على بركة الله يبدأ منتخبنا الوطني غداً مشوار الوصول للمونديال بإذن الله عندما يلاقي شقيقه المنتخب العراقي في مدينة البصرة في مستهل رحلة الوصول إلى مونديال 2026.

هذه الرحلة المجهدة لن تكون سهلة أو مفروشة بالورود في ظل حضور 12 منتخبا آسيويا طامحا للوصول للمونديال ويخوض تصفيات طويلة قبل بلوغ الهدف الأهم.

وإذا كان المنتخب الوطني قد كانت له محاولات سابقة في هذه الأدوار المتقدمة وكان قريبا في مناسبتين، لكن لم يكتب له النجاح في الأمتار الأخيرة، فإن الفرصة هذه المرة مواتية بعد أن تم رفع عدد المنتخبات الآسيوية المتأهلة للمونديال 2026 إلى 8 منتخبات وهذا يجعل الفرصة أفضل بكثير عما كان عليه سابقا وعلينا أن نقاتل بكل الطرق والوسائل من أجل بلوغ هذا الهدف.

غداً في البصرة ستكون الأنظار شاخصة لمتابعة المباراة المرتقبة بين منتخبنا الوطني والعراق في مستهل المشوار، والمباراة بكل تأكيد لن تكون سهلة لكنها ليست صعبة على رجال المنتخب الوطني الذين نثق فيهم وفي قدراتهم وإمكانياتهم الفنية في تقديم المستوى الذي يشفع لهم في الخروج بنتيجة إيجابية خاصة أن المواجهات في السنوات الأخيرة متقاربة بين المنتخبين وكان آخرها في النسخة الأخيرة من كأس الخليج، حيث تعادل المنتخبان في الافتتاح وفي الختام كسب العراق المباراة بعد التمديد لأشواط إضافية في مباراة مثيرة صنفت كواحدة من أفضل النهائيات الخليجية.

في مباراة الغد الأمور مختلفة وهناك تغييرات حدثت بين المنتخبين، وإذا كان المنتخب الوطني قد استعد بمعسكر خارجي في إسبانيا وخاض اللاعبون 3 جولات في دوري عمانتل، فإن المنتخب العراقي استعد بمعسكر قصير في العاصمة القطرية الدوحة والدوري العراقي لم يبدأ، وكذلك اللاعبون المحترفون الذين تم استدعاؤهم لم يصلوا إلى البصرة إلا منذ أيام قليلة.

هذه العوامل يجب أن نستغلها أفضل استغلال، صحيح أن المنتخب العراقي يلعب على أرضه وبين جماهيره، وهو ما يمنحه أفضلية، لكن هذه الأفضلية بالإمكان تعويضها من خلال الصبر والمثابرة وعدم الاستعجال واستغلال الفرص وإغلاق كل المعابر أمام المنتخب العراقي وعدم تمكينه من الوصول لمنطقة العمليات.

مدرب المنتخب الوطني تشيلافي أمام تحد صعب للغاية وسيواجه منتخبا عنيدا، وهو مصنف من ضمن أفضل المنتخبات في آسيا ولهذا فإنه مطالب بإيجاد توازن بين خطوط الفريق الثلاثة وأن يعوض أيضا غياب صلاح اليحيائي الذي كان له دور كبير في آخر مباراتين جمعت المنتخبين.

عناصر المنتخب الوطني مطالبة بإظهار إمكانياتها وقدراتها وأن تثبت أنها في أحسن حال، خاصة أن جميع السبل توفرت لهم، ولعل الزخم الجماهيري والإعلام الذي سبق المباراة من خلال حملة «كلنا معك» أن يترجم إلى واقع ملموس ونرى المستوى الفني الذي يليق بمنتخبنا ويسعد جماهيرنا في البصرة أو الذي يتنظره هنا في مسقط بفارغ الصبر.

التفاؤل يسود اللاعبين ولمسته عن قرب عندما حضرت تدريباتهم، وكلي ثقة في عناصر المنتخب الوطني بأنهم قادرون على إسعاد جماهيرهم بإذن الله.