخ دونما أي استثناء.
فهل يحتمل أن يكون الإيرانيون عازمين على سبيل الخداع أن يوجهوا صواريخهم إلى مناطق مفتوحة في إسرائيل؟ ليس هذا هو الانطباع الذي توصّل إليه الإسرائيليون من خلال معلوماتهم الاستخباراتية.
وتقدِّر المخابرات الإسرائيلية أن الشعب الإيراني في عمومه لا يريد هذه الحرب مع إسرائيل. فطالما كان في إيران غضب بسبب إنفاق النظام الحاكم مليارات الدولارات في دعم حماس وحزب الله في وقت أصبحت فيه البنية الأساسية الإيرانية شديدة التهالك والاقتصاد في حالة سيئة. والرسالة التي يرجو الإسرائيليون أن تبلغها الولايات المتحدة لإيران هي أيضا أنهم إذا ما بدأوا هذه الحرب فأدت إلى دمار كبير ووفاة لمدنيين إيرانيين فإنها قد تثير أيضا ثورة ضد النظام.
والخلاصة في رأيي: بوصفي أمريكيًا، أرجو من الإيرانيين أن يتراجعوا عن هذه الضربة الصاروخية. وأرجو أيضا من الإسرائيليين أن يكبحوا حاليا الهجوم على حزب الله.
لقد شهدنا خلال السنة الأخيرة اجتيازا للخطوط الحمراء يمينًا ويسارًا، من هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر إلى هجوم البيجر الإسرائيلي على قيادة حزب الله واغتيال زعيمه حسن نصرالله. ويشعر الإيرانيون أن قوة ردعهم تتآكل وباتوا بحاجة إلى الرد.
هذا هو وقت الطوارئ؛ لأنه بمحض الشروع في اجتياز الخطوط الحمراء، تختفي هذه الخطوط كلها.
***
[تحديث ـ نشر في الساعة 2:15 صباحًا بتوقيت الولايات المتحدة]
مصداقًا لما تنبأت به عالية، أطلقت إيران قرابة مائتي صاروخ بالستي على إسرائيل ابتداء من قرابة الساعة الثانية عشرة والنصف صباحا بالتوقيت الشرقي [للولايات المتحدة]. وقد أسقط الدفاع الصاروخي الإسرائيلي قرابة جميع تلك الصواريخ حسبما قالت مصادر إسرائيلية، وفي حين أنه قد وقعت بعض الأضرار، فإن الهجمة لا تعد ناجحة تماما. وما من تقارير حتى الآن عن خسائر بشرية كبيرة.
تمت الهجمة على أيدي القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني ولم تكن عملية عادية للجيش أو القوات الجوية الإيرانية، وفقا لمصادر إسرائيلية. وقالت المصادر: إنه لم يتم إطلاع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على الهجمة إلا قبيل بدايتها، بما يشير إلى وجود انقسام داخل النظام الإيراني الحاكم بشأن العملية التي يحتمل أن تزيد من الانقسامات داخل الحكومة.
يتضح من قدرة إسرائيل على توقع الضربة الإيرانية وتحديد ساعة تنفيذها بدقة، وكونها عملية من تنفيذ الحرس الثوري ـ وليست بعملية معتادة على يد القوات المسلحة الإيرانية بقيادة الرئيس الجديد ـ مدى عمق اختراق الموساد وقيادة إسرائيل السيبرانية والوحدة 8200 والقوات الجوية الإسرائيلية للنظام الحاكم في إيران وتنسيقها للرد الدفاعي. ويعني هذا أنه لم يعد بوسع قائد إيراني أن يثق في غيره.
قد نكون موشكين على بلوغ ما يمكن أن نعده أخطر لحظة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث: وهي لحظة حرب صواريخ بالستية بين إيران وإسرائيل، وهو ما من شأنه بصورة شبه يقينية أن يضع الولايات المتحدة في جانب إسرائيل وقد يبلغ ذروته بجهود أمريكية إسرائيلية كاملة لتدمير البرنامج النووي الإيراني.
هذا هو التقدير الذي حصلت عليه من خلال الحديث إلى مصادر في المخابرات الإسرائيلية يقول تحليلهم للوضع: إن إيران تخطط لإطلاق هجمة صاروخية على إسرائيل في تمام الثانية عشرة والنصف بالتوقيت الشرقي«للولايات المتحدة»، أي السابعة والنصف بتوقيت إسرائيل. ومن المخطط أن تأتي الهجمة في موجتين تفصل بينهما 15 دقيقة، وتتم كل منهما بمائة وعشرة صواريخ بالستية، حسبما قال الإسرائيليون.
تستهدف الصواريخ الإيرانية ثلاثة أهداف. أولا: مقر الموساد وهو جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي، على مقربة من تل أبيب، والثاني: قاعدة نفتيم الجوية الإسرائيلية، والثالث: قاعدة ختزيريم الجوية الإسرائيلية، وكلتا القاعدتين في جنوب صحراء النقب الإسرائيلية، يتخوف المسؤولون الإسرائيليون بصفة خاصة من ضربة مقر الموساد؛ لأنه يقع في ضاحية رامات حشرون كثيفة السكان بشمال تل أبيب، وهو أيضا غير بعيد عن مقر المخابرات العسكرية الإسرائيلية المعروفة بالوحدة 8200.
أطلعني الإسرائيليون على هذه المعلومات؛ لأنهم يصرون أنهم لا يريدون حربًا بالستية كاملة النطاق مع إيران، ويريدون من الولايات المتحدة أن تحاول ردع الإيرانيين بإعلامهم أنهم في حال قيامهم بهذه الضربة الصاروخية، فإن الولايات المتحدة لن تقف جانبا، ولن يكون ردها دفاعيا محضا ـ خلافا له في هجمة الصواريخ والمسيرات الإيرانية في الثالث عشر من أبريل على إسرائيل. بعبارة أخرى، لعل إيران بهذا تخاطر ببرنامجها النووي كله في حال المضي بهذه الهجمة قدمًا.
لم يتسن لي الحديث مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى لتبين ردود أفعالهم، لكنني سوف أقوم بتحديث هذا المنشور.
قد يتصور المرء أن إسرائيل تتوق إلى هذه الحرب مع إيران لتستأصل أخيرا برنامجها النووي وتورط الولايات المتحدة، ولكن هذا ليس انطباعي. فمن شأن حرب صواريخ بالستية أن تلحق أضرارا جسيمة ببنية إسرائيل الأساسية ما لم يتم اعتراض جميع الصواريخ دونما أي استثناء.
فهل يحتمل أن يكون الإيرانيون عازمين على سبيل الخداع أن يوجهوا صواريخهم إلى مناطق مفتوحة في إسرائيل؟ ليس هذا هو الانطباع الذي توصّل إليه الإسرائيليون من خلال معلوماتهم الاستخباراتية.
وتقدِّر المخابرات الإسرائيلية أن الشعب الإيراني في عمومه لا يريد هذه الحرب مع إسرائيل. فطالما كان في إيران غضب بسبب إنفاق النظام الحاكم مليارات الدولارات في دعم حماس وحزب الله في وقت أصبحت فيه البنية الأساسية الإيرانية شديدة التهالك والاقتصاد في حالة سيئة. والرسالة التي يرجو الإسرائيليون أن تبلغها الولايات المتحدة لإيران هي أيضا أنهم إذا ما بدأوا هذه الحرب فأدت إلى دمار كبير ووفاة لمدنيين إيرانيين فإنها قد تثير أيضا ثورة ضد النظام.
والخلاصة في رأيي: بوصفي أمريكيًا، أرجو من الإيرانيين أن يتراجعوا عن هذه الضربة الصاروخية. وأرجو أيضا من الإسرائيليين أن يكبحوا حاليا الهجوم على حزب الله.
لقد شهدنا خلال السنة الأخيرة اجتيازا للخطوط الحمراء يمينًا ويسارًا، من هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر إلى هجوم البيجر الإسرائيلي على قيادة حزب الله واغتيال زعيمه حسن نصرالله. ويشعر الإيرانيون أن قوة ردعهم تتآكل وباتوا بحاجة إلى الرد.
هذا هو وقت الطوارئ؛ لأنه بمحض الشروع في اجتياز الخطوط الحمراء، تختفي هذه الخطوط كلها.
***
[تحديث ـ نشر في الساعة 2:15 صباحًا بتوقيت الولايات المتحدة]
مصداقًا لما تنبأت به عالية، أطلقت إيران قرابة مائتي صاروخ بالستي على إسرائيل ابتداء من قرابة الساعة الثانية عشرة والنصف صباحا بالتوقيت الشرقي [للولايات المتحدة]. وقد أسقط الدفاع الصاروخي الإسرائيلي قرابة جميع تلك الصواريخ حسبما قالت مصادر إسرائيلية، وفي حين أنه قد وقعت بعض الأضرار، فإن الهجمة لا تعد ناجحة تماما. وما من تقارير حتى الآن عن خسائر بشرية كبيرة.
تمت الهجمة على أيدي القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني ولم تكن عملية عادية للجيش أو القوات الجوية الإيرانية، وفقا لمصادر إسرائيلية. وقالت المصادر: إنه لم يتم إطلاع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على الهجمة إلا قبيل بدايتها، بما يشير إلى وجود انقسام داخل النظام الإيراني الحاكم بشأن العملية التي يحتمل أن تزيد من الانقسامات داخل الحكومة.
يتضح من قدرة إسرائيل على توقع الضربة الإيرانية وتحديد ساعة تنفيذها بدقة، وكونها عملية من تنفيذ الحرس الثوري ـ وليست بعملية معتادة على يد القوات المسلحة الإيرانية بقيادة الرئيس الجديد ـ مدى عمق اختراق الموساد وقيادة إسرائيل السيبرانية والوحدة 8200 والقوات الجوية الإسرائيلية للنظام الحاكم في إيران وتنسيقها للرد الدفاعي. ويعني هذا أنه لم يعد بوسع قائد إيراني أن يثق في غيره.