يحتفل العالم الإسلامي اليوم بذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تسليم. وتعني هذه الذكرى الكثير للمسلمين فهي الفارق بين الظلام والنور الذي شعّ على هذه البشرية بمولده الكريم في مثل هذا اليوم فبدد الظلام وأسقط الضلال الذي كان سائدا في ذلك الوقت، يقول تعالى «وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين»، وكان مولده عليه الصلاة والسلام لحظة فارقة في تاريخ البشرية وفي بنائها الحضاري والأخلاقي. وإذا كانت مكانة الرسول الكريم عظيمة في وجدان المسلمين؛ فهي مرتبطة بأركان الإسلام وبعقيدة المسلم، فإن خير أسلوب للاحتفاء بمولده الشريف وبشخصيته العظيمة هي بالاقتداء به وبسيرته.. وإن خير اقتداء به في هذه اللحظة من تاريخ البشرية المضطرب والمأزوم يكمن في الاقتداء بأخلاقه. يقول الله تعالى ممتدحا رسوله الكريم «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» أي أنك على أدب عظيم، وهو أدب القرآن الكريم.
وفي أخلاق الرسول الكريم التي امتدحها رب العزة جل وعلا، حل جوهري للأزمة الأخلاقية التي تعيشها البشرية اليوم. ويمكن عبر هذه الأخلاق وجوهرها أن يبني المسلمون خطابهم الحضاري للآخر، ومساهمتهم المعرفية لخلاص البشرية من أزمتها العميقة.
وإذا كان الغرب غير مهيأ الآن لأسباب كثيرة لتبني رسالة الإسلام فليس أقل من أن نستطيع إقناعه برسالة الأخلاق منطلقين من شخصية الرسول الكريم وأخلاقه. ومفكرو وفلاسفة الغرب، عبر التاريخ، كانت لديهم نظرة إيجابية جدا عن شخصية الرسول وعن أخلاقه وفكره خاصة في اللحظة التي ينظرون لشخصيته بعيدا عن كونه نبيا مبعوثا برسالة الإسلام.. فقد نظروا إليه بوصفه مفكرا ومصلحا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
إن العالم المنغمس اليوم في القيم المادية والاستهلاكية في حاجة ماسة للعودة إلى القيم والأخلاق الإنسانية: قيم التضامن والتعاون والتكافل الاجتماعي، وقيم التسامح والعدل والمساواة وحفظ الكرامة الإنسانية.
وإذا كان الكثير من المفكرين الغرب ينظرون إلى شخصية الرسول باعتباره رجل دولة عظيما وقائدا استثنائيا نجح في تحويل مجتمع مشتت إلى مجتمع صاحب حضارة من أعظم الحضارات الإنسانية، فمن المهم الاعتماد على هذه الرؤية في بناء خطاب إسلامي موجه للغرب يلتقي عليه الجميع.. وهو خطاب الأخلاق والقيم الإنسانية التي تتآكل كل يوم.. وفي هذا الخطاب الأخلاقي حلول جذرية للأزمة الأخلاقية التي تعيشها البشرية.
يقول الكاتب البريطاني توماس كارلايل في كتابه «الأبطال وعبادة الأبطال» إنه رجل (أي رسول الله محمد) «ذو رؤية عميقة وصدق داخلي، ونجاحه لم يكن مستندًا فقط إلى القوة العسكرية أو السلطة، بل كان نابعًا من قدرته الفذة على التواصل مع قلوب الناس وإلهامهم بتغيير حياتهم نحو الأفضل. وهذا بالضبط ما جعل من الإسلام حضارة عظيمة». وهذا الاهتمام بقدرة الرسول الكريم على إلهام المسلمين وتغيير مجرى التاريخ ليست مستغربة في منهج كارلايل فهو يرى أن «تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء».
كما أن إحدى أهم السمات التي يقدرها فلاسفة الغرب في شخصية الرسول محمد تكمن في رؤيته الإنسانية. يقول المهاتما غاندي قائد النضال السلمي في الهند: «أسس محمد مجتمعه على التسامح والعدالة، وبفضل توجيهاته وضع قيمة عالية للتسامح، ليس فقط بين المسلمين، ولكن أيضًا في التعامل مع الآخرين من ديانات مختلفة، وهو ما يظهر بوضوح في وثيقة المدينة التي وضعت أسس تعايش المسلمين مع اليهود وغيرهم في مجتمع المدينة».
لكن لا بدّ للمسلمين قبل أن يتوجهوا بهذا الخطاب الأخلاقي النابع من سيرة نبيهم الكريم أن يتمثلوا سيرته ويعيشونها واقعا في حياتهم.. فلا يمكن أن نقنع الآخر بأخلاق نبينا ونحن نعيش في غربة عنها. إن مجتمعاتنا الإسلامية في حاجة ماسة إلى عودة جوهرية إلى أخلاق النبوة وتمثلها بشكل جلي في تفاصيل حياتنا. وجاء في الأثر «إن الدين عند الله الأخلاق»، والرسول الكريم نفسه يقول: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وفي أخلاق الرسول الكريم التي امتدحها رب العزة جل وعلا، حل جوهري للأزمة الأخلاقية التي تعيشها البشرية اليوم. ويمكن عبر هذه الأخلاق وجوهرها أن يبني المسلمون خطابهم الحضاري للآخر، ومساهمتهم المعرفية لخلاص البشرية من أزمتها العميقة.
وإذا كان الغرب غير مهيأ الآن لأسباب كثيرة لتبني رسالة الإسلام فليس أقل من أن نستطيع إقناعه برسالة الأخلاق منطلقين من شخصية الرسول الكريم وأخلاقه. ومفكرو وفلاسفة الغرب، عبر التاريخ، كانت لديهم نظرة إيجابية جدا عن شخصية الرسول وعن أخلاقه وفكره خاصة في اللحظة التي ينظرون لشخصيته بعيدا عن كونه نبيا مبعوثا برسالة الإسلام.. فقد نظروا إليه بوصفه مفكرا ومصلحا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
إن العالم المنغمس اليوم في القيم المادية والاستهلاكية في حاجة ماسة للعودة إلى القيم والأخلاق الإنسانية: قيم التضامن والتعاون والتكافل الاجتماعي، وقيم التسامح والعدل والمساواة وحفظ الكرامة الإنسانية.
وإذا كان الكثير من المفكرين الغرب ينظرون إلى شخصية الرسول باعتباره رجل دولة عظيما وقائدا استثنائيا نجح في تحويل مجتمع مشتت إلى مجتمع صاحب حضارة من أعظم الحضارات الإنسانية، فمن المهم الاعتماد على هذه الرؤية في بناء خطاب إسلامي موجه للغرب يلتقي عليه الجميع.. وهو خطاب الأخلاق والقيم الإنسانية التي تتآكل كل يوم.. وفي هذا الخطاب الأخلاقي حلول جذرية للأزمة الأخلاقية التي تعيشها البشرية.
يقول الكاتب البريطاني توماس كارلايل في كتابه «الأبطال وعبادة الأبطال» إنه رجل (أي رسول الله محمد) «ذو رؤية عميقة وصدق داخلي، ونجاحه لم يكن مستندًا فقط إلى القوة العسكرية أو السلطة، بل كان نابعًا من قدرته الفذة على التواصل مع قلوب الناس وإلهامهم بتغيير حياتهم نحو الأفضل. وهذا بالضبط ما جعل من الإسلام حضارة عظيمة». وهذا الاهتمام بقدرة الرسول الكريم على إلهام المسلمين وتغيير مجرى التاريخ ليست مستغربة في منهج كارلايل فهو يرى أن «تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء».
كما أن إحدى أهم السمات التي يقدرها فلاسفة الغرب في شخصية الرسول محمد تكمن في رؤيته الإنسانية. يقول المهاتما غاندي قائد النضال السلمي في الهند: «أسس محمد مجتمعه على التسامح والعدالة، وبفضل توجيهاته وضع قيمة عالية للتسامح، ليس فقط بين المسلمين، ولكن أيضًا في التعامل مع الآخرين من ديانات مختلفة، وهو ما يظهر بوضوح في وثيقة المدينة التي وضعت أسس تعايش المسلمين مع اليهود وغيرهم في مجتمع المدينة».
لكن لا بدّ للمسلمين قبل أن يتوجهوا بهذا الخطاب الأخلاقي النابع من سيرة نبيهم الكريم أن يتمثلوا سيرته ويعيشونها واقعا في حياتهم.. فلا يمكن أن نقنع الآخر بأخلاق نبينا ونحن نعيش في غربة عنها. إن مجتمعاتنا الإسلامية في حاجة ماسة إلى عودة جوهرية إلى أخلاق النبوة وتمثلها بشكل جلي في تفاصيل حياتنا. وجاء في الأثر «إن الدين عند الله الأخلاق»، والرسول الكريم نفسه يقول: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».