تنطلق اليوم الجمعة سباقات الهجن الأهلية التي ينظمها الاتحاد العماني لسباقات الهجن التي تأتي ضمن سلسلة سباقات الموسم الجديد 2024/2025 ويصل عددها إلى (23) سباقًا موزعة على مختلف ميادين محافظات سلطنة عمان من بينها المهرجان السنوي ومسابقة المزاينة والمحالبة وركض العرضة وكذلك السباقات الستة التي تدعمها شركتا أوكسيدنتال عمان وشل عمان و ستقام في محافظات الوسطى والداخلية والظاهرة، حيث خصصت لجميع السباقات جوائز متنوعة ما بين سيارات وجوائز نقدية وخناجر وسيوف ورموز لتكون حافزًا لملاك الهجن والمضمرين ولتشجع الشباب على ممارسة هذه الرياضة العريقة وكذلك التمسك بهذا الإرث العماني الأصيل الذي يفتخر به أبناء سلطنة عمان ويتميزون به عن سائر الدول الأخرى خاصة وأنهم يمتلكون أفضل السلالات، حيث تم التركيز هذا الموسم على استحداث أشواط خاصة للإنتاج المحلي والذي يطلق عليه (التلاد) ليكون حافزًا للجميع.

دعم سام واهتمام حكومي

أكد الشيخ سعيد بن سعود الغفيلي رئيس الاتحاد العماني لسباقات الهجن، أن الاهتمام السامي من قبل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لهذه السباقات وتسخير كافة الإمكانيات والدعم السخي للحفاظ على رياضة الآباء والأجداد وتشجيع جيل الشباب على التمسك بها وتطويرها بالطرق العلمية والاحترافية الحديثة كان له الدور الأساسي في استقطاب الآلاف من المشاركين سنويًا في السباقات وزيادة أعداد المتابعين والمشجعين من مختلف شرائح المجتمع بالإضافة إلى الدعم الحكومي المتمثل في وزارة الثقافة والرياضة والشباب الذي حفز الشباب بشكل كبير على التمسك بهذه الرياضة، حيث كانت شهادة الجميع تؤكد أن النقلة الكمية والنوعية في أنشطة الاتحاد وسباقاته المختلفة أعطت ملاك الهجن والمواطنين حافزًا كبيرًا للمشاركة على نطاق واسع في مختلف السباقات.

23 سباقًا هذا الموسم

أوضح رئيس الاتحاد العماني لسباقات الهجن في حديثه لـ "عمان"، أن منافسات الموسم الحالي ستفتتح بالسباق الأول من ولاية بركاء بميدان الفليج وكذلك ولاية أدم بميدان البشائر خلال الفترة من 4 إلى 6 من شهر أكتوبر الجاري و ستقام منافساتها في سن الحجائج لمسافة 3 كيلومترات واللقايا 4 كيلومترات وأفيداع 5 كيلومترات والثنايا 6 كيلومترات والحول والزمة 6 كيلومترات بالإضافة إلى أشواط العرضة الطويل في ميدان الفليج لمسافة كيلومترين على أن تقام مسابقة المزاينة الأولى بميدان الفليج بولاية بركاء خلال الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر والسباق الثاني يقام في ميدان الفليج وميدان البشائر بأدم خلال الفترة من 18 إلى 20 أكتوبر الجاري والسباق الثالث سيقام في ميدان الفليج بولاية بركاء وميدان البشائر بأدم خلال الفترة من 8 إلى 10 نوفمبر المقبل.

وأضاف: سيقام بعد ذلك سباق تنافسي مع مزاينة ومحالبة في ثمريت خلال الفترة من 11 إلى 17 نوفمبر ومن ثم يقام السباق الرابع خلال الفترة من 22 إلى 24 نوفمبر بميدان الفليج والبشائر، ويقام السباق الخامس خلال الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر القادم في ميدان الفليج والبشائر، والسباق السادس يقام في نفس الميدانين خلال الفترة من 20 إلى 22 ديسمبر القادم، وبعدها سيقام سباق العرضة بميدان الفليج بولاية بركاء في الفترة من 22 إلى 26 ديسمبر القادم، وفي الفترة من 26 إلى 30 يناير 2025 سيقام المهرجان السنوي للاتحاد، ثم ستقام مسابقة المزاينة الثانية بولاية المصنعة (طوي الشاوي) خلال الفترة من 23 إلى 27 فبراير 2025.

الاهتمام بالإنتاج المحلي

وأشار الغفيلي إلى أن الجديد في سباقات هذا الموسم هو التركيز على الإنتاج المحلي في العزب الخاصة للأسرة الواحدة والتي يطلق عليها "التلاد"، بحيث تكون مشاركة المطية لنفس ملاك العزبة ولنفس المضمر، والتي خصصت لسن الحجايج واللقايا، ويأتي تشجيعًا للإنتاج المحلي وزيادة الاهتمام بهجن السباقات واختيار السلالات الجيدة، مبينًا أنه خصصت لها أشواط محددة في كل سباق والتي ستكون حسب أعداد الهجن المشاركة في كل محطة في السباقات الستة التي ستقام متزامنة في ميدان الفليج بولاية بركاء وميدان البشائر بولاية أدم، لذلك نتوقع أن تكون المشاركة واسعة وخاصة من قبل الشباب الذين يسعون لإظهار مهاراتهم في هذا الجانب، وكذلك التعريف بما لديهم من إنتاج جيد في عزبهم، وهي فرصة للتعريف بما لديهم من سلالات جيدة والتي ستفتح لهم آفاق البيع والشراء.

دعم أوكسيدنتال عمان وشل عمان

وأكد الغفيلي أن البرنامج السنوي يتضمن كذلك إقامة مجموعة من السباقات المدعومة من قبل شركة أوكسيدنتال عمان وشركة شل عمان، والمزمع إقامتها في مناطق الامتياز للموسم الحالي في محافظات الوسطى والداخلية والظاهرة، حيث يتضمن البرنامج إقامة ستة سباقات بالتناوب في المحافظات الثلاث، والتي خصصت لها جوائز نقدية، وهي شراكة سنوية من شركتي أوكسيدنتال عمان وشل عمان، والتي تعد من دعم المجتمع المحلي.

وتابع: هذه الشراكة لها الأثر الكبير والإيجابي في تحفيز أبناء الولايات الواقعة في مناطق الامتياز النفطي. وكذلك الاهتمام بهذه الرياضة، ونحن في الاتحاد العماني لسباقات الهجن نثمن هذه الشراكة وهذا الدعم السنوي الذي يعطي الدلالة الكبيرة للدور الإيجابي الذي تقوم به هذه الشركات والتي تؤكد أهمية ومعنى هذه الشراكة والدعم المجتمعي السنوي.

وأوضح أن سباقات الهجن تمثل إرثًا عُمانيًّا تتناقله الأجيال جيلًا بعد جيل وتحظى باهتمام من قبل جميع فئات المجتمع ودعم كبير، ويتنافس مُلّاك الهجن والمُضمرون للمشاركة فيها والظفر بمختلف الجوائز التي رُصدت لها، بالإضافة إلى العائد الاقتصادي الذي تُمثله لمُربي الهجن من خلال حركة البيع والشراء التي تتم من بداية الموسم حتى نهايته.

وأضاف: هناك فئات أخرى من المجتمع تُمثل لها سباقات الهجن فوائد مُتنوعة من خلال المُتابعة الميدانية والالتقاء بمُلّاك الهجن والمُضمرين، حيث رأينا الإقبال المُتزايد بشكل سنوي من فئة الشباب الذين وجدوا الدعم المالي والمعنوي من الجهات المُعنية ويُقدمون أفضل السلالات العُمانية للمُشاركة في سباقات الهجن داخل سلطنة عُمان وخارجها.

كما أشار إلى أن الاتحاد سينظم بالشراكة المجتمعية مع القطاع الخاص ستة سباقات أخرى بالتعاون مع شركتي (أوكسيدنتال عُمان) و(شل عُمان) في محافظات الوسطى والداخلية والظاهرة.

شراكة مع ملاك الهجن

وأكد الغفيلي أن برنامج السباق جاء بعد اللقاء الأخير مع ملاك الهجن الذي طرحت فيه مجموعة من الآراء والاقتراحات وأخذ الاتحاد بها، ولذلك فمن المتوقع أن تكون المشاركة واسعة حيث تصل عدد الأشواط إلى 95 شوطًا في ميداني الفليج والبشائر والتي ستقام في يوم واحد لإعطاء جميع ملاك الهجن فرصة المشاركة والمنافسة خاصة وأننا نراعي منح جوائز جيدة لكل سباق مع تعدد الأشواط لإرضاء جميع المشاركين، حيث تأتي المشاركة اختيارية للجميع في أي ميدان يرغب بالمشاركة فيه وعلى ملاك الهجن الدخول في الموقع الإلكتروني للاتحاد واختيار الميدان والشوط الذي يرغب المشاركة فيه دون تحديد الولايات التي يمكن أن تقام فيها المنافسات.

عملية تنظيمية

وفيما يتعلق بنقل جميع السباقات إلى ميدان الفليج والبشائر، أكد أن ذلك يأتي للعملية التنظيمية واكتمال المرافق والخدمات في هذين الميدانين. لذلك نسعى لتحويل بعض الميادين في الولايات إلى ميادين تدريبية وإقامة سباقات محلية فيها على مستوى الولاية والمحافظة. وتعد هذه استعدادًا لانطلاقة الموسم، حيث نسعى لدعم تلك السباقات والتواجد فيها بشكل دائم ومستمر. ومع ذلك، نعتبر هذا الموسم استثنائيًا من خلال نقل جميع سباقات الهجن إلى الاتحاد من الهجانة السلطانية. وسوف نستشف السلبيات والإيجابيات للموسم القادم ونأمل بأن يكون أكثر تنظيمًا وإعدادًا، خاصة وأننا نتوقع أن تكون هناك مشاركة واسعة من مختلف المحافظات، حيث رأينا أن الزيادة في كل موسم تصل إلى 20%. وهذا يدل على اهتمام المواطنين، وخاصة الشباب، بهذه السباقات.

وأضاف: هذه السباقات لها قيمة إضافية من خلال ما وفرته من فرص عمل كبيرة، خصوصًا لفئة الشباب، لأن معظم من يتعامل في البيع والشراء من ملاك الإبل هم من تلك الفئة. كما أن إقامة المسابقات بجانب أعمال البيع والشراء في هذا القطاع ليس مقتصرًا فقط على ملاك الإبل، وإنما هناك قطاعات أخرى تسهم وتستفيد منه مثل المصانع والمزارع المنتجة للأعلاف، ناهيك عن بائعي التمور والعسل، وكذلك الأطباء والعيادات البيطرية.

اهتمام إعلامي وجماهيري

وأوضح الغفيلي، أن سباقات الهجن شهدت في السنوات الأخيرة الكثير من الزخم والاهتمام الإعلامي والمتابعة الجماهيرية، حيث تمكنت قناة عمان الرياضية من نقل وتغطية معظم سباقات الهجن، سواء كان ذلك بالنقل المباشر أو بالتقارير التلفزيونية المتنوعة، مع ظهور مجموعة من المعلقين، وكذلك المحللين الرياضيين لهذه السباقات، والذين أعطوا المنافسات الإثارة والمتابعة الجماهيرية من داخل وخارج سلطنة عمان.

كما أن التغطيات الإذاعية والصحفية لها الدور الكبير في نقل وتغطية هذه السباقات من خلال إفرادها مساحات جيدة في الصحف المحلية واللقاءات الصحفية ونشر نتائج السباقات وجوائز الفائزين. كما أن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير كبير في نقل لقطات السباقات.

وضع الشريحة الإلكترونية

أكد رئيس الاتحاد العماني لسباقات الهجن أن الاتحاد يحرص دائمًا على تسهيل مشاركة ملاك الهجن والمضمرين في جميع السباقات، حيث يقوم فريق العمل المخصص بزيارة المحافظات بهدف وضع الشريحة الإلكترونية للهجن والتي يطلق عليها (الترصيص)، حيث شملت الزيارة ولايتي المضيبي وبدية بشمال الشرقية وولاية أدم بمحافظة الداخلية وولاية عبري بمحافظة الظاهرة وولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة وولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة وولاية هيماء بمحافظة الوسطى، بحيث تتاح الفرصة لجميع ملاك الهجن والمضمرين التوجه لأقرب لجنة لتركيب هذه الشريحة من أجل تخفيف أعباء التنقل، وهي خدمة قدمها الاتحاد من أجل تسجيل اسم المطية وسنها ورقمها ومالكها، وهذا ينطبق على هجن المزاينة أو السباقات.

وشدد الغفيلي على أهمية تفعيل التسجيل في منصة الاتحاد للمشاركة في السباق الذي يرغب به ملاك الهجن والمضمرون واختيار الفئة والشوط أيضا حتى يحق لهم المشاركة في سباقات هذا الموسم لأنه لن يُسمح بمشاركة النوق التي لا تحمل الشريحة الإلكترونية، بالإضافة إلى سهولة تحويل قيمة الجوائز النقدية في حساباتهم البنكية بعد كل سباق.

وفي ختام حديثه، قال: إن جملة المبيعات في السباقات الماضية كانت بالملايين وتعدت أكثر من 10 ملايين ريال في بعض المواسم سواء من خلال التسعيرات التي وضعها الاتحاد أو المبيعات الفردية لملاك الهجن في داخل سلطنة عمان وخارجها التي قفزت إلى أرقام خيالية وذلك لكل الفئات العمرية التي خصصت للسباقات أو للتدريب أو التوليد وهذا بالطبع يعزز من مكانة هذه النوق التي أصبحت شهرتها واسعة على المستوى الإقليمي نظرًا لحصولها على الكثير من المراكز المتقدمة في مختلف السباقات ومن الطبيعي أن تسهم هذه المبيعات في إثراء الجانب الاقتصادي بسلطنة عمان خاصة إذا ما استُثمرت تلك المبالغ بالشكل الصحيح ونتوقع أن يتضاعف العدد في هذا العام وأن يكون الإقبال كبيرًا من المشترين من داخل سلطنة عمان وخارجها، وهذا ليس فقط لنوق السباقات الطويلة بل المزاينة والمحالبة أيضًا.