خسر منتخبنا الوطني أولى تجاربه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 وهي خسارة أغضبت الجماهير العمانية التي كانت متعطشة لبداية أقوى في هذه المنافسات التي تبحث فيها الجماهير مثلها مثل اللاعبين عن أول صعود لنهائيات كأس العالم، ذلك الحلم الذي طال انتظاره.. لكن الخسارة في كرة القدم واردة جدا مثلها مثل الفوز، وكما يبحث منتخبنا عن النقاط الثلاث فإن منافسه، أيا كان، يبحث عن الشيء نفسه ويسعى إليه بكل قدراته وبدعم جماهيره.

ويخوض منتخبنا مباراة ثانية بعد غد الثلاثاء أمام منتخب كوريا الجنوبية، أحد أقوى المنتخبات في المجموعة، وهي مباراة مهمة جدا وتحتاج إلى حشد جماهيري كبير وتجاوز المباراة الماضية مع ضرورة التعلم من أخطائها سواء من حيث أسلوب اللعب أم من حيث تكتيك المدرب. وجماهير كرة القدم، في أي مكان بالعالم، لا تقف وراء منتخبها في حالة الفوز فقط، وتقاطعه في حالة الخسارة؛ لذلك فإن المنتخب في حاجة ماسة لأن تسانده جماهيره مساء الثلاثاء لكسب نقاط المباراة الثلاث وإعادة التوازن سواء للاعبين أم للجماهير التي لن تترك منتخبها في مثل هذه المباراة المهمة.

إن النقد مهم جدا لأي تجربة يخوضها المنتخب، والنقد بشكل عام مهم وأساسي في الحياة كلها، لكنّ النقد المطلوب هو النقد البناء الذي يسعى إلى مراجعة حالة المنتخب بشكل عام، ولا بدّ أن يأخذ النقد في الاعتبار أن المنتخب في انتظاره مباراة مهمة بعد حوالي 48 ساعة من اليوم ولذلك هو في حاجة إلى بناء الروح المعنوية التي يحتاجها في مباراته القادمة.

والمهم الآن أن تستطيع الجماهير العمانية بناء حالة وطنية، كتلك التي عهدناها في السنوات الماضية، للوقوف مع المنتخب ورفع روحه المعنوية ونقده النقد الصحيح وفي الوقت الصحيح، نقدا مهنيا يصلح الأخطاء لا يهدم المعنويات، ولا يشبه ذلك النقد الذي لا يبنى على منهج مهني كما هو الحال في بعض وسائل التواصل الاجتماعي.

يستحق المنتخب أن يقف الجميع معه مهما كانت نتيجة المباراة الأولى أو الثانية ونقده، كما ورد أعلاه، بشكل مهني يسهم في تصحيح المسار إن كان يحتاج إلى تصحيح وتكريس الإيجابيات التي تحتاج إلى مزيد من التكريس.