وفقا لأحدث تقرير عن حالة الأمن الغذائي، الذي أصدرته مؤخرا خمس وكالات متخصصة تابعة للأمم المتحدة، فإن معدلات الجوع ونقص الأمن الغذائي في ارتفاع، فقد عانى فرد من 11 فردا من الجوع في العالم، أما في إفريقيا فقد عانى فرد من 5 أفراد من الجوع، وبلغ العدد الكلي للجائعين 733 مليون فرد في العالم، أي ثلاثة أرباع المليار فرد تقريبا، وهو رقم كبير نسبة إلى عدد سكان العالم.

ويشير التقرير أن العالم قد تراجع 15 عامًا إلى الوراء في معدلات الجوع، إذ بلغت مستويات النقص التغذوي معدّلات قريبة مما كانت عليه خلال الفترة 2008-2009. ويذكر التقرير أن الحصول على غذاءٍ كافٍ لا يزال أمرًا صعب المنال لمليارات الأشخاص، ففي عام 2023، عانى نحو 2.33 مليار شخص حول العالم من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد، وهو عدد لم يتغير كثيرًا منذ عام 2020 خلال جائحة كوفيد-19. وعانى أكثر من 864 مليون فرد منهم من انعدام الأمن الغذائي الشديد، أي أنهم أمضوا يومًا كاملًا أو أكثر في بعض الأحيان من دون تناول أي طعام، وبقى هذا العدد مرتفعًا منذ 2020، وبقيت قارة إفريقيا على رأس القائمة.

ويوضح التقرير أنّ أكثر من 2.8 مليار فرد عجزوا عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي في عام 2022، ويتبين هذا التفاوت بشدة في البلدان المنخفضة الدخل، حيث إنّ 71.5% من السكان غير قادرين على تحمل كلفة نمط غذائي صحي مقارنة مع 6.3% في البلدان المرتفعة الدخل.

تفاوت كبير جدا ولافت، وخاصة مع استمرار التضخم وزيادته، وارتفاع أسعار الأغذية مع تدني الدخول في بعض الدول، مما يقوض المكاسب الاقتصادية بالنسبة إلى الكثير من الناس، وأيضا أصبحت حالات الانكماش الاقتصادي أكثر تواترًا وأشدّ وطأة، وكذلك الحروب والاعتداءات - وليس جوع أهالي غزة عنا ببعيد. أيضا عوامل مثل الأنماط الغذائية الصحية عالية التكلفة، والبيئات الغذائية غير الصحية، واستمرار عدم المساواة، مما يُضخّم تأثيرها معا.

يقول رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية: «لقد ثبت أنّ الطريق الأسرع للخروج من الجوع والفقر هو من خلال ضخّ الاستثمارات في الزراعة في المناطق الريفية، وأن نستثمر أكثر وبذكاء أكبر، لذا يتعين علينا أن نجلب أموالًا جديدة إلى النظام الزراعي».

إن تجارب المنظمات الدولية في المجال ونتائج الأزمات العالمية تؤكد أنه كلما تضاعف استثمار الدول في الزراعة استطاعت التخلص من الجوع والفقر، ناهيك عن توفير الأمن الغذائي والأنماط الصحية من الغذاء لسكانها.

د. طاهرة اللواتية إعلامية وكاتبة