ليس من المبالغة في شيء القول أن الأسبوع الماضي شهد درجة عالية من السلوك السياسي الإسرائيلي الذي يفتقر كالعادة الى القيم والالتزام بقواعد الحروب وبالطبع القانون الدولي الذي لم يسبق لإسرائيل الالتزام بها منذ انشائها في اطار المبدأ الميكيافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " بغض النظر عن البعد الأخلاقي، ومتى التزمت اسرائيل بهذا البعد؟ وهى تمارس الابادة الجماعية ضد الفلسطينيين في تحد لكل الاعراف والقوانين والشرعية الدولية. فخلال ايام قليلة من الاسبوع الماضي لجأت اسرائل الى اغتيال فؤاد شكر اليد اليمنى لحسن نصر الله في جنوب لبنان في الضاحية الجنوبية في بيروت وفي اليوم التالي اغتالت اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب العاصمة الايرانية طهران بواسطة مقذوف قصير المدى يحمل عبوة زنة 7 كيلوجرامات حسبما اكد الحرس الثوري الايراني وليس بزرع عبوة ناسفة، كما تردد ، ثم اعلنت – اسرائيل- اغتيال محمد الضيف القائد العسكري لحماس في قطاع غزة والقريب جدا من يحي السنوار والذي كان قد اصيب في غارة المواصي في غزة اوائل الشهر الماضي، وظلت اسرائيل تتحرى وتتابع اخباره حتى اعلنت رسميا استشهاده، وهي خسارة كبيرة لحماس ولحزب الله ولحركة المقاومة الفلسطينية ايضا، خاصة في الظروف الراهنة.
ويمكن القول ان نتانياهو قد تعمد على نحو واضح خلط الأوراق في المنطقة بعد ان تيقن من أن مفاوضات التهدئة في غزة تعطلت الى حد كبير كما سبقت الاشارة الاسبوع الماضي وانه لا مانع من استغلاله اية فرصة تلوح أمامه في اطار تحقيقه لأهدافه المعلنة للحرب ومحاولة تعديل صورته التي تضررت بشدة بسبب الهمجية الاسرائيلية واستمرار جرائم الابادة الجماعية ضد الفلسطينيين وتسببت في اثارة العالم الخارجي في الاسابيع الماضية ووصلت الى حد المطالبة بازاحته من منصبه. ولذا فانه عمد الى القيام بعمليات الاغتيال دون تنسيق مع حليفته الاكبر حتى لا يمنحها شرف التنسيق والمشاركة في تلك الجرائم وذلك ما اكده وزير الخارجية الامريكي ذاته لأنه يعرف كم هى جريمة مدانة بموجب القانون الدولي في كل دول العالم .
واذا كانت سلسلة الاغتيالات المستمرة لقيادات حماس وحزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية الأخرى اصبحت من أهم أدوات العمل الاسرائيلية في الآونة الأخيرة ومن أكثرها اثارة للإنتقام وردود الفعل ضد اسرائيل التي تمارس الاغتيال للقيادات ليس فقط في الأنفاق وفوق الارض، ولكن ايضا باستخدام الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة والأمثلة في هذا المجال عديدة بما فيها، اغتيال نائب رئيس تصنيع السلاح في حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية قبل أيام مما يدفع نحو توسيع نطاق التصعيد، فان هذه السياسة ادت في الواقع الى نوع خطير من خلط الاوراق وزيادة عدد الأطراف المتضررة والراغبة في الانتقام والرد على اسرائيل بما يعنيه من توسيع دائرة الصراع في المنطقة. وفي اطار حالة استقطاب تتبلور اكثر من أي وقت مضي بين اسرائيل والولايات المتحدة والمتعاونين معهما من ناحية وبين ايران وحزب الله وحماس والفصائل الاخري المرتبطة بايران بشكل او بآخر والتي اجتمع ممثلوها في طهران قبل ايام لدراسة الرد المشترك من جانبهم، وهو الأمر المنتظر حدوثه في الايام القادمة. و اذا كانت قصفات صاروخية قد تم توجيهها الى شمال اسرائيل مؤخرا تمهيدا " للرد الحقيقي والمدروس والمؤلم لإسرائيل " حسبما اكد الحرس الثوري الايراني ، فانه يمكن الإشارة الى بعض الجوانب لعل من أهمها أولا، أنه في الوقت الذي أكدت فيه طهران على تمسكها بحقها الطبيعي في الرد على عدوان اسرائيل ضدها وضد سيادتها وارضها وذلك بقيامها باغتيال الرئيس الفلسطيني اسماعيل هنية خلال زيارته طهران ووجوده فيها، وهو ما سبب حرجا كبيرا لايران ومن ثم زاد في الواقع من تصميمها على الرد من جانب الحرس الثوري الايراني خاصة بعد اعتداء اسرائيل في شهر مارس الماضي على المجمع القنصلي الايراني في دمشق وقيام ايران بضرب اسرائيل ردا على ذلك، فان ايران رحبت بتعاون مختلف الفصائل المتعاونة معها في الرد على اسرائيل في اجتماع طهران وهو ما تم بحثه من جانب تلك الاطراف في اجتماع طهران الاحد الماضي، وهذه هي المرة الأولى التي ستتكون فيها مثل تلك القوة المتعددة الاطراف ضد اسرائيل وهو ما يقلق اسرائيل الى حد كبير، خاصة وان الأمر هذه المرة لا يشبه ما حدث في عام 1973 والتنسيق المصري السوري في حرب اكتوبر 1973 ، يضاف الى ذلك انه في حرب اكتوبر كان يتم التعامل على مستوى جيوش كبيرة ومسؤولة ولكن هذه المرة فان تعدد الاطراف ومشاركة ميليشيات حتى ولو تحت قيادة الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وميليشيات سوريا والعراق او بعضها على الاقل وبالطبع الفصائل الفلسطينية يفتح المجال عمليا امام وضع خطر عمليا يتمثل في تعدد جهات القرار في الواقع او على الاقل صعوبة التنسيق والسيطرة على قرارات الاشتباك وتوقيتاتها والتنسيق المهم والضروري فيما بينها حتى تتحقق افضل النتائج ويتم الاستفادة بكل الامكانيات المتاحة عمليا دون تضارب بين القوات او الاطراف المختلفة. صحيح ان هناك قواعد عمل واساليب تنسيق عسكرية وتنظيمية معروفة بين القوات المختلفة االمشاركة ولكن الامر لن يكون يسيرا او سهلا حتى لو تم تحديد انساق القيادة ومهامها تجنبا للتداخل والتضارب والقرارات ذات الدوافع المختلفة احيانا .
ومع الوضع في الاعتبار ان الاطراف على الجانب الإيراني لم تعتد – حتى الآن على الأقل – على التدريب العملياتي المشترك بين قواتها في الفترة الماضية ولا تستطيع التغلب على ذلك خلال ايام معدومات في الايام القادمة غير ان خطوات التنسيق الفعالة والالتزام القوي بالتعليمات ووضوح وتحديد المهام للقوات والاطراف المختلفة بشكل دقيق ومحدد يمكن ان يقلل من الاخطاء ومن التضارب ويوفر بالتالي درجة كبيرة مما ينبغي ان يتوفر ْ للمستقبل خاصة على الارض. ومن المؤكد ان هذه التجربة اذا اكتملت ستكون بالغة الاهمية للمستقبل في أية مواجهة قادمة مع اسرائيل. وفي النهاية فان الأمر لن يكون سهلا خاصة اذا وضعنا في الاعتبار الصورة الكاملة لمسرح العمليات واتساعه برا وبحرا وقابليته للإتساع من جانب من يقرر ذلك من الأطراف المعنية ومن غير المستبعد ان يكون هناك اطراف مشاركة تفتقر الى الحكمة او لديها تصورات ساذجة لاعتبارات او بدوافع غير محسوبة اومبالغ فيها بما قد يترتب على ذلك كله من اعتبارات ونتائج يصعب تصورها، خاصة وان تصورات الحرب لدينا كعرب لاتزال رهينة لخبرات محدودة ولتصورات قليلة الصلة بالتطورات الحديثة وبعيدا عن أي نوع من المقارنة فانه لا ينبغي اغفال الموقف الامريكي والغربي الداعم لاسرائيل. ومع ذلك فان المواجهات والحروب لها منطقها ويصعب اخضاعها لتصورات معملية او حماسية وان كانت هجمات السابع من اكتوبر الماضي قد اعطت نتائج لم تكتمل بعد وان كانت قد غيرت جوانب هامة في النظر الى القضية الفلسطينية وما ينتظرها من تطورات في الفترة القادمة. والمؤكد ان الاغتيالات والتضحيات الفلسطينية والعربية لن تضعف عزيمة الشعوب العربية ولن تدفعها للتخلي عن حقوقها المشروعة وفي مقدمتها حقها في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية وما يقرره الكنيست الاسرائيلي لا ينسحب على الفلسطينيين ولا العرب لأنهم قادرون في النهاية على استعادة حقوقهم حتى لو طال الزمن. والمعركة القادمة مع اسرائيل ستكون على جانب كبير من الاهمية لحاضر ومستقبل المنطقة ولن يستطيع نتنياهو تغيير صورته أو استعادة صورته السابقة ، التي تهشمت في الواقع ، ولن يرممها تفكيره في تغيير رئيس اركان جيشه ووزير دفاعه كما سرب في الآونة الأخيرة .
ثانيا، ان خلط الاوراق الذي عمد نتنياهو الى اغراق المنطقة فيه من خلال سياسة الاغتيالات الميكيافيلية هي من اخطر ما تتعرض له المنطقة الآن وفي المستقبل القريب ايضا وبالرغم من قوة التعهد الامريكي بحماية اسرائيل والدفاع عنها في حال تعرضها لهجوم ايراني وهو ما أكدت عليه واشنطن – ورد عليه الحرس الثوري الايراني- فإن التطورات في المنطقة تسير نحو المجهول بدرجة كبيرة وقد يزداد الامر سوءا اذا اتسع نطاق التصعيد لسبب أو لآخر ليس فقط لان بايدن حذر نتنياهو من اي تصعيد دون تشاور مسبق مع واشنطن، ولكن ايضا لأن حجم التورط الأمريكي المحتمل غير واضح وربما غير محسوب بدقة خاصة وان واشنطن اضطرت الى زيادة الامدادات العسكرية الامريكية وحشد الاسلحة الجوية والبحرية في الشرق الاوسط تحسبا للدفاع عن اسرائيل التي وضعت المنطقة على شفا أتون مدمر سيؤثر على الارجح في حاضرها ومستقبلها ويظل السؤال هل يمكن انقاذ دول وشعوب المنطقة من دمار كبير ام ان المنطقة ستواجه نوعا من الفوضي والدمار غير المسبوق ولصالح من ذلك في النهاية ؟ !!
ويمكن القول ان نتانياهو قد تعمد على نحو واضح خلط الأوراق في المنطقة بعد ان تيقن من أن مفاوضات التهدئة في غزة تعطلت الى حد كبير كما سبقت الاشارة الاسبوع الماضي وانه لا مانع من استغلاله اية فرصة تلوح أمامه في اطار تحقيقه لأهدافه المعلنة للحرب ومحاولة تعديل صورته التي تضررت بشدة بسبب الهمجية الاسرائيلية واستمرار جرائم الابادة الجماعية ضد الفلسطينيين وتسببت في اثارة العالم الخارجي في الاسابيع الماضية ووصلت الى حد المطالبة بازاحته من منصبه. ولذا فانه عمد الى القيام بعمليات الاغتيال دون تنسيق مع حليفته الاكبر حتى لا يمنحها شرف التنسيق والمشاركة في تلك الجرائم وذلك ما اكده وزير الخارجية الامريكي ذاته لأنه يعرف كم هى جريمة مدانة بموجب القانون الدولي في كل دول العالم .
واذا كانت سلسلة الاغتيالات المستمرة لقيادات حماس وحزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية الأخرى اصبحت من أهم أدوات العمل الاسرائيلية في الآونة الأخيرة ومن أكثرها اثارة للإنتقام وردود الفعل ضد اسرائيل التي تمارس الاغتيال للقيادات ليس فقط في الأنفاق وفوق الارض، ولكن ايضا باستخدام الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة والأمثلة في هذا المجال عديدة بما فيها، اغتيال نائب رئيس تصنيع السلاح في حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية قبل أيام مما يدفع نحو توسيع نطاق التصعيد، فان هذه السياسة ادت في الواقع الى نوع خطير من خلط الاوراق وزيادة عدد الأطراف المتضررة والراغبة في الانتقام والرد على اسرائيل بما يعنيه من توسيع دائرة الصراع في المنطقة. وفي اطار حالة استقطاب تتبلور اكثر من أي وقت مضي بين اسرائيل والولايات المتحدة والمتعاونين معهما من ناحية وبين ايران وحزب الله وحماس والفصائل الاخري المرتبطة بايران بشكل او بآخر والتي اجتمع ممثلوها في طهران قبل ايام لدراسة الرد المشترك من جانبهم، وهو الأمر المنتظر حدوثه في الايام القادمة. و اذا كانت قصفات صاروخية قد تم توجيهها الى شمال اسرائيل مؤخرا تمهيدا " للرد الحقيقي والمدروس والمؤلم لإسرائيل " حسبما اكد الحرس الثوري الايراني ، فانه يمكن الإشارة الى بعض الجوانب لعل من أهمها أولا، أنه في الوقت الذي أكدت فيه طهران على تمسكها بحقها الطبيعي في الرد على عدوان اسرائيل ضدها وضد سيادتها وارضها وذلك بقيامها باغتيال الرئيس الفلسطيني اسماعيل هنية خلال زيارته طهران ووجوده فيها، وهو ما سبب حرجا كبيرا لايران ومن ثم زاد في الواقع من تصميمها على الرد من جانب الحرس الثوري الايراني خاصة بعد اعتداء اسرائيل في شهر مارس الماضي على المجمع القنصلي الايراني في دمشق وقيام ايران بضرب اسرائيل ردا على ذلك، فان ايران رحبت بتعاون مختلف الفصائل المتعاونة معها في الرد على اسرائيل في اجتماع طهران وهو ما تم بحثه من جانب تلك الاطراف في اجتماع طهران الاحد الماضي، وهذه هي المرة الأولى التي ستتكون فيها مثل تلك القوة المتعددة الاطراف ضد اسرائيل وهو ما يقلق اسرائيل الى حد كبير، خاصة وان الأمر هذه المرة لا يشبه ما حدث في عام 1973 والتنسيق المصري السوري في حرب اكتوبر 1973 ، يضاف الى ذلك انه في حرب اكتوبر كان يتم التعامل على مستوى جيوش كبيرة ومسؤولة ولكن هذه المرة فان تعدد الاطراف ومشاركة ميليشيات حتى ولو تحت قيادة الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وميليشيات سوريا والعراق او بعضها على الاقل وبالطبع الفصائل الفلسطينية يفتح المجال عمليا امام وضع خطر عمليا يتمثل في تعدد جهات القرار في الواقع او على الاقل صعوبة التنسيق والسيطرة على قرارات الاشتباك وتوقيتاتها والتنسيق المهم والضروري فيما بينها حتى تتحقق افضل النتائج ويتم الاستفادة بكل الامكانيات المتاحة عمليا دون تضارب بين القوات او الاطراف المختلفة. صحيح ان هناك قواعد عمل واساليب تنسيق عسكرية وتنظيمية معروفة بين القوات المختلفة االمشاركة ولكن الامر لن يكون يسيرا او سهلا حتى لو تم تحديد انساق القيادة ومهامها تجنبا للتداخل والتضارب والقرارات ذات الدوافع المختلفة احيانا .
ومع الوضع في الاعتبار ان الاطراف على الجانب الإيراني لم تعتد – حتى الآن على الأقل – على التدريب العملياتي المشترك بين قواتها في الفترة الماضية ولا تستطيع التغلب على ذلك خلال ايام معدومات في الايام القادمة غير ان خطوات التنسيق الفعالة والالتزام القوي بالتعليمات ووضوح وتحديد المهام للقوات والاطراف المختلفة بشكل دقيق ومحدد يمكن ان يقلل من الاخطاء ومن التضارب ويوفر بالتالي درجة كبيرة مما ينبغي ان يتوفر ْ للمستقبل خاصة على الارض. ومن المؤكد ان هذه التجربة اذا اكتملت ستكون بالغة الاهمية للمستقبل في أية مواجهة قادمة مع اسرائيل. وفي النهاية فان الأمر لن يكون سهلا خاصة اذا وضعنا في الاعتبار الصورة الكاملة لمسرح العمليات واتساعه برا وبحرا وقابليته للإتساع من جانب من يقرر ذلك من الأطراف المعنية ومن غير المستبعد ان يكون هناك اطراف مشاركة تفتقر الى الحكمة او لديها تصورات ساذجة لاعتبارات او بدوافع غير محسوبة اومبالغ فيها بما قد يترتب على ذلك كله من اعتبارات ونتائج يصعب تصورها، خاصة وان تصورات الحرب لدينا كعرب لاتزال رهينة لخبرات محدودة ولتصورات قليلة الصلة بالتطورات الحديثة وبعيدا عن أي نوع من المقارنة فانه لا ينبغي اغفال الموقف الامريكي والغربي الداعم لاسرائيل. ومع ذلك فان المواجهات والحروب لها منطقها ويصعب اخضاعها لتصورات معملية او حماسية وان كانت هجمات السابع من اكتوبر الماضي قد اعطت نتائج لم تكتمل بعد وان كانت قد غيرت جوانب هامة في النظر الى القضية الفلسطينية وما ينتظرها من تطورات في الفترة القادمة. والمؤكد ان الاغتيالات والتضحيات الفلسطينية والعربية لن تضعف عزيمة الشعوب العربية ولن تدفعها للتخلي عن حقوقها المشروعة وفي مقدمتها حقها في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية وما يقرره الكنيست الاسرائيلي لا ينسحب على الفلسطينيين ولا العرب لأنهم قادرون في النهاية على استعادة حقوقهم حتى لو طال الزمن. والمعركة القادمة مع اسرائيل ستكون على جانب كبير من الاهمية لحاضر ومستقبل المنطقة ولن يستطيع نتنياهو تغيير صورته أو استعادة صورته السابقة ، التي تهشمت في الواقع ، ولن يرممها تفكيره في تغيير رئيس اركان جيشه ووزير دفاعه كما سرب في الآونة الأخيرة .
ثانيا، ان خلط الاوراق الذي عمد نتنياهو الى اغراق المنطقة فيه من خلال سياسة الاغتيالات الميكيافيلية هي من اخطر ما تتعرض له المنطقة الآن وفي المستقبل القريب ايضا وبالرغم من قوة التعهد الامريكي بحماية اسرائيل والدفاع عنها في حال تعرضها لهجوم ايراني وهو ما أكدت عليه واشنطن – ورد عليه الحرس الثوري الايراني- فإن التطورات في المنطقة تسير نحو المجهول بدرجة كبيرة وقد يزداد الامر سوءا اذا اتسع نطاق التصعيد لسبب أو لآخر ليس فقط لان بايدن حذر نتنياهو من اي تصعيد دون تشاور مسبق مع واشنطن، ولكن ايضا لأن حجم التورط الأمريكي المحتمل غير واضح وربما غير محسوب بدقة خاصة وان واشنطن اضطرت الى زيادة الامدادات العسكرية الامريكية وحشد الاسلحة الجوية والبحرية في الشرق الاوسط تحسبا للدفاع عن اسرائيل التي وضعت المنطقة على شفا أتون مدمر سيؤثر على الارجح في حاضرها ومستقبلها ويظل السؤال هل يمكن انقاذ دول وشعوب المنطقة من دمار كبير ام ان المنطقة ستواجه نوعا من الفوضي والدمار غير المسبوق ولصالح من ذلك في النهاية ؟ !!